قررت محكمة الطفل بمدينة 6 أكتوبر، إيداع "علي محمد رمضان"، نجل الفنان محمد رمضان، داخل إحدى دور الرعاية، على خلفية اتهامه بالتعدي على طفل يُدعى "عمر محمد" داخل نادي "نيو جيزة"، في واقعة أثارت اهتمامًا جماهيريًا واسعًا وتحولت إلى قضية رأي عام.
البداية.. بلاغ من والدة الضحية
بدأت الواقعة عندما توجهت "رولا عبد الله"، مديرة في إحدى شركات الإعلان، إلى قسم شرطة أول أكتوبر، وقدمت بلاغًا رسميًا تتهم فيه نجل الفنان محمد رمضان بالتعدي بالضرب على ابنها "عمر"، البالغ من العمر 11 عامًا، طالب بالصف السادس الابتدائي بمدرسة جرين لاند الدولية. وأكدت أن الحادث وقع داخل نادي "نيو جيزة" الشهير، أثناء لهو الأطفال.
وفقًا لأقوال الأم، فقد تطور خلاف بسيط بين الطفلين إلى اعتداء جسدي من جانب نجل محمد رمضان، حيث قام الأخير بصفع نجلها على وجهه، مما أدى إلى إصابته بكدمة في الخد الأيسر، وهو ما أكده التقرير الطبي المرفق بالبلاغ.
اتهامات خطيرة وتورط الفنان محمد رمضان
تحقيقات النيابة كشفت عن مفاجآت كبيرة، حيث ورد في أقوال الطفل المجني عليه وشهود العيان أن الفنان محمد رمضان نفسه كان متورطًا بشكل غير مباشر في الواقعة. بحسب ما ورد في الدعوى المدنية، فإن الفنان تواصل مع نجله عبر مكالمة فيديو أثناء الواقعة، وطلب منه ملاحقة الطفل "عمر" داخل النادي وتصويره، حتى اضطر الأخير للاختباء داخل دورة المياه.
وذكرت الدعوى أن نجل رمضان، وبإيعاز من والده، قام بحجز الطفل داخل الحمام باستخدام "كرسي ومقشة"، ومنعه من الخروج، إلى أن تدخل أحد الأطفال وفتح الباب للمجني عليه. كما اتُهم الفنان محمد رمضان بالإمساك بالطفل المجني عليه بنفسه، لتمكين نجله من صفعه أمام الموجودين، في مشهد ترك أثرًا نفسيًا بالغًا لدى الطفل.
إحالة للمحكمة ومطالبات بالتعويض
عقب الانتهاء من التحقيقات، تمت إحالة نجل الفنان إلى محكمة الطفل، بينما تقدمت هيئة الدفاع عن المجني عليه بطلب رسمي لإدراج اسم الفنان محمد رمضان كمتهم في القضية، لاتهامه بالمشاركة والتحريض على الواقعة.
طالب محامي المجني عليه، المستشار أحمد مختار، خلال جلسة المحاكمة بتعويض مدني مؤقت قدره مليون جنيه، تعويضًا عن الأذى النفسي والجسدي الذي تعرض له الطفل "عمر"، مؤكدًا أن الواقعة خلفت آثارًا نفسية عميقة، وأن عدم تدخل أسرة رمضان لاحتواء الأزمة فاقم الموقف.
غياب رمضان وحكم المحكمة
في جلسة المحاكمة التي عقدت في 5 مايو بمحكمة الطفل بأكتوبر، تغيّب كل من الفنان محمد رمضان ونجله "علي" عن الحضور، وبرر دفاع نجل رمضان غيابه بتعرضه لوعكة صحية مفاجئة مساء اليوم السابق. حضرت والدة المجني عليه الجلسة وتابعت مجريات المحاكمة.
وأصدرت المحكمة قرارها بإيداع نجل محمد رمضان بدار رعاية لاحقة، بينما لا تزال القضية مفتوحة من ناحية إجراءات الطعن، حيث أكد محامي المجني عليه نيته الاستمرار في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لضمان حقوق الطفل، متهمًا أسرة رمضان بعدم التواصل أو الاعتذار، سواء إنسانيًا أو قانونيًا.
ردود الفعل وتصعيد إعلامي
في الوقت الذي كانت فيه الواقعة تتصاعد إعلاميًا، تجاهل الفنان محمد رمضان الحدث وواصل الترويج لأعماله الفنية عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. ونشر صورة تجمعه بنجله، تزامنًا مع اشتعال القضية، وكتب تعليقًا دعائيًا لأغنيته الجديدة: "أغنية يلا.. قريبًا"، ما أثار موجة من الانتقادات.
وفي سياق متصل، كشف المحامي أيمن محفوظ عن تقدمه بإنذار رسمي لنقيب المهن التمثيلية الدكتور أشرف زكي، للمطالبة بشطب محمد رمضان من النقابة، مستشهدًا بما اعتبره "نشرًا للبلطجة وهدمًا للقيم الاجتماعية" في أعماله الفنية وتصرفاته.
مسار قانوني مفتوح
القضية ما زالت في طور الإجراءات القانونية، وسط ترقب لقرار المحكمة بشأن طلب ضم الفنان محمد رمضان كمتهم رسمي، في وقت يواصل فيه دفاع أسرة المجني عليه تحركاته القانونية لتحقيق ما وصفه بـ"العدالة الكاملة لطفل لم يجد من ينصفه إلا القانون".
0 تعليق