تشهد سوريا تطورات متسارعة على الصعيدين الأمني والسياسي، مع إطلاق السلطات الجديدة عملية واسعة في محافظة طرطوس لملاحقة فلول النظام السابق بقيادة بشار الأسد، وسط احتجاجات شعبية غير مسبوقة في مناطق ذات غالبية علوية.
وبينما تتواصل العمليات العسكرية، تدخلت قوى إقليمية ودولية لتحديد ملامح المرحلة الجديدة في البلاد، مما يزيد من تعقيد المشهد السوري.
ملاحقة نظام الأسد
أطلقت السلطات السورية الجديدة بالتعاون مع وزارة الداخلية، اليوم الخميس، عملية أمنية في محافظة طرطوس لملاحقة ما وصفته بـ "فلول ميليشيات النظام السابق" بقيادة الرئيس المخلوع بشار الأسد.
حيث بدأت العملية بعد يوم من اشتباكات دامية أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء الرسمية "سانا".
حسب "سانا"، نجحت العملية في اعتقال عدد من العناصر الموالية للنظام السابق، وتحييد آخرين كانوا يتحصنون في تلال وأحراش ريف طرطوس.
الهدف من هذه الخطوة، وفق تصريحات رسمية، هو "إرساء الأمن والاستقرار والسلم الأهلي".
من جهته، أفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان" بمقتل ثلاثة مقاتلين موالين للنظام خلال الاشتباكات، بينما استمرت قوات الأمن في مطاردة العناصر المتبقية.
المظاهرات وردود الفعل
تزامنت العملية مع احتجاجات واسعة في مناطق ذات غالبية علوية، بعد تداول مقطع فيديو يُظهر هجومًا على مقام ديني في مدينة حلب.
هذه المظاهرات تُعد الأولى من نوعها منذ سقوط نظام الأسد في ديسمبر الجاري، بعد هجوم خاطف قادته "هيئة تحرير الشام" وتحالف فصائل معارضة سيطر خلاله على أجزاء واسعة من البلاد.
تصريحات دولية وتصعيد إقليمي
على الصعيد الدولي، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن القيادة السورية الجديدة بقيادة أحمد الشرع تنتهج علاقات استراتيجية طويلة الأمد مع روسيا.
كما أعرب عن تفهم موسكو للمخاوف الأمنية التركية على الحدود السورية، مشددًا على ضرورة ضمان سلامة الأراضي السورية ووحدتها.
تطورات كردية ومشاورات داخلية
في المقابل، توعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مسلحي "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) بتصعيد عسكري إذا لم يسلموا أسلحتهم، قائلًا: "إما أن يُلقوا أسلحتهم أو يُدفنوا في الأراضي السورية".
في شمال شرقي سوريا، تتواصل المشاورات بين القوى السياسية الكردية لتشكيل وفد موحد للتفاوض مع الحكومة الجديدة في دمشق، وبحسب المتحدث باسم "المجلس الوطني الكردي"، فإن اجتماعًا عُقد مع قائد "قسد" مظلوم عبدي، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا.
حظر تجول في حمص
على خلفية الاحتجاجات، فرضت السلطات حظر تجول ليليًا في مدينة حمص، حيث شهدت المنطقة مظاهرات حاشدة. وأفاد المرصد السوري بأن الاحتجاجات امتدت إلى الساحل ومناطق أخرى وسط البلاد، تزامنًا مع التوترات المتزايدة في عدة محافظات.
0 تعليق