في قلب مدينة فوه بمحافظة كفر الشيخ، تبرز التكية الخلوية كمعلم تاريخي وروحي يمزج بين جمال العمارة وروح التصوف، هذه التحفة الإسلامية التي تعود إلى العصر العثماني ليست مجرد مبنى أثري، بل شاهد حي على عصور ازدهرت فيها قيم العطاء والإنسانية.
تاريخ تأسيس التكية الخلوية بفوهيقول ياسر الكردي، مدير أثار منطقة فوه سابقا: إن التكية الخلوية قد تأسست في القرن السادس عشر الميلادي كمأوى للصوفيين وأهل الزهد الذين اتخذوا من العبادة والخلوة نهجًا للحياة.
وكلمة "تكية"، المشتقة من الفعل "اتكأ"، تُشير إلى فكرة الإعتماد على السكينة والراحة، إذ كانت ملاذًا للروحانيين والمحتاجين، ولم تكن التكية مكانًا مخصصًا للعبادة فقط، بل أدت دورًا اجتماعيًا عظيمًا كـ"بيت للطعام" مفتوح أمام الجميع، بغض النظر عن الدين أو الطبقة الاجتماعية، مما يُجسد روح التسامح الإسلامي.
طراز معماري فريد من نوعه
وأضاف الكردي، في تصريحات خاصة لـ“الدستور”: أن التكية تتميز بطراز معماري فريد يعكس جمال وروعة الفن الإسلامي في العصر العثماني، تحتضن ساحة مركزية تحيط بها أروقة وغرف مخصصة لإقامة الصوفيين والزائرين، بينما تعلوها قبة صغيرة مزخرفة تعكس جمال العمارة العثمانية، من حيث الأبواب والنوافذ الخشبية للتكية محفورة بزخارف هندسية دقيقة، مما يُبرز إبداع الحرفيين في ذلك الزمن.
الترميم قريباوتابع: رغم مرور القرون، لا تزال التكية الخلوية قائمة، تحمل في طياتها عبق التاريخ، إلا أنها عانت من الإهمال لفترات طويلة أثرت على حالتها، ولكن مؤخرًا بدأت جهود الترميم لإعادة إحياء هذا الصرح ضمن خطة تطوير مدينة فوه كمدينة تراثية، أيضا إذ تشكل التكية اليوم رمزًا للهوية الثقافية والدينية لمصر، ومنارة للسياحة التاريخية والروحية.
0 تعليق