عمان- شهد العام الحالي، أبرز إنجاز في تاريخ كرة القدم الأردنية على صعيد المنتخبات الوطنية، وتحديدا منتخب الرجال الذي استطاع الوصول إلى المباراة النهائية في كأس آسيا، ما يعد النتيجة الأفضل للفريق منذ تأسيس اتحاد كرة القدم في العام 1949.
الكرة الأردنية في العام الحالي، شهدت العديد من المحطات المهمة والإيجابية، على مختلف الصعد، لكنها في الوقت نفسه، شهدت فوضى وإرباكا كبيرين، بسبب قرارات مثيرة للاستغراب من قبل اتحاد الكرة، أبرزها قضية نادي دوقرا،اضافة اعلان
وتهبيط 15 ناديا من الدرجة الثانية للثالثة، وغيرها من التفاصيل التي سنستعرضها في هذا التقرير.
وحظي الإنجاز التاريخي لمنتخب الكرة بوصافة بطل آسيا، بإشادة واسعة من الشارع الرياضي المحلي والعربي والقاري، نظير ما حققه المنتخب في البطولة تحت قيادة المدرب المغربي الحسين عموتة، الذي نجح لاحقا بإيصال "النشامى" للدور الحاسم من التصفيات للمرة الثانية في تاريخه، قبل أن يسلم المهمة لمواطنه جمال سلامي، ويرحل عن تدريب المنتخب تاركا خلفه ذكريات لن تمحى من ذاكرة الجماهير الأردنية.
وبالعودة إلى مسار المنتخب الوطني في البطولة القارية، فقد كانت المفاجأة غير متوقعة نظرا للظروف التي رافقت مسيرة وتحضيرات "النشامى" قبيل المعترك الآسيوي، ولا سيما أن النتائج والتحضيرات تحت قيادة عموتة لم ترتق للمستوى المطلوب، فلم يعرف طعم الفوز في المنافسات الرسمية والودية إلا في مباراة واحدة من أصل 9 خاضها سابقا.
وكانت المباراة الافتتاحية أمام ماليزيا رسالة إنذار لبقية المنتخبات المتنافسة، بعد الفوز برباعية نظيفة وسط أداء مميز، وهي النتيجة الكبرى في الجولة الأولى، قبل التعادل مع كوريا الجنوبية بهدفين لمثلهما في الجولة الثانية، فيما خسر المنتخب مواجهته الأخيرة أمام البحرين بهدف نظيف، من دون أن تتأثر فرصه في التأهل إلى ثمن النهائي.
ومن المفارقات العجيبة في البطولة، أن المنتخب الوطني تأهل للدور الثاني من أفضل المنتخبات الأربعة التي تحتل المركز الثالث من المجموعات الست، ليصبح أول منتخب يبلغ النهائي ولم يكن متصدرا أو وصيفا لمجموعته.
وتعد مباراة "النشامى" ونظيره العراقي في دور الـ16 من أكثر المباريات إثارة في العام الحالي، بعد أن نجح المنتخب الوطني في قلب الطاولة على منافسه في اللحظات الأخيرة من المباراة، والفوز بثلاثة أهداف لهدفين، ليصل ربع النهائي ويحقق بعدها إنجازا غير مسبوق ببلوغ المربع الذهبي عقب الفوز على منتخب طاجيكستان بهدف نظيف.
وقدم المنتخب الوطني مباراة للتاريخ في المربع الذهبي أمام منتخب كوريا الجنوبية، أحد أبرز المرشحين للظفر باللقب، واستطاع تجاوزه بهدفين دون رد، وسط أداء مثالي، من حيث السيطرة على الكرة في أغلب فترات اللقاء، وتهديد مرمى المنافس مرارا وتكرارا، ليحقق بعدها إنجازا آخر بالوصول للنهائي.
و"جرت الرياح بما لا تشتهي سفن "النشامى" في المباراة الختامية"، حيث غاب التركيز عن بعض اللاعبين، واحتسب الحكم 3 ركلات جزاء لمنتخب قطر المستضيف، لتنتهي الموقعة بالخسارة بثلاثة أهداف لهدف، ويحقق المنتخب إنجازا غير مسبوق بالحصول على الميدالية الفضية في مشاركته التاريخية الخامسة بالبطولة.
وفي سابقة تعتبر تاريخية للكرة الأردنية، دخل لاعبا المنتخب الوطني موسى التعمري ويزن النعيمات، قائمة المرشحين للفوز بالجوائز السنوية في الاتحاد الآسيوي، خلال الحفل الذي أقيم بكوريا الجنوبية في شهر تشرين الأول (أكتوبر) الماضي.
ونافس التعمري على جائزة أفضل لاعب آسيوي محترف خارج القارة، إلى جانب الإيراني مهدي طارمي مهاجم إنتر ميلان الإيطالي، والكوري الجنوبي هيونج مين سون لاعب توتنهام هوتسبير الإنجليزي، الذي فاز بالجائزة.
ودخل النعيمات السباق على جائزة أفضل لاعب في قارة آسيا مع اللاعب القطري أكرم عفيف، والكوري الجنوبي سيول يونج وو، وتوج عفيف بالجائزة للمرة الثانية في تاريخه.
في المقابل، واصلت منتخبات الفئات العمرية الابتعاد عن المراكز المتقدمة على صعيد البطولات القارية، من خلال الاكتفاء بالمشاركة أو اعتبار التأهل للمسابقة الآسيوية إنجازا، رغم توفر عدد كبير من نجوم أندية المحترفين في بعض المنتخبات.
وبمناسبة الحديث عن أهم مشاركات المنتخبات الوطنية في العام الحالي، فإن منتخب تحت 23 عاما، أخفق بصورة واضحة بنهائيات كأس آسيا التي أقيمت في قطر التي جرت خلال شهر نيسان (أبريل) الماضي، وخرج من دور المجموعات رغم الآمال الكبيرة التي كانت معلقة على هذا الجيل ببلوغ دورة الألعاب الأولمبية في باريس للمرة الأولى بتاريخ الكرة الأردنية.
وتعادل "الأولمبي" من دون أهداف مع منتخب أستراليا، قبل أن يخسر من المنتخب القطري صاحب الضيافة بهدفين لهدف، ليدخل المباراة الحاسمة والفاصلة أمام منتخب إندونيسيا، ويتلقى خسارة ثقيلة بأربعة أهداف لهدف، ويتبخر بعدها حلم وصول "الأولمبياد" رغم توفر عناصر النجاح لدى الجهاز الفني بقيادة المدرب عبد الله أبو زمع.
وبرز إخفاق منتخب تحت 17 عاما على السطح، حيث فشل في تحقيق أي نقطة خلال التصفيات التي جرت في مدينة الزرقاء، وخسر في جميع المباريات أمام منتخبات إيران (2-4)، كوريا الشمالية (0-3)، هونج كونج (2-4)، وسورية (1-3)، ما فتح النيران على الجهاز الفني بقيادة المدرب عبد الله القططي، لعدم نجاحه للمرة الثانية على التوالي بقيادة "الناشئين" للنهائيات القارية، رغم استضافة اتحاد الكرة للتصفيات.
وكان منتخب الشباب تحت 20 عاما، الوحيد الذي وضع بصمة جيدة في العام الحالي، من خلال نجاحه بالتأهل لنهائيات كأس آسيا للعام المقبل، رغم أن التأهل جاء من خلال اعتباره من أفضل المنتخبات التي احتلت المركز الثاني.
واستطاع "الشباب" الفوز على منتخب هونج كونج بسبعة أهداف دون رد، قبل أن يتجاوز نظيره السنغافوري بهدفين نظيفين، فيما خسر بمباراته الأخيرة أمام قطر بثلاثة أهداف لهدفين، لينافس في المجموعة الثانية إلى جانب منتخبات العراق، السعودية وكوريا الشمالية، في البطولة المقرر انطلاقها بالصين خلال شهر شباط (فبراير) المقبل.
وعلى صعيد البطولات المحلية لأندية المحترفين، شهد العام الحالي، تحقيق الحسين إربد لقب دوري المحترفين للمرة الأولى في تاريخه، بعد 60 عاما من تأسيس النادي، إثر منافسة قوية مع الفيصلي استمرت حتى اللحظات الأخيرة من عمر المسابقة، ليكون الموسم الثالث على التوالي الذي يشهد تنافسا على اللقب حتى الجولة الثانية والعشرين والأخيرة.
وحقق فريق السلط أول لقب له على صعيد بطولات المحترفين في العام الحالي، بعد فوزه في المباراة النهائية الشهر الماضي على نظيره الوحدات بفارق ركلات الترجيح، ليسطر اسمه بين أبطال المسابقة التنشيطية بعد 5 مواسم سابقة بين الكبار لم يعرف خلالها الصعود على منصات التتويج بطلا.
واستطاع الوحدات التتويج بلقب كأس الأردن للمرة الثانية عشرة في تاريخه، بعد فوزه في اللقاء الختامي على الحسين إربد بهدفين لهدف، ليتأهل الفريقان معا إلى مسابقة دوري أبطال آسيا 2، وواصلا تسطير الإنجازات الكروية على الصعيد الخارجي، بعد أن نجحا في تخطي دور المجموعات والتأهل لثمن نهائي البطولة باحتلال كل فريق وصافة مجموعته، أمام فرق لها باع في المشاركات الآسيوية، وتمتلك تاريخا مشرفا فيها.
إلى ذلك، شهد العام الحالي، تتويجا جديدا لمنتخب السيدات ببطولة غرب آسيا للكرة، حيث صعد على منصة التتويج للمرة السادسة في تاريخه، من أصل 8 نسخ سابقة أقيمت على مدار القرن الحالي، ونجح "النشميات" في تخطي عقبة جميع المنافسين وصولا للنهائي، والفوز بفارق الركلات الترجيحية على منتخب نيبال في المواجهة الختامية.
وحافظ فريق الاتحاد على لقب دوري المحترفات، بعد أن حقق الفوز في جميع المباريات وحصل على العلامة الكاملة، ليضم لقب الدوري، إلى جانب بطولة كأس الأردن التي توج بها عقب فوزه في النهائي على الأرثوذكسي بثلاثة أهداف لهدف.
وبفضل فوزه بلقب دوري المحترفات العام الماضي، شارك الاتحاد بالملحق المؤهل لدوري أبطال آسيا للسيدات بنسخته الأولى، واستضاف مجموعته التي ضمت ليون سيتي سايلرز السنغافوري، وأوديشا الهندي، حيث فاز على الأول بخماسية نظيفة، فيما خسر من الثاني بهدفين لهدف، ليفقد حلم تمثيل الكرة النسوية الأردنية في بطولة قارية أولى للأندية.
قرارات تربك المشهد وتدفع لمحكمة "الكاس"
العام الحالي، شهد العديد من القرارات المثيرة للجدل التي اتخذها اتحاد كرة القدم، وأحدثت فوضى كروية، وتسببت في إرباك المشهد بشكل لافت، ما دفع أركان اللعبة لتقديم شكاوى لمحكمة التحكيم الدولية "الكاس" التي أحرجت اتحاد الكرة، من خلال تجميدها لبعض قرارات لجان الاتحاد.
ومن أبرز القرارات المثيرة للجدل، قرار تهبيط 15 ناديا من الدرجة الثانية إلى الثالثة، في مشهد غير مألوف محليا وعالميا، حيث جاء هذا القرار بداعي احتجاب هذه الأندية عن المشاركة في الدوري، وتغيبها عن المباريات، بسبب عدم تلبية مطالبها المالية، ليدفع هذا القرار الأندية إلى التصعيد على مختلف المحاور، ما تسبب في خدش الموسم الكروي الذي لن ينتهي من دون أضرار.
وما تزال أندية الدرجة الثانية تواصل مساعيها لثني اتحاد الكرة عن القرار، سواء من خلال محاولة إقناع مسؤولي الاتحاد بخطأ قرار التهبيط، أو التلويح بتقديم شكاوى خارجية لإعادة حقوقهم وفق ما يقولون، علما أن اتحاد الكرة يقول إنه استند إلى التعليمات في قرار تهبيط هذه الأندية إلى دوري الدرجة الثالثة.
ومن القرارات المثيرة للجدل أيضا، قضية ناديي دوقرا وجرش بدوري الدرجة الثانية، والتردد في اعتماد الفريق الصاعد لدوري الدرجة الأولى، قبل أن يتم اعتماد جرش،
ما دفع دوقرا لتقديم شكوى في محكمة الكاس الدولية، التي جمدت قرارات لجان الاتحاد، ووضعته في موقف محرج، كما دفعته لبرمجة دوري الدرجة الأولى الذي لامس خط النهاية.
وتسبب تأخير لجان اتحاد الكرة في البت بقضية جرش ودوقرا إلى تأزيم الموقف وتصعيده، وبالتالي إجبار نادي دوقرا على التوجه لمحكمة التحكيم الدولية، أملا في إنصاف النادي، وفق ما يقول.
ومن القرارات التي أثارت الجدل أيضا، رفع عدد الفرق الهابطة من دوري المحترفين إلى الدرجة الأولى من فريقين إلى أربعة، رغم معارضة الأندية.. كما أثار قرار رحيل مدرب المنتخب حسين عموتة أيضا موجة من ردود الفعل المتباينة، كذلك تعيين المدرب جمال سلامي الذي يشرف حاليا على تدريب منتخب النشامى.
ومن القرارات المفاجئة أيضا، تغيير نظام بطولة الكأس، من خلال إبعاد أكبر عدد من أندية الدرجتين الأولى والثانية عن بطولة الكأس، والإبقاء فقط على 16 فريقا على غير العادة.
العام الحالي، أيضا، شهد حالات غريبة، من ضمنها استمرار مشاكل قيد اللاعبين، وحرمان عدد من الأندية من التسجيل، نتيجة المشاكل المالية، في موقف يجسد عدم قدرة الأندية على التعامل مع ظروف الاحتراف أو توفير متطلباته.
وعلى صعيد اللاعبين، شكل احتراف لاعب المنتخب الوطني يزن العرب في كوريا الجنوبية حالة فريدة ولافتة، حيث لم يسبق أن احترف لاعب أردني في الدوري الكوري للمحترفين، ليأتي العرب ويحترف في نادي سيول الكوري الجنوبي، ويقدم خلال احترافه أداء مميزا نال إطراء وإشادة الجمهور الكوري الجنوبي.
0 تعليق