البحرين.. عامٌ من القيادة الدبلوماسية العربية

الوطن البحرينية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

في 16 مايو 2024، تسلّمت مملكة البحرين مهام القمة العربية الثالثة والثلاثين برئاسة جلالة الملك المعظم، واستمرت في قيادتها حتى مايو 2025، حيث سلّم سعادة الدكتور عبداللطيف الزياني رئاسة الدورة الرابعة والثلاثين إلى العراق. وعلى مدى عام كامل، قادت مملكة البحرين، بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، مساراً دبلوماسياً فاعلاً تمحور حول دعم القضايا العربية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي ظلّت محوراً ثابتاً في تحركات البحرين ومواقفها.

ترأّس جلالته القمة العربية في المنامة، وأطلق خلالها مبادرة طموحة لعقد مؤتمر دولي للسلام، داعياً إلى الاعتراف بدولة فلسطين، ومنحها العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. الإعلان الصادر عن القمة، المعروف بـ«إعلان البحرين»، لم يكن مجرد وثيقة سياسية، بل جسّد موقفاً عربياً موحّداً يطالب بوقف شامل للحرب في غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وتكريس الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.

التحرّك البحريني تجاوز الإطار العربي، لينفتح على الساحة الدولية من خلال زيارات قام بها جلالته إلى روسيا والصين والمملكة المتحدة، التقى خلالها بقادة هذه الدول، حاثّاً على دعم حل الدولتين كخيار عادل ودائم. وفي القمة الخليجية الأمريكية، جدّد جلالته التأكيد على أن القضية الفلسطينية ليست مجرد شأن سياسي، بل تمثل أساساً جوهرياً للاستقرار في المنطقة.

وكانت وزارة الخارجية البحرينية، بقيادة سعادة الدكتور عبداللطيف الزياني، الذراع التنفيذية لهذه الرؤية، حيث عملت على تنسيق المواقف العربية، ودعمت الجهود المصرية لإعادة إعمار غزة، وساهمت في إنجاح القمة الطارئة بالقاهرة التي خُصّصت لدعم فلسطين. هذه التحركات عكست نهجاً دبلوماسياً متوازناً ومسؤولاً، جعل من البحرين صوتاً مرجعياً في الدفاع عن القضايا العادلة.

وقد عكست هذه السنة نهجاً دبلوماسياً اتسم بالحكمة والفاعلية، وأبرزت قدرة البحرين على إيصال مواقفها بوضوح وقوة، وتعزيز مكانتها المؤثرة على الساحتين العربية والدولية. فقد أثبتت المملكة أن الدبلوماسية ليست أداة للتواصل فحسب، بل قوة ناعمة تسهم في تشكيل التوازنات الإقليمية، والتأثير في مواقف الأقطاب الدولية والدول الكبرى.

القضية الفلسطينية، في وجدان جلالة الملك وشعب البحرين، لم تكن يوماً مجرد موقف سياسي، بل واجباً إنسانياً وأخلاقياً. وقد أسهمت البحرين خلال رئاستها للقمة في تعزيز الصف العربي، وتكريس مسارات الدعم الدولي، غير أن التحديات لا تزال قائمة. وسيبقى هذا العام شاهداً على قيادة بحرينية أصيلة، سعت بإخلاص وثبات لنصرة فلسطين والدفاع عن حقوقها العادلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق