غزة - سجن "الدامون".. "مسلخ" يضم بين جنباته زنازين تحتضن أرواحا اختطفتها مصلحة السجون الصهيونية، عبر إجراءات تشديد وعقوبات انتقامية، وسياسة اعتقال قمعية تهدف لجعل الأسيرات الفلسطينيات تتنفس فقط.اضافة اعلان
حياة أشبه بالعدم ومعركة وجود تخوض رحاها الأسيرات في معتقلات وزنازين العزل الإنفرادي، ترتبط كل واحد منهن بمن تركته خلفها خارج السجن تأمل بانتهاء مدة محكوميتها في مقبرة الأحياء لتحتضن الحياة مع أسرتها.
حجيمٌ تعيشه الأسيرات داخل سجن "الدامون"، الذي سلبهن كل حق إنساني في الحياة، وكان الواقع أشد قسوة مما يتصوره العقل البشري.
تجربة مريرة تعيشها الأسيرات مع أول خطوة لهن في حياة أخرى سيكون عنوانها "التداوي من قسوة حياة الدامون".
"الأسيرات يعشن في مسلخ ومقبرة تُسمى (الدامون)، لكنها للأحياء، يعمل فيها الاحتلال على جعل الأسيرة في وضع التنفس فقط". تقول الأسيرة الصحفية المحررة أسماء هريش. وتضيف هريش، أن "الإدارة الجديدة التي عينها الاحتلال زادت من إجراءاتها القمعية تجاه الأسيرات، وذلك ضمن سياسات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير".
وتتعرض الأسيرات في "الدامون" إلى قمع كبير، خاصة بعد منتصف الليل وفجره، إضافة إلى مصادرة الملابس ومواد التنظيف والأغراض الخاصة بهن. وتتابع المحررة هريش "السجن الذي لا يسع لست أسيرات، أصبح يوجد بداخله 12 أسيرة، مع نقص في الأغطية ومصادر التدفئة التي تحتاج لها الأسيرات، في ظل البرد القارس.
تلك المعاناة لا تقتصر ملامحها على نقص وسائل التدفئة وأدوات العناية الشخصية، بل تتعداه للمنع من الاستحمام والخروج للفورة والإهانة، وتعصيب العيون وتكبيل الأيدي والشتائم والاهانات اللفظية.
تقول هريش: "اعتقلت لمدة 6 أشهر إداري دون تهمة، قضيت منها أربعة أشهر وأنا صائمة". وتضيف "كان الأكل المقدم لنا يُشبه كل شيءٍ، عدا الطعام الصالح للاستخدام الآدمي، فهو غير مطهو بشكل كامل، ويحمل رائحة سيئة". وتشير إلى أن الفكرة لدى سلطات الاحتلال تقوم على أن تأكل كي تعيش فقط، ولا علاقة لها بالمضاعفات التي تحدث للأسيرات من نقص الدم والوزن، ومعاناة مريضات السكر.
رحلة عذاب
خصوصية معدومة لا تتوفر حتى أثناء تبديل الملابس، بسبب وجود كاميرات داخل ساحة سجن (هشارون)، تنتهك خصوصية الأسيرات، وذلك رغم كونها زنازين صغيرة تحت الأرض، فضلًا عن التفتيش العاري والتهديد بإدخال السجانين".
واستكمالا لرحلة العذاب، تقول هريش بسخرية: "العيادة أمر ثاني خالص، أصبحت لدينا نكتة نتداولها بين بعضنا البعض قائلين، "اشربي مي!"، لأن العيادة لا تمنح أي علاج للأسيرة سوى شرب الماء الملوث".
وعن واقع أسيرات غزة، توضح هريش أن جميع الأسيرات اللاتي حضرن من غزة تعرضن لتعذيب قاسي وتنكيل وضرب مع ظهور الكدمات على أجسادهن. وتضيف أنه "يتم الانتقام من الأسيرات الغزيات بتهديدهن بعوائلهن، والانتقام منهم في حال لم تعترف بما لم تقم به وما يوجه إليها من تهم".
ومنذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، بلغ عدد الأسيرات 150 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي موزعات على مختلف المعتقلات مثل الدامون وهشارون.-(وكالات)
حياة أشبه بالعدم ومعركة وجود تخوض رحاها الأسيرات في معتقلات وزنازين العزل الإنفرادي، ترتبط كل واحد منهن بمن تركته خلفها خارج السجن تأمل بانتهاء مدة محكوميتها في مقبرة الأحياء لتحتضن الحياة مع أسرتها.
حجيمٌ تعيشه الأسيرات داخل سجن "الدامون"، الذي سلبهن كل حق إنساني في الحياة، وكان الواقع أشد قسوة مما يتصوره العقل البشري.
تجربة مريرة تعيشها الأسيرات مع أول خطوة لهن في حياة أخرى سيكون عنوانها "التداوي من قسوة حياة الدامون".
"الأسيرات يعشن في مسلخ ومقبرة تُسمى (الدامون)، لكنها للأحياء، يعمل فيها الاحتلال على جعل الأسيرة في وضع التنفس فقط". تقول الأسيرة الصحفية المحررة أسماء هريش. وتضيف هريش، أن "الإدارة الجديدة التي عينها الاحتلال زادت من إجراءاتها القمعية تجاه الأسيرات، وذلك ضمن سياسات وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير".
وتتعرض الأسيرات في "الدامون" إلى قمع كبير، خاصة بعد منتصف الليل وفجره، إضافة إلى مصادرة الملابس ومواد التنظيف والأغراض الخاصة بهن. وتتابع المحررة هريش "السجن الذي لا يسع لست أسيرات، أصبح يوجد بداخله 12 أسيرة، مع نقص في الأغطية ومصادر التدفئة التي تحتاج لها الأسيرات، في ظل البرد القارس.
تلك المعاناة لا تقتصر ملامحها على نقص وسائل التدفئة وأدوات العناية الشخصية، بل تتعداه للمنع من الاستحمام والخروج للفورة والإهانة، وتعصيب العيون وتكبيل الأيدي والشتائم والاهانات اللفظية.
تقول هريش: "اعتقلت لمدة 6 أشهر إداري دون تهمة، قضيت منها أربعة أشهر وأنا صائمة". وتضيف "كان الأكل المقدم لنا يُشبه كل شيءٍ، عدا الطعام الصالح للاستخدام الآدمي، فهو غير مطهو بشكل كامل، ويحمل رائحة سيئة". وتشير إلى أن الفكرة لدى سلطات الاحتلال تقوم على أن تأكل كي تعيش فقط، ولا علاقة لها بالمضاعفات التي تحدث للأسيرات من نقص الدم والوزن، ومعاناة مريضات السكر.
رحلة عذاب
خصوصية معدومة لا تتوفر حتى أثناء تبديل الملابس، بسبب وجود كاميرات داخل ساحة سجن (هشارون)، تنتهك خصوصية الأسيرات، وذلك رغم كونها زنازين صغيرة تحت الأرض، فضلًا عن التفتيش العاري والتهديد بإدخال السجانين".
واستكمالا لرحلة العذاب، تقول هريش بسخرية: "العيادة أمر ثاني خالص، أصبحت لدينا نكتة نتداولها بين بعضنا البعض قائلين، "اشربي مي!"، لأن العيادة لا تمنح أي علاج للأسيرة سوى شرب الماء الملوث".
وعن واقع أسيرات غزة، توضح هريش أن جميع الأسيرات اللاتي حضرن من غزة تعرضن لتعذيب قاسي وتنكيل وضرب مع ظهور الكدمات على أجسادهن. وتضيف أنه "يتم الانتقام من الأسيرات الغزيات بتهديدهن بعوائلهن، والانتقام منهم في حال لم تعترف بما لم تقم به وما يوجه إليها من تهم".
ومنذ السابع من تشرين الأول (أكتوبر) 2023، بلغ عدد الأسيرات 150 أسيرة فلسطينية في سجون الاحتلال الإسرائيلي موزعات على مختلف المعتقلات مثل الدامون وهشارون.-(وكالات)
0 تعليق