تفجيرات البيجر أرعبت أعداء إسرائيل

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

بقلم: آفي أشكنازي


الكل يسأل كيف ستعمل إسرائيل ضد الحوثيين في اليمن. هذه الليلة  (ليلة أمس)، سينشر في برنامج التحقيقات الصحفية "60 دقيقة" لشبكة "سي.بي.اس" الأميركية وستبث في إسرائيل في شبكة "سلكوم تي.في" قصة عملاء الموساد الذين اعتزلوا مؤخرا، وكانوا جزءا من حملة أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال ضد حزب الله. فهم يجرون لقاءات صحفية لأول مرة وسيكتشفون تفاصيلا جديدة عن الحملة السرية التي امتدت على مدى عشر سنوات. أحد العملاء روى أنهم عندما أنهوا الإعداد للحملة كانوا انتقلوا لإعداد الحملة التالية.اضافة اعلان
القرار بتحرير المعلومات ونشرها لملايين المشاهدين في الولايات المتحدة والعالم هو لأجل نقل رسالة خاصة لقادة النظام في طهران، للحوثيين ولكل أعضاء المحور الشيعي الذين ما يزالون يعملون بالإرهاب: إسرائيل ستصل إلى كل واحد منهم بشكل إبداعي، من المكان الذي لا يتوقعونه، وستقطع أيديهم في أفضل الأحوال وحياتهم في أسوأ الحالات.
هجمة أجهزة البيجر هي إحدى الحملات الأكثر ذكاء التي نفذها عالم الاستخبارات في أي مرة. في كل العالم ذهلوا من القدرة، الإبداعية والذكاء لحملة الموساد. يدور الحديث عن حملة استراتيجية، في ضغطة زر واحدة نجح في تعطيل بين خُمس ورُبع القوة العسكرية لحزب الله. الهجمة كانت مركبة من سلسلة تفجيرات منسقة لآلاف الاستدعاءات ومئات أجهزة الاتصال لنشطاء حزب الله في لبنان وسورية.
الهجمات على أجهزة البيجر وأجهزة الاتصال وقعت في 17 – 18 أيلول (سبتمبر) من العام الحالي، وكانت خطوة البدء للمناورة البرية. العملية نفذها كما أسلفنا الموساد. في هذا الهجمة، ما لا يقل عن 59 شخصا قتلوا في لبنان وسورية (منهم أربعة مدنيون) وأصيب نحو 4.500 منهم بجراح خطيرة حتى ميؤوس منها. في أثناء الحملة كان عدد جيش حزب الله يبلغ أقل بقليل من 20 ألف مخرب.
الحملة بدأت قبل عقد، عندما خططوا في الموساد لتفخيخ أجهزة الاتصال لحزب الله. آلاف أجهزة اتصال "ووكي توكي"، فخخت بمادة متفجرة. لكن في الجيش الإسرائيلي فهموا أن تفعيل العبوات يمكنه أن يتم فقط أثناء قتال قوي، حين تكون الأجهزة موضوعة في السترات القتالية على أجساد المخربين. رئيس الموساد دادي برنياع بحث عن سبيل للوصول وإصابة اكبر عدد من المخربين، وليس فقط في ميدان المعركة، بل أيضا حين يتجولون في الجينز والقمصان البيتية. عندها جاءت الفكرة لإنتاج أجهزة بيجر توضع في حزام البنطال، وعند قراءة بلاغ مشفر تفعل في وقت واحد يقررونه في إسرائيل. هكذا في العام 2022، بدأت الوحدة الفنية في الموساد تنفذ الحملة.
هنا يمكن الإبحار في الخيال والإبداعية لرجال الموساد. فقد أقاموا شركة فرعية للشركة التايوانية التي تنتج أجهزة البيجر ونجحوا في التغطية على من يقف من خلف شركتهم – أي رجال الموساد. إنتاج أجهزة البيجر جرى في إسرائيل. البيجر الجديد كان الجهاز الأكبر، الأثقل والأبشع الذي أنتج في عالم البيجر. داخل الأجهزة أدخلت مادة متفجرة يفترض أن تعمل حين يصل بلاغ مشفر. لأجل قراءته على المستخدم أن يضغط من اليدين على زرين. وعندها فقط يفتح مضمون البلاغ لقراءته.
كان هذا هو هدف رجال الموساد، في أن تكون الإصابة أشد وتخرج المستخدم بشكل كامل عن الأداء بعد الانفجار في اليدين على الأقل. معظم المصابين فقدوا بصرهم أيضا. بعضهم كما أسلفنا أصيبوا بجراح خطيرة وميؤوس منها وبضع عشرات قتلوا.
السؤال كان كيف نقنع منظمة إرهاب عملت جيشا بأن تشتري بالذات الأجهزة البشعة، الثقيلة والكبيرة في السوق. الجواب بسيط – رجال الموساد، الذين اختصوا بالتسويق أيضا، عرضوا فضائل الجهاز: فهو الأكثر مصداقية ويمكنه أن يتلقى البلاغات حتى من تحت الماء – في أثناء العرض وضع الجهاز في حوض مليء بالماء. كما رووا أن هذا هو الجهاز الأقوى ولا يمكن تحطيمه حتى بضربات مطرقة.
عندما جاء رئيس الموساد ليعرض الجهاز على رئيس الوزراء قبل أن يحصل على إذنه بالحملة، شكك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بقوة الجهاز. نتنياهو سأل: إذا ما ألقى بالجهاز إلى الحائط في المكتب بقوة، فهل الجهاز سيبقى كاملا ام سيتحطم؟ فاقترح عليه رئيس الموساد دادي برنياع أن يجرب ويرى. فالقى نتنياهو بالجهاز إلى الحائط بقوة شديدة والنتيجة ثقب في الحائط في مكتب رئيس الوزراء. بالمناسبة هو موجود حتى اليوم، والبيجر في سلام. فهو حتى لم يتشقق، كما يقول المطلعون.
قصة البيجر هي أكبر بكثير من هجمة تكتيكية. فقد خلقت فزعا في طهران، في بيروت، في دمشق وفي أماكن أخرى في الشرق الأوسط. خلق معادلة جديدة – عدو إسرائيل لا يعرف من أين، متى وكيف سيصاب. إسرائيل نقلت رسالة لكل العالم في هجمة البيجر. اليوم إسرائيل تؤكد الرسالة. وجدير جدا جدا سماع رجال الموساد الذين يروون أن حملة البيجر ليست الورقة الأخيرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق