مخيم جباليا.. حكاية صمود في وجه التدمير والقتل والإبادة

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ديسمبر 25, 2024 4:31 م

السبيل-
على مساحةٍ لا تتجاوز 1.5 كيلو متر مربع يتربع مخيم جباليا شمالي قطاع غزة، والذي يطلق عليه “مخيم الصمود والتحدي”، في إشارة لصمود سكانه ودفاعهم المستمر عن قضيتهم العادلة.
ويتصدر المخيم هذه الأوقات العناوين، ببسالة رجاله “الأشداء” على جنود الاحتلال، وسكانه الصامدين بشموخ الأرض التي ولدوا فيها وترعرعوا على سيرتها الحافلة بالنضال والدفاع عن حقها في الحياة.
أُُنشئ مخيّم جباليا عام النكبة الفلسطينية 1948، ويقع إلى الشمال الشرقي من مدينة غزة، وعُمّر ليضم عديد العائلات المهجّرة من القرى الفلسطينية المجاورة.
طليعة الثورة
ويعتبر المخيم الصغير “الكبير بأفعاله”، “طليعة الثورة وبركانها”، فمنذ إنشائه تصدر طليعة النضال والمقاومة والدفاع عن حقوق الفلسطينيين، خاصةً حادثة دهس العمال التي فجرت الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987 في وجه الظلم الإسرائيلي.
“طريق العودة لا يمر إلا بالمقاومة”، عبارةٌ كتبت كثيرًا على جدران المخيم، زرعها الكبار في نفوس الأجيال ليفهموا فحواها، ويعكفوا على تعبيد الطريق ناحية ديار تركها الأجداد تحت تهديد السلاح.
“إلي ما عاش في المخيم ما راح يفهم صمود الناس فيه، حتى إلي نزحوا منه مرغمين نفسهم يرجعوا الآن ويقبلوا ترابه”، بهذه الكلمات تحدث الحاج أبو دانيال أبو طبيخ عن المخيم والحنين للرجوع إليه.
صمود رغم الإبادة
ويقول أبو طبيخ (75 عامًا) بثبات، “شو ما صرح الاحتلال باستحالة الحياة في المخيم فهذا شيء ما بيهمنا، هم يطلعوا منه واحنا أولاده بنعيش فيه وبنعمره بأيدينا”.
ويضيف أن “حملة التطهير العرقي التي يقوم بها الاحتلال ليست وليدة العام أو اللحظة، فمن لحظة وجودنا على أرضنا ونحن نتعرض للإبادة ومحاولات التهجير”.
ويؤكد الحاج أبو طبيخ أن “سكان مخيم جباليا سيحاربون حملة التطهير بالعودة لأرض المخيم، وسيُعمرونه بسواعد الرجال الذين يُحاربون جيش الاحتلال بما يمتلكونه من عتاد بسيط وسلاح أبيض”.
ويتابع “أبناء المخيم سيحاربون حتى آخر قطرة دم تخرج من أجسادهم، وحتى دحر المحتل منه تحت سكاكينهم وقذائفهم”.
ويتعرض مخيم جباليا منذ 82 يومًا إلى حملة هدم وإبادة إسرائيلية بحقه وسكانه.
ويعتبر المخيم كباقي مناطق شمالي قطاع غزة “منطقة منكوبة”، وفق الدفاع المدني، إذ لا يتوفر فيها أي خدمات، مع استمرار منع الطواقم الطبية والدفاع المدني من ممارسة عملها وتقديم خدماتها للمحاصرين هناك.
وأظهرت صور الأقمار الصناعية حجم الدمار الذي خلفته العملية المستمرة على المخيم، وهي الرابعة منذ بدء حرب الإبادة على قطاع غزة.
ومنذ 5 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يتعرض شمالي القطاع لاجتياح إسرائيلي خلّف أكثر من 4 آلاف شهيد ومفقود و12 ألف جريح وألفي معتقل، فضلًا عن تدمير كامل لكل القطاعات الحيوية والبنية التحتية.
وبدعم أمريكي، ترتكب “إسرائيل” منذ 7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلفت أكثر من 152 ألف شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق