دخل التنافس بين إيلون ماسك وجيف بيزوس، أغنى رجلين في العالم، مرحلة محورية حيث تقود شركتيهما، SpaceX وBlue Origin، الريادة في استكشاف الفضاء التجاري.
وبينما هيمنت شركة SpaceX المملوكة لـ إيلون ماسك، على صناعة الفضاء منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، بينما يتخذ بيزوس خطوات جريئة لتحدي هذه الهيمنة من خلال صاروخ New Glenn من شركة Blue Origin ومشروع Kuiper من شركة أمازون، وتمثل هذه التطورات فصلًا مهمًا في سباق المليارديرات نحو الفضاء، ومن المحتمل أن تعيد تشكيل مشهد استكشاف الفضاء وخدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية.
إيلون ماسك رائد الفضاء بلا منازع
ومنذ تأسيسها في عام 2002، استحوذت شركة SpaceX بقيادة إيلون ماسك على قلوب عشاق الفضاء، وتمكنت من إحراز تقدمًا ملحوظًا في القطاع بفضل تكنولوجيا الصواريخ القابلة لإعادة الاستخدام، التي قدمها صاروخ Falcon 9.
ومنذ ذلك الوقت، استطاعت الشركة خفض تكاليف عمليات الإطلاق بشكل كبير وزيادة وتيرتها في عام 2023، حيث أكملت SpaceX أكثر من 130 عملية إطلاق، مما يمثل 85% من إجمالي الكتلة المدارية التي تم نشرها في العام نفسه.
كما ترتبط شركة SpaceX بشبكة Starlink التي أُطلقت عام 2018، والتي غيرت قواعد اللعبة من خلال توفير إنترنت عالي السرعة لأكثر من 4 ملايين مستخدم حول العالم، بما في ذلك دعم الاستخدامات العسكرية وحالات الاتصال في المناطق النائية، هذا التكامل بين تصنيع الأقمار الصناعية وتشغيلها منح ماسك ميزة فريدة في صناعة الفضاء.
جيـف بيزوس وBlue Origin جهود متزايدة
على الجانب الآخر، أسس جيف بيزوس شركة Blue Origin في نفس الوقت تقريبا مع SpaceX لكن تقدمها كان أبطأ، وتركز Blue Origin بشكل رئيسي على السياحة شبه المدارية، إلا أن بيزوس يولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير صاروخ نيو جلين، الذي يستهدف منافسة Falcon 9.
ونيو جلين هو صاروخ ضخم بارتفاع يعادل مبنى مكون من 32 طابقا، ويستعد للإطلاق الأول المتوقع في أوائل عام 2024 من كيب كانافيرال.
مشروع أمازون كويبر منافس لـ Starlink
بجانب Blue Origin، يعمل بيزوس على تطوير مشروع كويبر، الذي يهدف إلى إنشاء شبكة إنترنت عبر الأقمار الصناعية للمنافسة مع Starlink، مع كوكبة مستهدفة تتكون من 3232 قمرًا صناعيًا، ويسعى كويبر لتوفير تغطية عالمية للإنترنت، رغم تأجيله حتى عام 2025.
ومع ذلك، اختبر المشروع بالفعل قمرين صناعيين نموذجيين في 2023، واستثمرت أمازون في هذا المشروع أكثر من 16 مليار دولار، بالإضافة إلى إقامة منشأة لصناعة الأقمار الصناعية بالقرب من سياتل، مع شراكات استراتيجية متنوعة لإطلاق الأقمار.
رؤية مستقبلية لاستكشاف الفضاء
يرى كل من ماسك وبيزوس الفضاء كفرصة للتوسع البشري، وحلم ماسك هو استعمار المريخ باستخدام Starship لتأسيس قواعد على الكوكب الأحمر، بينما يأمل بيزوس في رؤية تريليون إنسان يعيشون في محطات فضائية هائلة عبر النظام الشمسي، مستلهمًا من بعثات أبولو.
التحديات والفرص
بينما تظل SpaceX رائدة في الصناعة، فإن المنافسة من Blue Origin ومشروع كويبر تعتبر حاسمة لنمو القطاع، ونجاح Blue Origin في إطلاق New Glenn وProject Kuiper سيحدد قدرة بيزوس على مواجهة هيمنة ماسك.
في الوقت الحالي، تظل SpaceX متفوقة من حيث التكامل الرأسي وتكرار الإطلاق، لكن الموارد المالية والدعائم الاستراتيجية لبيزوس تشير إلى بداية جادة للفت الفجوة.
0 تعليق