ما فائدة قمة عربية لا تستطيع إدخال “ربطة خبز” إلى غزة؟!!

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مايو 17, 2025 2:54 م

كاتب- علي سعادة

ما الجديد الذي ستخرج به القمة رقم 34 لجامعة الدول العربية، في ظل تواصل حرب الإبادة على قطاع غزة منذ 19 شهرا مع تفاقم الأزمة الإنسانية والمجاعة ومشاريع التهجير الأمريكية والإسرائيلية والتصعيد الصهيوني المتوحش في الضفة الغربية؟!
كمية هائلة من الكلمات والخطابات الرنانة والمحبوكة بلغة دبلوماسية حذرة، وقادة يتبارون أيهم أكثر بلاغة في وصف حالة العرب المزرية والمتردية والمخجلة.
قمة مثل غيرها من القمم وهي الثالثة منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة، وتأتي بعد اجتماع طارئ عقد في القاهرة في آذار الماضي تبنى خلاله القادة العرب خطة لإعادة إعمار غزة، وتمثل طرحا بديلا لمقترح قدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقضي بتهجير السكان ووضع القطاع تحت سيطرة واشنطن.
لكن الرد الأمريكي والصهيوني على ما قدمه العرب كان فاترا جدا أقرب للتجاهل وعدم الاكتراث بالراغبة العربية، وأعاد ترامب والقمة تلتئم تصريحاته العنصرية حيث دعا مجددا إلى تهجير سكان قطاع غزة إلى دولة في الشرق الأوسط، واقتراحه أن تكون غزة “منطقة حرة” تدار وفقا لرؤية إدارته، بعيدا عن أي تمثيل وطني فلسطيني.
تصريحات تتقاطع مع ما نشرته شبكة NBC الأمريكية حول وجود خطة لدى إدارة ترمب لنقل ما يقارب مليون فلسطيني من غزة إلى ليبيا، وهي تكشف عن عقلية استعمارية مريضة تعيد إلى الأذهان مشاريع التهجير والنكبة والاقتلاع التي عانى منها شعبنا منذ عام 1948، وهي ذات العقلية التي مارستها الولايات المتحدة منذ نشأتها عبر سياسات الإبادة والاقتلاع التي طالت السكان الأصليين في أمريكا الشمالية، في سياق مشروع استيطاني توسعي قائم على محو الشعوب الأصلية، والسيطرة على الأرض بالقوة.
الشعب الفلسطيني لن يذهب إلى أي مكان سوى فلسطين، ولا مكان له خارجها سوى مدنه وقراه المحتلة في فلسطين التاريخية بعد التحرير وكنس الاحتلال، وغزة لن تكون يوما محطة للترحيل أو التصفية.
لقد قدم أهالي غزة الصامدة العظيمة أكثر من 150 ألف شهيدا ومصابا وتدمير كامل لغزة حتى لا يتركوا أرضهم، وستفشل كل مخططات التهجير وستسقط أعتى آلة استعمارية وحشية وجميع رعاتها؛ لأن ترحيل سكان غزة ليس سوى المرحلة الأولى لترحيل باقي الفلسطينيين عن وطنهم، وإقامة دولة يهودية خالصة على أرض فلسطين.
عقلية “الكابوي” المتغطرسة التي لا ترى في الشعوب سوى رعايا يمكن ترحيلهم، أو التحكم بمصائرهم، والتعامل مع قضايا الشعوب كأنها صفقات عقارية أو مشاريع تجارية لن تنجح في إخضاع الشعب الفلسطيني، أو اقتلاعه من أرضه. وهذه الذهنية التي تقوم على الاستعلاء والعنصرية سقطت في كل تجارب التاريخ، وستسقط في غزة أيضا.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق