الصيدلانية العالي: ضربة الشمس والتجمعات الجماعية: دروس من الحج

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
  • 2700 حالة إجهاد حراري في يوم واحد العام الماضي
  • الحجاج المخالفين الأكثر عرضة لضربات الشمس والجفاف الإرهاق

قالت صيدلاني أكلينيكي وعضو جمعية أصدقاء الصحة د. ليلى العالي إن الحجاج غير المسجلين والمخالفين غير المرخصين، أكثر عرضة للخطر بسبب التعرض المطول لأشعة الشمس والجفاف والإرهاق البدني، جراء عدم وجود حملات مرخصة تدير شؤونهم، وتشرف عليها لضمان صحتهم، وعدم قدرتهم للوصول للخدمات الرسمية.

وأوضحت د. العالي أن ضربة الشمس تُعد من القضايا الصحية العامة المهمة، والتي تزداد حدتها بسبب تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة، مشيرةإلى أنه خلال العام الماضي شهد الحج أكثر من 2700 حالة إجهاد حراري في يوم واحد، وأسفر عن أكثر من 1000 حالة وفاة.

وأضافت أنه خلال موسم الحج عام 2024 شكلت الحرارة الشديدة والمسافات الطويلة، التي تصل إلى 28 كيلومتراً أحياناً، خطراً كبيراً، معظم حالات الوفاة بسبب ضربة الشمس (83%) كانت بين الحجاج غير المسجلين الذين لم يكن لديهم وصول إلى الخدمات الرسمية، مؤكدة أنه على الرغم من الإجراءات الوقائية مثل توزيع المياه وتوفير الظل وتقديم نصائح الترطيب، أسفرت الحرارة عن معدلات عالية من الأمراض والوفيات.

ووفقاً لـ د. العالي يتناول العديد من الحجاج الأدوية لعلاج الحالات المزمنة، ولكن بعض الأدوية تزيد من خطر الإصابة بضربة الشمس، وتساهم المدرات البولية، مضادات الكولين، والبيتا-بلوكر، وأدوية أخرى في تقليل قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته، كما تزيد المدرات البولية من الجفاف، بينما تمنع مضادات الكولين التعرق، وهو آلية رئيسية لتبريد الجسم. هذه الأدوية، خاصة عند استخدامها في بيئة حارة، تساهم في زيادة حالات الأمراض المرتبطة بالحرارة.

وعن المضاعفات الكلوية والجفاف، قالت إنه غالبًا ما يؤدي الجفاف المرتبط بضربة الشمس إلى الإصابة بمشاكل كلوية حادة لدى العديد من الحجاج. ويساهم التمزق العضلي الناتج عن الإجهاد الحراري في تفاقم تلف الكلى. تم تقديم أكثر من 1170 جلسة غسيل كلوي في العام الماضي بسبب ضربات الشمس، مما يعكس الضغط الكبير على الموارد الصحية. كما أن تأثير الأدوية على الكلى زاد من تعقيد هذه المضاعفات.

وفيما يخص تأثير ضربة الشمس على المختبرات السريرية، أوضحت أن زيادة حالات الأمراض المرتبطة بالحرارة شكلت ضغطاً هائلاً على المختبرات السريرية، ما أدى إلى إجراء العديد من الفحوصات لوظائف الكلى والخلل في الإلكتروليتات وتلف العضلات. وتابعت أنه أصبح استخدام الأجهزة المتنقلة لاختبار النتائج أمرًا أساسيًا، خاصة في العيادات الميدانية، لإدارة هذه الحالات بسرعة. وهذا أضاف عبئاً إضافياً على الطواقم الطبية والموارد، مما أبرز الحاجة إلى الاستعداد في التجمعات الجماعية.

وحول إجراءات الصحة والسلامة، لمواجهة مخاطر الحرارة، قالت د. العالي إن هناك كثيراً من التدابير الوقائية، بما في ذلك توفير محطات مائية، أنظمة رذاذ الماء، ومناطق للراحة تحت الظل، كما تم نشر حملات صحية عامة تشجع على الترطيب وتجنب التعرض لأشعة الشمس في ساعات الذروة (من 11 صباحًا إلى 3 مساءً) وأخذ فترات راحة بانتظام، ومع ذلك، تجنب العديد من الحجاج غير المسجلين الخدمات الرسمية، مما زاد من خطر الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة.

وسلط حج في العام الماضي الضوء على المخاطر الجادة المرتبطة بضربة الشمس، خاصة عندما تتداخل مع المضاعفات الناتجة عن الأدوية والإجراءات الوقائية غير الكافية. إن الضغط الكبير على الخدمات الصحية، خاصة في إدارة الإصابات الكلوية، يبرز الحاجة إلى استعداد أفضل في التجمعات الجماعية. إن التنظيم الأكثر صرامة، والتوعية المحسّنة حول مخاطر الحرارة والأدوية، ضروريان لحماية صحة الحجاج في الفعاليات المستقبلية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق