رئيس مجلس الأعيان في لقاء على شاشة RT الروسية يؤكد حرص الأردن على وحدة واستقرار سوريا

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ديسمبر 29, 2024 7:34 م

السبيل – قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز، إن زيارة نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية وشؤون المغتربين، أيمن الصفدي، إلى سوريا مهمة، وجاءت بعد اجتماع العقبة الذي بحث تطورات الوضع في سوريا وسبل عودة الأمن والاستقرار لها، إضافة الى العلاقات الأردنية السورية.
وأكد الفايز في لقاء مع برنامج “قصارى القول” على شاشة (R T) الروسية الذي يقدمه الإعلامي سلام مسافر ، أن زيارة الصفدي حملت عدة رسائل إلى قائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع تؤكد على القرارات التي اتخذت في اجتماع العقبة، وهي الدعوة إلى عملية انتقالية سلمية سياسية في سوريا ترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، والتأكيد على الوقوف إلى جانب الشعب السوري واحترام خياراته، ودعم عملية انتقالية سلمية تمثل كل القوى السياسية والاجتماعية.
وقال إن رسائل الصفدي أكدت كذلك ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وعدم تقسيمها، وضمان حقوق جميع مواطنيها، وأن يكون هناك نظام ديمقراطي، ووضع دستور جديد، وأن يكون هذا النظام ممثلا لكل الأطياف السياسية، فالجميع يعلم أن المجتمع السوري هو مجتمع فسيفسائي يتضمن العديد من الطوائف والأديان، لذلك كانت زيارة وزير الخارجية مهمة جدا.
وأضاف رئيس مجلس الأعيان في اللقاء، أن الصفدي حمل أيضا رسالة تدين توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا، وتطالب بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها، وأن على مجلس الأمن اتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.
وحول سبب تأخر زيارة الصفدي الى سوريا، أوضح الفايز، أن السياسة الخارجية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، هي سياسة مبنية على التوازن والتشاور مع الأشقاء العرب في دول الخليج العربي ومصر والعراق وغيرهم، حول مختلف القضايا العربية لتوحيد المواقف، ولهذا تم إيصال رسالة موحدة وبالإجماع إلى الإدارة السورية الجديدة ، لذلك لم تتأخر زيارة الصفدي لسوريا، وجاءت بعد التنسيق مع الأشقاء في الدول العربية.
يشار إلى أن اجتماع العقبة ضم أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية، التي تضم الأردن والسعودية والعراق ولبنان ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، بحضور وزراء خارجية قطر والإمارات والبحرين وتركيا، إضافة الى الدول الأعضاء في المجموعة المصغرة حول سوريا، ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، والمبعوث الأممي لسوريا.
وأكد الفايز خلال اللقاء أن العلاقات الأردنية السورية علاقات تاريخية قائمة منذ إمارة شرق الأردن، ومبنية على الاحترام المتبادل بين الشعبين الشقيقين بعيدا عن النظام، مشيرا إلى قوة العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين القائمة منذ بداية القرن الماضي.
وأوضح أن مخرجات اجتماع العقبة لم تتغير ، فالذي تغير هو النظام فقط، وأن الهدف من اجتماع العقبة كان بحث الأزمة السورية وأن يأتي الحل الأول من بشار الأسد، وأن يكون هناك تعاون من قبله، مثلما دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل حوالي سنة عندما دعا بشار الأسد إلى الاجتماع لإيجاد حل للأزمة السورية، لكن النظام لم يلتزم ولم يستجب لذلك، فالنتيجة هي أنه ما تزال مخرجات اجتماع العقبة سارية المفعول، فهي تؤكد ضرورة حل الأزمة السورية، ولا نريد أن تستمر الأزمة مع الإدارة الجديدة.
وأضاف الفايز “للأسف الحكومة الحالية من لون واحد وتهيمن على الوضع في سوريا، لكن الشرع يقول إن هذه مرحلة انتقالية، وبعد ثلاثة أشهر سيكون هناك مؤتمر وطني يتمخض عنه أو يفضي إلى ما هو غير معروف حتى الآن، سواء كانت هناك انتخابات لمجلس نواب يمثل جميع أطياف الشعب السوري، أم سيكون هناك دستور جديد يُعتمد قبل ذلك”.
وأكد الفايز أهمية أن تجرى انتخابات برلمانية في سوريا، باعتبار أن مجلس النواب هو من يقر الدستور، وإذا وضع دستور جديد من قبل مؤتمر وطني يجب أن يكون هناك استفتاء عليه، ومن ثم تجري انتخابات برلمانية تحت إشراف هيئة الأمم المتحدة، بحيث يتم تمثيل جميع أطياف المجتمع السوري، متمنيا أن يكون مجلس نواب ممثلاً لكل أطياف المجتمع.
وحول طبيعة النظام القادم في سوريا، هل يكون نظام رئاسي أم نظام برلماني؟ قال رئيس مجلس الاعيان إن هذا يعتمد على قرار الشعب السوري، “لكن أعتقد وهذا رأيي الشخصي أن النظام الرئاسي هو الأفضل، وأن يتم انتخاب الرئيس من قبل الشعب السوري، ولو كان ذلك من طائفة معينة، سواء كان سنيا أو علويا أو من أي طائفة أخرى، فالمهم أن يكون منتخبا من قبل الشعب، لذلك أرى أن النظام الرئاسي هو الأنسب لسوريا، وهذا هو رأيي الشخصي بلا شك”.
وفيما يتعلق بتأثيرات وانعكاسات الوضع الراهن في سوريا على الأردن، قال الفايز، “سوريا جارة لنا وما يجري فيها سيؤثر حتما على الأردن، فإذا سادت الفوضى فيها سيكون لذلك تأثير علينا، وإذا ساد الأمن والاستقرار فسيكون لذلك انعكاسا إيجابيا”
وأضاف “كما أن سوريا تمثل بالنسبة للأردن وضعا خاصا، فهناك بعض الدول البعيدة عن سوريا، بينما جيرانها مثل العراق والأردن سيتأثرون بشكل مباشر بالوضع السوري، ومن الممكن أن يؤثر على دول أخرى بشكل غير مباشر، فإذا انتشرت الفوضى في سوريا سيكون هناك تأثير كبير ليس فقط على جيران سوريا، وإنما على كل المنطقة”.
وحول تغير النظام في سوريا والمعادلات الجيوسياسية الجديدة والتداعيات الناجمة عن هذا التغيير على المنطقة، قال الفايز “علينا أن نعود إلى 7 تشرين الأول لنعرف ماذا حدث؟ ولننظر ماذا كانت النتيجة؟، إن النتيجة وللأسف هي تدمير قطاع غزة، حيث سقط أكثر من 45 ألف شهيد، وتجاوز عدد الجرحى والمصابين 100 ألف، هذا بالإضافة إلى الذين لا يزالون تحت الأنقاض”.
وأضاف “لقد دُمّر اقتصاد غزة بالكامل والوضع فيها مأساويا، كما أن المقاومة وقدرات حماس الآن ليس كما كانت في السابق، صحيح هناك مقاومة ونحن ندعم المقاومة ضد أي احتلال إسرائيلي، لكن المقاومة في غزة وصلت الآن إلى مرحلة لا تشبه المرحلة السابقة”.
وتابع “إذا نظرنا إلى حزب الله فعندما دخل في الحرب مع إسرائيل، أدى ذلك إلى احتلال جزء من الجنوب اللبناني، ما تسبب في دمار كبير ، كما أن خط الإمداد الرئيسي للأسلحة إلى الحزب الذي كان يمر عبر سوريا قد توقف الآن، وتأثير الهيمنة الإيرانية على المنطقة قد تراجع، وللأسف فإن الهيمنة الحالية في المنطقة هي لإسرائيل التي تحتل اليوم غزة وجزءا من جنوب لبنان، والآن يحتلون أراضي في سوريا وما تبقى من هضبة الجولان، وسيطروا على منابع الأنهار في سوريا وهذا تطور خطير، مبينا ان هذه هي النتيجة للأسف التي حصلت بعد احداث تشرين الأول”.
وفيما يتعلق بتهريب المخدرات من الجانب السوري للأراضي الأردنية، وهل انتهت بوجود الإدارة السورية الجديدة، أم أنه من الممكن أن تستمر، قال الفايز إن وراء تهريب المخدرات شبكات خطيرة ومدعومة من قبل النظام السوري السابق، وبالتالي لا أستطيع أن أقول إنها انتهت، لكن أشير هنا إلى أن النظام السوري كان أكبر مصدر على مستوى العالم لحبوب الكيبتاغون، فسوريا تنتج 80 بالمئة من الإنتاج العالمي؟ نعم 80 بالمئة من الإنتاج العالمي، وكانت شبكات تهريب وصناعة المخدرات تُدرّ عائدات على الدولة السورية وعلى الميليشيات الموجودة فيها، حوالي 6 إلى 7 مليارات دولار سنويا، لكن إذا سيطرت الحكومة الجديدة على الأراضي السورية كافة، اعتقد أن مشكلة تهريب المخدرات ستنتهي، وإن لم تنته فإن التأثير سيكون أقل بكثير مما كان عليه قبل سقوط النظام السابق.
وردا على سؤال يتعلق بإمكانية أن يكون هناك اعتراف اقليمي ودولي بالنظام الجديد في سوريا، قال الفايز “للنظر الآن فغالبية الدول الغربية أرسلت ممثلين عنها وتواصلت مع أحمد الشرع، كما أن الدول العربية بدأت أيضًا بإرسال وفود، لكن المهم حتى يكون هناك اعتراف دولي بالنظام السوري الجديد، هو أن تترجم الأقوال التي تؤكد عليها الإدارة الجديدة الى أفعال، فالشرع يقول إنه ستكون هناك حكومة انتقالية لثلاثة أشهر، ثم سيكون هناك كما ذكرت مؤتمرا وطنيا يُفضي إلى انتخابات، إضافة إلى وضع دستور جديد، لذلك نرجو أن تكون الأفعال أقوى من الأقوال”.
وحول إمكانية عودة اللاجئين السوريين، بين الفايز، أن الأردن واجه تحديات على مدى السنوات الماضية ومنذ اندلاع الانتفاضة في سوريا عام 2011، وما تلا ذلك من أحداث يمكن وصفها بأنها كانت حروبا أهلية في الحقيقة، وبسبب ذلك وصلت أعداد كبيرة من النازحين واللاجئين إلى الأردن الذي عانى من هذا العدد الهائل.
وقال الفايز إن عودة اللاجئين السوريين يجب أن تكون طوعية، مشيرا إلى أنهم سيعودون ولديهم الاستعداد للعودة، “لكن الوضع الآن في سوريا ما يزال ضبابيا، حيث لا يوجد حاليا أمن واستقرار هناك، والوضع الاقتصادي سيء، لذلك اعتقد أنه بالوقت الراهن لن يعود كثير من اللاجئين السوريين، إلا بعد استقرار الوضع وشعور الناس أنهم في حالة من الأمن والأمان، ويستطيعون إيجاد فرص عمل، فهم في الأردن يعملون ويتلقون مساعدات من الأمم المتحدة، كما أنه حتى الآن الحكومة السورية الجديدة لم تفرض سيطرتها على كامل التراب السوري، وهناك مشكلات قائمة، كما أن هناك أفراداً من النظام السابق قد يحاولون زرع الفتنة والفوضى في سوريا، لهذا أعتقد أن جميع هذه الأمور ستكون محل تفكير لأي لاجئ قبل اتخاذ قرار العودة إلى سوريا”.
وأشار الفايز إلى أن اللاجئين السوريين في المملكة هم ضيوف على الأردن، وأغلبهم يعيش بين المواطنين في مختلف المدن الاردنية، مضيفا أن اللاجئين السوريين يؤكدون على ذلك، مستشهدا بحديث أحد شيوخ العشائر السورية لوسائل إعلام أنهم في الأردن ضيوف وليس لاجئين، وقدم شكره لجلالة الملك عبدالله الثاني وللشعب الأردني على الاهتمام بهم وتوفير الحياة الكريمة لهم.
وحول التخوفات من أن تتكرر تجربة العراق في سوريا بعد سقوط النظام العراقي، والتي أدت إلى حل الجيش العراقي وانتشار الطائفية والمحاصصة، وعمليات الاجتثاث والقتل الطائفي وغيرها من الأمور، قال الفايز: “عندما نتحدث عن الحكم في العراق بعد سقوط النظام، نجد أن بول بريمر هو الذي تولى الأمور وقام بحل الجيش العراقي، وكانت تلك غلطة كبيرة بل جريمة في حق الشعب العراقي، لأن الجيش الوطني العراقي كان بإمكانه أن يحافظ على وحدة وسلامة أراضي العراق.
وبين أن جلالة الملك عبدالله الثاني نصح الرئيس الأميركي آنذاك جورج بوش الابن، بعدم حل الجيش العراقي وعدم الإضرار بالبعثيين فأغلبهم كان مجبر على الانتساب للبعث “مجبرا أخاك لا بطل” وهم الذين يسيرون أعمال مؤسسات الدولة العراقية، “لكن للاسف بريمر دمر مؤسسات الدولة، وحل الجيش العراقي، وهذا ما أدى إلى الفوضى لاحقًا”.
وقال “في سوريا الآن لا يوجد بريمر، ومن الممكن أن يكون للأتراك دور كبير في العملية السياسية في سوريا، لكنني أعتقد أن الأتراك ليس من مصلحتهم أن تكون هناك فوضى في سوريا، رغم وجود الأكراد الذين ترى تركيا أن لهم تأثيرا على أمنها القومي، فمن مصلحة تركيا عدم وجود فوضى، فأمن سوريا واستقرارها يشكل عامل أمن للجميع خاصة لجيرانها، لذلك لا أعتقد أن لتركيا أطماعا في حمص أو في الشمال السوري، وهم يؤكدون على وحدة وسلامة الأراضي السورية”.
وفيما يتعلق بالتوغل الإسرائيلي داخل الاراضي السورية وهل تستغل إسرائيل الوضع الحالي في سوريا وتجده فرصة لها، قال الفايز: “للأسف أن كل الأحداث التي جرت بعد السابع من تشرين الأول أدت إلى هيمنة إسرائيلية، فإسرائيل الآن وصلت داخل الأراضي السورية إلى مناطق تقع على بعد 20 كيلومترا من دمشق، وقام الجيش الإسرائيلي بتدمير ما تبقى من الأسلحة السورية بهدف إضعاف سوريا، فكما نرى فإن العدوان الإسرائيلي الشرس يستهدف جميع مقدرات الدولة السورية”.
وحول مخاوف الأردن من تمدد الإرهاب، نظراً لأن هذه الجماعات التي استولت على السلطة في سوريا لديها ماض مثير للجدل وعلاقات مع منظمات أدرجت كمنظمات إرهابية وما تزال مدرجة، أكد الفايز أن الإرهاب يكون “دائما بالنسبة إلينا موضوعا مهما، وجلالة الملك عبدالله الثاني يتصدى بقوة لقوى الإرهاب والتطرف وسياسات جلالته موجهة نحو محاربة الإرهاب، بالتعاون مع إخواننا العرب والمجتمع الدولي”.
وقال “إن شغلنا الشاغل دوما هو منع وقوع أي عملية إرهابية في الأردن”، مؤكدا أن الأردن دولة قوية بمؤسسة العرش ومؤسساتها المدنية والعسكرية المتينة والقوية، وقوية بوعي شعبها، ومن يقول غير ذلك أو يعتقد خلافه فإنه لا يعرف الأردن جيدا.
وبين أن الأردن واجه تحديات عصيبة منذ عام 1921 وتجاوزها، بحكمة ملوكه الهاشمين، وقد تخطى الأردن الربيع العربي أيضا بحكمة وحنكة جلالة الملك عبدالله الثاني.
وقال “إنني متفائل بمستقبل المملكة الأردنية الهاشمية، والشعب الأردني شعبا واع ويدرك التحديات التي تواجهه”، وإن الشعب بكافة شرائحه يقف خلف جلالة الملك، “لذلك أنا مطمئن على الأردن، وسنتجاوز التحديات والأوضاع الراهنة في المنطقة، بحكمة وحنكة جلالة الملك، ووعي الشعب الأردني ومنعة أجهزتنا الأمنية وقواتنا المسلحة”.
وفيما إذا كان رئيس مجلس الأعيان يفكر في زيارة دمشق بشكل رسمي أو كوفد برلماني، قال الفايز: “الآن هذا الأمر سابق لأوانه، وعندما يكون هناك برلمان قد تحدث الزيارة في المستقبل”.
وبخصوص أي مبادرة أردنية لعقد قمة عربية مصغرة حول سوريا تناقش الوضع الجديد فيها، أشار الفايز إلى اجتماع العقبة الذي عقد حول سوريا، أرسل رسائل مهمة إلى الحكم الجديد في سوريا، وإذا كان هناك مؤتمر عربي قريب، فاعتقد أنه سيتناول موضوع القضية الفلسطينية.
وأكد القضية الفلسطينية تهم الأردن، ومن الضروري أن يكون للعرب موقف واحد بخصوصها، يجري طرحه وتبنيه أمام الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب التي لا نعرف حتى اللحظة ماذا ستطرح من حلول للقضية الفلسطينية، مشدد على ضرورة أن يكون هناك أيضا موقف عربي قوي لدعم جهود جلالة الملك لإيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية.
وحول ما يجري الحديث عنه بشكل خاص في الصحافة الغربية عن المخاوف الأردنية من خطط الإدارة الأميركية القديمة والجديدة بخصوص الحلول المطروحة كصفقة القرن التي طرحها ترمب خلال رئاسته الاولى، بين الفايز أن صفقة القرن التي طرحت سابقا كانت تمنح اسرائيل حق الاستحواذ على 75 بالمئة من أراضي فلسطين التاريخية، إضافة الى حكم ذاتي للفلسطينيين على ما تبقى من أراضي فلسطين التاريخية، وأن تكون هناك صلاحيات للسلطة الفلسطينية أقل من الصلاحيات الحالية التي هي شبه معدومة أصلا، كما أنه بموجب الصفقة سيتم تقسيم الأراضي الفلسطينية المتبقية إلى كانتونات، أي دولة مقطعة الأوصال، “طبعا جلالة الملك عبدالله الثاني رفض بقوة الخطة أو الصفقة، حيث كان المطلوب من جلالته أن يضم ما تبقى من أراضي الضفة الغربية للأردن، كما أننا في الاردن لا نستطيع أن نتحمل العبء الديموغرافي لأربعة ملايين فلسطيني”.
وأكد الفايز ، أن مواجهة أي تسوية للقضية الفلسطينية على غرار خطة كوشنر أو صفقة القرن السابقة، يتمثل بدعم عربي لجهود جلالة الملك ومساعيه المتواصلة للتصدي لأية تسوية للقضية الفلسطينية على حساب الثوابت الأردنية.
وقال إن افشال أي صفقة من هذا النوع يكمن في تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ووطنه واستمراره بالمقاومة، وأضاف “إذا افترضنا سيناريو حدوث الضم، أعتقد أنه لن يقبل أبو مازن أن يبقى في الضفة الغربية، وستنهار السلطة الفلسطينية، فهل عند ذلك تستطيع إسرائيل أن تتحمل عبء أربعة ملايين فلسطيني”.
وأكد الفايز أن الشعب الفلسطيني شعب مجاهد، وسيستمر في المقاومة حتى يحصل على حقوقه التاريخية لذلك يجب أن يدرك المجتمع الدولي والإدارة الأميركية وإسرائيل، أنه لا يمكن كسر شوكة الشعب الفلسطيني، فهو شعب مجاهد ومقاوم”.
وبين الفايز أن الأردن بقيادة جلالة الملك يؤكد دائما على حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال والعدوان الاسرائيلي، ويؤكد على عدم قبوله بالعدوان الإسرائيلي على أي أرض عربية، “لذا ينبغي أن تكون هناك مقاومة مستمرة ، ونحن سندعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحصول على حقوقه المشروعة”.
وحول التهديدات التي أطلقها ترمب كجزء من حملته الانتخابية المثيرة للاهتمام، وأن هناك مشروعا أميركيا ما ذكر ترمب يدعي أن الأراضي الإسرائيلية صغيرة وتحتاج إلى التوسع، وهل يشمل هذا التوسع فقط الأراضي الفلسطينية التاريخية، أم أنه قد يمتد ليشمل الأردن أيضا، أكد رئيس مجلس الأعيان أن صوت جلالة الملك مسموع في الغرب، وهو يستمع إلى ما يقدمه جلالته من نصائح لهم وللزعماء الغربيين، بحكم الاحترام والتقدير الذي يحظى به جلالة أينما ذهب، كما أن جلالته زار أخيرا الولايات المتحدة والتقى أعضاء في الكونغرس الذين يسيطر عليه الجمهوريون حاليا والذي يحظى فيه جلالته بالاحترام.
وقال “اعتقد أيضا أن جلالته وخلال الزيارة التقى ببعض أفراد الطاقم الجديد لفريق ترمب، فجلالة الملك يسعى دائما من خلال هذه الزيارات لتحقيق الحل العادل للقضية الفلسطينية”.
وأضاف الفايز “قد تتغير المواقف والتصريحات بعد تنصيب الرئيس الأميركي الجديد ترمب، وسيكون هناك تغيير في المفاهيم الموجودة حاليًا في أذهانهم”.
وأكد أنه إذا كان هناك دعم لجهود جلالة الملك من إخواننا في دول الخليج والعرب عموما، في مساعي جلالته لإيجاد الحل العادل للقضية الفلسطينية، “اعتقد أنه سيكون هناك تغيير في السياسة الأميركية تجاه القضية الفلسطينية”.
وحول استمرار ثبات الموقف الأردني المعروف حول حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، أكد الفايز ثبات الموقف الاردني وقال “بالطبع إن موقفنا ثابت، لكن ما سيتم طرحه لاحقا لا نعلمه حتى الآن، وبعد أن يتم الطرح نستطيع حينها أن نقيم الموضوع، كما أن جلالة الملك سيقوم بتقييم الموضوع أيضا مع إخوانه في العالم العربي، وسنسعى للوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق