نعيش هذه الأيام أجواء جميلة مع بطولة كأس الخليج العربي التي تستضيفها دولة الكويت الشقيقة وسط تجمع خليجي يعكس أواصر التلاحم والأخوة بين الشعوب، فكأس الخليج ليست مجرد بطولة رياضية بل مناسبة تؤكد على المحبة و"اللمة" الخليجية التي تعتبر "ملح" هذه البطولة التي ننتظرها بفارغ الصبر، وهذا العام "خليجي زين" في أرض الكويت التي أثبتت كعادتها أنها "كل الزين" من حيث التميز في التنظيم وشاهدنا الافتتاح الذي أبهر الجميع ورأينا حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة لأهل الكويت ومشاعرهم الطيبة تجاه كل خليجي، وهذا ليس بغريب عليهم وكانوا قبلها كذلك معنا في قمة الكويت بداية ديسمبر وها هي تؤكد ذلك في نهاية الشهر ذاته في كأس الخليج.

كل من يتابع مباريات "خليجي 26" يلاحظ مشهد المشجعين على المدرجات التي لا تخلو من الجماهير وهذا هو ما يميز حقيقة الشعب الكويتي الذي يحضر ويؤازر منتخبه بل وحتى باقي المنتخبات الخليجية، ونسمع الأهازيج الحماسية في كل مباريات البطولة منذ انطلاقتها والتي ترسم لوحة جميلة جنباً إلى جنب مع ألوان أعلام دول الخليج والفعاليات المصاحبة التي تبرز التراث الخليجي الأصيل، وفي الواقع هذا هو الهدف الحقيقي لهذا التجمع الرياضي لأبناء الخليج في عروس الخليج دولة الكويت الشقيقة، فالرياضة هي الوسيلة التي تجمع ولا تفرق بل وتعزز وتقوي الروابط الاجتماعية والثقافية بين دولنا في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي ونقول "الله لا يغير علينا".

لن أكون هنا في موقع المحلل الرياضي ولكن ما حققه منتخبنا الوطني في كأس الخليج يمكن وصفه بأنه قصة نجاح مستحقة، فحتى الآن المنتخب هو النجم الساطع في البطولة بشهادة المراقبين وتألقه في الأداء الرياضي والفني استطاع أن يهزم منتخبي السعودية والعراق وهي منتخبات مرشحة وبقوة للفوز بالبطولة، ولكن المثابرة والعمل الجماعي كفريق واحد هو سر ومفتاح هذا النجاح وقبلها الروح القتالية والأداء البطولي والإصرار والعزيمة وجعل البحرين واسمها نصب أعين كل فرد من أفراد المنتخب استطاعوا أن يثبتوا بأن البحرين رقم صعب وسيكون منافساً عنيداً وقوياً للصدارة والعودة بكأس الخليج ليستقر بإذن الله تعالى في المنامة.

همسة

نعم البحرين أول المتأهلين إلى الدور نصف النهائي، وننتظر من منتخبنا أن يحافظ على صدارة المجموعة وأن يخرج بالعلامة الكاملة ويواصل مشواره ليتوج بكأس الخليج، وأن تكون نسخة "خليجي 26" ذكرى خالدة ويفرح معها كل البحرينيين ونعيش الفرحة للمرة الثانية والفوز بالكأس.