باتريك مازا* - (ذا ريفِن) 20/12/2024
كل المؤشرات تدل على أننا نتجه نحو فترة جديدة من الأزمات، حيث تنفجر الفقاعات الاقتصادية المتعددة، بينما تتفاقم تأثيرات الاضطرابات المناخية وتزداد حدة الصراعات الاجتماعية. ومن هذه التناقضات ستنبثق التغييرات. وأنا أعتقد أن الأسس تُبنى الآن على مستوى القواعد الشعبية، من خلال تلك الحركات التي تنظِّم سياسيًا وتبتكر ثقافيًا.اضافة اعلان
* * *
مع قدوم أقصر يوم في السنة، يوم الانقلاب الشتوي، ثمة لحظة للتأمل. هذه الأيام هي الأكثر ظلمة في السنة، لكن النور سيعود، كما هو الحال دائمًا في الدورة الحتمية للفصول. هذه الفكرة تبعث الطمأنينة بينما نستعد لدخول أوقات قاتمة. في دورة الحياة، يفضي تفاعل الأضداد إلى الحركة والتغيير. وأنا على يقين من أن الأوقات المظلمة التي سنشهدها قريبًا ستخلي المكان لحركة نحو النور. ولكن، من أين سيأتي هذا النور؟ من التناقضات ذاتها التي نحن عالقون فيها.
إننا نرى الحكومة الوطنية في الولايات المتحدة تتجه نحو اليمين المتطرف. ولسنوات مقبلة، سنجد أنفسنا، نحن الذين نقدر العدالة والسلام وصحة البيئة التي نعتمد عليها جميعًا، في وضع دفاعي أمام الإدارة الفيدرالية. غير أن هذا الوضع سيدفعنا نحو مستوى جديد من الإبداع السياسي والثقافي، وهو ما بدأنا نلمحه مسبقًا في حراك القواعد الشعبية.
عندما أنظر إلى المشهد العام، أشعر بالتفاؤل إزاء الحراك الذي أراه في المدن والولايات والمجتمعات والمناطق البيئية. ثمة الناس الذين يتحملون مسؤولياتهم للعمل على إيجاد حلول عملية للمشكلات الحقيقية التي يواجهونها. ثمة الحركات التي تدعو إلى إنشاء بنوك عامة، وإسكان اجتماعي، وتأمين صحي شامل. ثمة التجارب في الدخل الأساسي، والجهود لاستعادة التوازن البيئي التي تؤدي إلى إزالة السدود وإعادة الحياة إلى مجاري الأسماك. ثمة الخطط للعمل المناخي في الولايات والمدن. ثمة الناس الذين يبنون اقتصاديات تضامنية، ويحولون الشركات إلى تعاونيات عمالية، ويشكلون مجتمعات سكنية تعاونية، ويحولون أموالهم من البنوك إلى الاتحادات الائتمانية، وينشئون شبكات زراعية مدعومة من المجتمع. ثمة الناس يفكرون بطرق خلاقة لتطوير بدائل للنماذج الاقتصادية الحالية التي تركز على النمو، حتى تصبح أكثر اهتمامًا بالرفاهية المشتركة.
الأمثلة كهذه عديدة، لكن النقطة الأساسية هي أن المشهد العام للنكوص على المستوى الفيدرالي يتناقض بوضوح مع التقدم الإيجابي على مستوى القواعد الشعبية، حيث يعيش الناس ويعملون معًا لإيجاد حلول عملية. وخلال العام المقبل، سأكرس مزيدًا من الاهتمام لهذه الجهود، وكيف يمكننا أن نضفرها معًا في حركة سياسية جديدة تؤدي إلى التغيير إلى الأفضل على جميع المستويات.
بالنظر إلى التاريخ، نجد أنه على مدى عقود قبل "الكساد الكبير" في ثلاثينيات القرن الماضي، كانت أفكار الإصلاح الاجتماعي تتبلور حول أشياء مثل معاشات التقاعد، والتأمين ضد البطالة، والحماية القانونية لتنظيم العمال، والحد الأدنى للأجور، وساعات العمل القصوى، والاستثمارات الكبرى في البنية التحتية العامة، وتنظيم المؤسسات المالية. وقد ظلت الحركات التقدمية تنادي دائمًا بهذه الأفكار، لكنها واجهت صعوبات في تحقيق تقدم على المستوى الوطني حتى جاء الكساد، الذي وفر الأزمة اللازمة لتحقيقها.
كل المؤشرات تدل على أننا نتجه نحو فترة جديدة من الأزمات، حيث تنفجر الفقاعات الاقتصادية المتعددة، بينما تتفاقم تأثيرات الاضطرابات المناخية وتزداد حدة الصراعات الاجتماعية. ومن هذه التناقضات ستنبثق التغييرات. وأنا أعتقد أن الأسس تُبنى الآن على مستوى القواعد الشعبية، من خلال تلك الحركات التي تنظِّم سياسيًا وتبتكر ثقافيًا، وتسعى إلى تصور نماذج اقتصادية واجتماعية جديدة. يشير الأصل اللغوي لكلمة "أزمة" إلى نقطة تحول. ونحن نتجه نحو أزمة كبرى ستؤدي إلى تحول عظيم عندما تفقد النماذج القديمة مصداقيتها، ويتطلع الناس إلى نماذج جديدة تعمل بفعالية.
لذلك، في هذه اللحظة من الانقلاب الشتوي، عندما يبدأ الضوء في العودة، وتبدأ الأيام في الطول، ليس الوقت مناسبًا للغرق في اليأس، وإنما هو ناضج لتأمل الظروف ذاتها التي قد تدفعنا إليه باعتبارها دعوة للعمل. نحن كبشر لسنا بلا قوة. لدينا العديد من السبل للعمل. وسوف تضعنا السنوات المقبلة أمام تحديات كبيرة. فلنواجه تلك التحديات بالإيمان بأننا قادرون على بناء عالم أفضل. فمن الظلام سينبثق النور. الحراك في القواعد الشعبية يشير إلى أننا نمتلك الإمكانيات. ويمكننا تحقيق ما نصبو إليه إذا اجتمعنا لكي نجعل الحلم واقعًا. فلنجد الطرق لتحقيق هذا الهدف.
كل المؤشرات تدل على أننا نتجه نحو فترة جديدة من الأزمات، حيث تنفجر الفقاعات الاقتصادية المتعددة، بينما تتفاقم تأثيرات الاضطرابات المناخية وتزداد حدة الصراعات الاجتماعية. ومن هذه التناقضات ستنبثق التغييرات. وأنا أعتقد أن الأسس تُبنى الآن على مستوى القواعد الشعبية، من خلال تلك الحركات التي تنظِّم سياسيًا وتبتكر ثقافيًا.اضافة اعلان
* * *
مع قدوم أقصر يوم في السنة، يوم الانقلاب الشتوي، ثمة لحظة للتأمل. هذه الأيام هي الأكثر ظلمة في السنة، لكن النور سيعود، كما هو الحال دائمًا في الدورة الحتمية للفصول. هذه الفكرة تبعث الطمأنينة بينما نستعد لدخول أوقات قاتمة. في دورة الحياة، يفضي تفاعل الأضداد إلى الحركة والتغيير. وأنا على يقين من أن الأوقات المظلمة التي سنشهدها قريبًا ستخلي المكان لحركة نحو النور. ولكن، من أين سيأتي هذا النور؟ من التناقضات ذاتها التي نحن عالقون فيها.
إننا نرى الحكومة الوطنية في الولايات المتحدة تتجه نحو اليمين المتطرف. ولسنوات مقبلة، سنجد أنفسنا، نحن الذين نقدر العدالة والسلام وصحة البيئة التي نعتمد عليها جميعًا، في وضع دفاعي أمام الإدارة الفيدرالية. غير أن هذا الوضع سيدفعنا نحو مستوى جديد من الإبداع السياسي والثقافي، وهو ما بدأنا نلمحه مسبقًا في حراك القواعد الشعبية.
عندما أنظر إلى المشهد العام، أشعر بالتفاؤل إزاء الحراك الذي أراه في المدن والولايات والمجتمعات والمناطق البيئية. ثمة الناس الذين يتحملون مسؤولياتهم للعمل على إيجاد حلول عملية للمشكلات الحقيقية التي يواجهونها. ثمة الحركات التي تدعو إلى إنشاء بنوك عامة، وإسكان اجتماعي، وتأمين صحي شامل. ثمة التجارب في الدخل الأساسي، والجهود لاستعادة التوازن البيئي التي تؤدي إلى إزالة السدود وإعادة الحياة إلى مجاري الأسماك. ثمة الخطط للعمل المناخي في الولايات والمدن. ثمة الناس الذين يبنون اقتصاديات تضامنية، ويحولون الشركات إلى تعاونيات عمالية، ويشكلون مجتمعات سكنية تعاونية، ويحولون أموالهم من البنوك إلى الاتحادات الائتمانية، وينشئون شبكات زراعية مدعومة من المجتمع. ثمة الناس يفكرون بطرق خلاقة لتطوير بدائل للنماذج الاقتصادية الحالية التي تركز على النمو، حتى تصبح أكثر اهتمامًا بالرفاهية المشتركة.
الأمثلة كهذه عديدة، لكن النقطة الأساسية هي أن المشهد العام للنكوص على المستوى الفيدرالي يتناقض بوضوح مع التقدم الإيجابي على مستوى القواعد الشعبية، حيث يعيش الناس ويعملون معًا لإيجاد حلول عملية. وخلال العام المقبل، سأكرس مزيدًا من الاهتمام لهذه الجهود، وكيف يمكننا أن نضفرها معًا في حركة سياسية جديدة تؤدي إلى التغيير إلى الأفضل على جميع المستويات.
بالنظر إلى التاريخ، نجد أنه على مدى عقود قبل "الكساد الكبير" في ثلاثينيات القرن الماضي، كانت أفكار الإصلاح الاجتماعي تتبلور حول أشياء مثل معاشات التقاعد، والتأمين ضد البطالة، والحماية القانونية لتنظيم العمال، والحد الأدنى للأجور، وساعات العمل القصوى، والاستثمارات الكبرى في البنية التحتية العامة، وتنظيم المؤسسات المالية. وقد ظلت الحركات التقدمية تنادي دائمًا بهذه الأفكار، لكنها واجهت صعوبات في تحقيق تقدم على المستوى الوطني حتى جاء الكساد، الذي وفر الأزمة اللازمة لتحقيقها.
كل المؤشرات تدل على أننا نتجه نحو فترة جديدة من الأزمات، حيث تنفجر الفقاعات الاقتصادية المتعددة، بينما تتفاقم تأثيرات الاضطرابات المناخية وتزداد حدة الصراعات الاجتماعية. ومن هذه التناقضات ستنبثق التغييرات. وأنا أعتقد أن الأسس تُبنى الآن على مستوى القواعد الشعبية، من خلال تلك الحركات التي تنظِّم سياسيًا وتبتكر ثقافيًا، وتسعى إلى تصور نماذج اقتصادية واجتماعية جديدة. يشير الأصل اللغوي لكلمة "أزمة" إلى نقطة تحول. ونحن نتجه نحو أزمة كبرى ستؤدي إلى تحول عظيم عندما تفقد النماذج القديمة مصداقيتها، ويتطلع الناس إلى نماذج جديدة تعمل بفعالية.
لذلك، في هذه اللحظة من الانقلاب الشتوي، عندما يبدأ الضوء في العودة، وتبدأ الأيام في الطول، ليس الوقت مناسبًا للغرق في اليأس، وإنما هو ناضج لتأمل الظروف ذاتها التي قد تدفعنا إليه باعتبارها دعوة للعمل. نحن كبشر لسنا بلا قوة. لدينا العديد من السبل للعمل. وسوف تضعنا السنوات المقبلة أمام تحديات كبيرة. فلنواجه تلك التحديات بالإيمان بأننا قادرون على بناء عالم أفضل. فمن الظلام سينبثق النور. الحراك في القواعد الشعبية يشير إلى أننا نمتلك الإمكانيات. ويمكننا تحقيق ما نصبو إليه إذا اجتمعنا لكي نجعل الحلم واقعًا. فلنجد الطرق لتحقيق هذا الهدف.
*باتريك مازا Patrick Mazza: ناشط تقدمي وصحفي منذ العام 1981. عاش في سياتل، الولايات المتحدة، منذ العام 1998، وشمال غرب المحيط الهادئ، المعروف أيضا باسم كاسكاديا، منذ العام 1977.
*نشر هذا المقال تحت عنوان: A Solstice Meditation: Out of the Darkness Comes the Light
0 تعليق