عودة اللاجئين السوريين.. ترقب بانتظار الموقف الدولي من القيادة الجديدة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان – بعد مرور نحو أسبوعين على سقوط نظام بشار الأسد في سورية، ما تزال اللاجئة (سهى) التي تعمل في أحد صالونات التجميل في عمان، غير متيقنة من عودتها الى مدينتها "حمص" التي تركتها عام 2012  لتلجأ هي وأسرتها إلى الأردن.اضافة اعلان
سهى (اسم مستعار) أم لثلاثة أبناء، اثنان أنجبتهما في الأردن، تؤكد أن العودة إلى سورية "ليست خيارا"، وهي وإن فكرت بالعودة هي وعائلتها "حتى ولو كزيارة" فلن يكون ذلك قبل عامين.
وبينت لـ"الغد" أن قرار العودة اليوم غير مطروح "على الأقل في العامين المقبلين"، فلا بد من التأكد من استقرار الأوضاع الأمنية والسياسية أولاً، ثم التأكد من الوضع المعيشي هناك، وكيف ستؤمن هي وزوجها تكاليف المعيشة، والبنية التحتية وتحديداً "الكهرباء".
وأكدت أن عائلتها اليوم تعيش في الأردن بأمان، وأولادها في المدارس هي وزوجها يعملان، وتحصل على دعم من مفوضية اللاجئين، لذا فإن وضعهم المعيشي "نوعاً ما" مستقر، فكيف ستعود الى مستقبل يلفه الغموض.
وكان مصدر في وزارة الداخلية أعلن عن عودة 12800 سوري إلى بلادهم منذ سقوط نظام بشار الأسد في الثامن من كانون الأول (ديسمبر) 2024 وحتى أول من أمس الأحد.
ويرى خبراء ومتابعون أن عودة اللاجئين السوريين محكوم بالعديد من الضوابط، أولها استقرار الأوضاع السياسية والأمنية والحالة الاقتصادية، فضلا عن تداعيات قيام الدولة التي ما يزال يلف الغموض مستقبلها.
ويرى وزير تطوير القطاع العام الأسبق د.ماهر المدادحة أن الانطباعات الأولية لما بعد سقوط النظام كانت إيجابية نوعاً ما، حيث لم يحصل أي تأزيم سياسي أو أعمال عنف وفوضى، إلا أن هذا لا يعني عودة سريعة للاجئين.
وبين المدادحة أن الظروف السياسية لا يمكن الحكم عليها بشكل سريع، كما لم يعرف بعد مستقبل التوجهات الدولية مع النظام الجديد، وهل سيكون هذا النظام متعاونا مع دول المجتمع الدولي ودول الجوار أم لا.
كما لا يمكن إغفال أن الظرف الاقتصادي في سورية ما يزال صعبا جداً، وقرار العودة من قبل اللاجئين يحتاج إلى وقت، فهناك من خسر منزله ولا مكان يعود إليه، وهناك مشاكل اجتماعية وخسائر كبيرة يحتاج السوريون إلى سنوات كي يتجاوزوها.
وأشار المدادحة إلى أن قرار العودة بالنسبة للاجئين السوريين في الأردن لن يكون بهذه السرعة، خصوصا وأنهم اندمجوا مع المجتمعات المحلية وغالبيتهم لهم عمل، وأبناؤهم في المدارس، ويتمتعون بخدمات البنية التحتية والصحة، ولم يواجهوا -كما في دول أخرى- مشاكل مع المجتمع الأردني.
الخبير الاقتصادي زيان زوانة أكد أن العالم كله اليوم، حكومات ومواطنين سوريين داخل وخارج سورية، متخوف وله هواجس مما حصل، وهذا طبيعي خصوصا مع ما مرت به بلادهم في السنوات الماضية.
وأشار إلى أن العائدين السوريين حتى الآن هم من الشباب الذين ذهبوا كي يستكشفوا الأوضاع السياسية والأمنية، فلن تكون هناك عودة سريعة للاجئين، وخصوصاً العائلات ومن لديهم أطفال، ومن التزم خلال السنوات الماضية بعمل واستقر.
وذكر زوانة أن الوضع الجديد في سورية لم يمنع الدول تحت مبدأ "البراغماتية" أو الواقعية السياسية من أن تذهب وتفتح خطوطا على الحكومة المؤقتة.
إلا أن الأردن -بحسب زوانة-  تأخر في هذه الزيارة  وكان "متردداً"، وهو ما زاد من الهواجس لدى السوريين بالعودة، والذين سيأخذون بالحسبان مواقف الدول العربية - لا سيما الدول التي لجأوا إليها- من النظام الجديد.
وأكد زوانة ضرورة ان تكون الحكومة ذكية في التعامل مع ملف اللجوء السوري في الفترة المقبلة، بحيث لا يتم هدم الصورة والموقف الإيجابي والمشرف الذي ظهرت به المملكة خلال السنوات الاثني عشر الماضية.
وكان تقرير صدر قبل أيام عن المفوضية السامية للاجئين بعنوان "آراء مجتمع اللاجئين الإقليمي حول التطورات في سورية" أكد أنه وفي أعقاب سقوط حكومة الأسد مباشرة، أعرب العديد من اللاجئين عن حماستهم وأملهم المتجدد بمستقبل سورية، مع بقائهم "حذرين".
وذكر التقرير الذي جاء بناء على تواصل المفوضية مع السوريين اللاجئين في الأردن ولبنان وتركيا والعراق ومصر، أنه في حين أبدى الكثيرون اهتمامهم بالعودة، تبنى معظم اللاجئين نهج "الانتظار والترقب"، مؤكدين الحاجة إلى الوضوح بشأن العديد من القضايا الحرجة.
وتتركز مخاوفهم الأساسية على استقرار الوضع السياسي، والظروف الأمنية في مناطقهم الأصلية، والوصول إلى الخدمات الأساسية، مع الإشارة إلى أن الأمن بقي مصدر قلق رئيسي لهم.
وسلط اللاجئون الضوء على استمرار وجود الجماعات المسلحة غير التابعة للدولة والمخاطر المرتبطة بها، والذخائر غير المنفجرة والنشاط الإجرامي، كما أعرب اللاجئون عن قلقهم بشأن البنية التحتية المحدودة في سورية، وما إذا كانت منازلهم قد دمرت، وما إذا كانت أسرهم قادرة على الوصول إلى الرعاية الصحية أو ما إذا كان أطفالهم قادرين على الذهاب إلى المدرسة.
وأشار آخرون إلى التحديات الاقتصادية في سورية، بما في ذلك انهيار الليرة السورية ونقص فرص العمل؛ وما إذا كانوا قادرين على إعالة أسرهم عند العودة.
وكانت غالبية الملاحظات التي وردت من اللاجئين متعلقة بإقامتهم في البلدان المضيفة -بحسب التقرير- وسألوا عما إذا كانت هناك تغييرات في السياسات بشأن وضعهم، وما إذا كان بإمكانهم الاستمرار في الحصول على الخدمات أو معالجة إعادة التوطين، وأعرب البعض عن قلقهم من زيادة الضغوط للعودة.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق