فى الاتصال الهاتفى الذى تم بين الرئيسين عبدالفتاح السيسى والفرنسى إيمانويل ماكرون، تم تناول العديد من الملفات المهمة التى تشغل المنطقة حاليًا، من غزة وسوريا ولبنان والحرب الإسرائيلية البشعة المستمرة حتى الآن، ومن خلال هذا اللقاء كان هناك ثناء كبير من الرئيس الفرنسى على الدور المصرى الكبير فى السعى الدائم والدءوب من أجل أمن واستقرار المنطقة. وتلك هى القضية الأساسية والمهمة ومربط الفرس الذى يجب أن يكون، وهذا هو التوجه المصرى الذى يرمى إلى ضرورة عودة الهدوء إلى المنطقة، وتسوية جميع هذه الملفات بما يضمن أمن واستقرار المنطقة بكاملها.
تلعب مصر دور القوة المؤثرة والمستقرة، ساعية إلى تحقيق التوازن والوئام بين مختلف الأطراف، حيث ترى أن أمن واستقرار المنطقة هو ركن أساسى لازدهارها وتقدمها، وأن التحديات التى تواجهها المنطقة هى تحديات مشتركة تتطلب حلولًا جماعية، وتسعى جاهدة إلى تعزيز التعاون الإقليمى، وبناء جسور الثقة بين الدول، والحوار البناء لحل الخلافات، لأنه هو السبيل الأمثل للوصول إلى حلول مستدامة للقضايا الإقليمية.
كما تؤكد «القاهرة» أهمية احترام السيادة الوطنية للدول، وعدم التدخل فى شئونها الداخلية، وضرورة احترام القانون الدولى، والقيم الإنسانية، وتسعى أيضًا إلى مكافحة التطرف والإرهاب، باعتبارهما أكبر تهديد للأمن والاستقرار فى المنطقة والعالم، وتؤمن بأن مكافحة الإرهاب تتطلب تضافر الجهود الدولية والإقليمية، وبناء مجتمعات أكثر شمولية وتسامحًا.
وتسهم مصر بشكل فعال فى جهود الوساطة لحل النزاعات الإقليمية، وتعمل على تعزيز التعاون الاقتصادى بين دول المنطقة، إيمانًا منها بأن التنمية الاقتصادية هى السبيل الأمثل لتحقيق الاستقرار والرخاء لشعوب المنطقة.
إن الرؤية المصرية تقوم على أسس ثابتة، وهى إيمان راسخ بأن الأمن والاستقرار هما أساس التنمية والتقدم، وأن التعاون الإقليمى هو الضامن الوحيد لتحقيق هذه الأهداف. وتسعى مصر إلى أن تكون قوة خير وسلام فى المنطقة، وأن تسهم فى بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة، وقد حملت على عاتقها مسئولية تحقيق السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، وتاريخيًا لعبت مصر دورًا محوريًا فى الوساطة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، واستضافت العديد من المفاوضات والاتفاقيات.
وفى ظل الحرب الإسرائيلية المتصاعدة فى قطاع غزة، برز الدور المصرى بشكل واضح فى السعى لوقف إطلاق النار، وتقديم المساعدات الإنسانية، ومنعت تصفية القضية الفلسطينية. وتسعى «القاهرة» جاهدة إلى تحقيق حل عادل ودائم للصراع يقوم على أساس حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وتؤمن بأن الحل العسكرى ليس هو الحل، وأن الحوار والتفاوض هما السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة.
وتعد مصر الدولة الوحيدة والرائدة فى مكافحة الإرهاب بالمنطقة، حيث لعبت دورًا مهمًا فى مواجهة هذا التحدى المتزايد الذى يهدد أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع، وتتميز التجربة المصرية فى هذا المجال بكونها فريدة من نوعها، حيث استطاعت مصر تحقيق إنجازات كبيرة فى مكافحة التطرف والإرهاب، وذلك بفضل مجموعة من العوامل المتكاملة.
لقد اتبعت مصر استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، تستهدف ليس فقط الجوانب الأمنية والعسكرية، بل تشمل أيضًا الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فقد قامت بتعزيز أجهزتها الأمنية، وتطوير قدراتها، واتخذت إجراءات صارمة ضد التمويل والإمداد اللوجستى للتنظيمات الإرهابية، كما عملت على مواجهة الفكر المتطرف من خلال نشر الوعى الدينى الصحيح، وتعزيز قيم التسامح والاعتدال، ودعم المؤسسات الدينية المعتدلة.
كما تبنت نهجًا استباقيًا فى مكافحة الإرهاب، بتوجيه ضربات قاصمة للتنظيمات الإرهابية فى سيناء وفى مناطق أخرى، وتفكيك العديد من الخلايا الإرهابية قبل أن تتمكن من تنفيذ عملياتها. بالإضافة إلى ذلك قامت بتعزيز التعاون الأمنى مع الدول الشقيقة والصديقة.
كما نجحت فى تحقيق توازن دقيق بين مكافحة الإرهاب وحماية حقوق الإنسان، حيث حرصت على احترام القانون الدولى، وتقديم الدعم للمؤسسات الحقوقية، وضمان محاكمة العناصر الإرهابية بمحاكمات عادلة.
إن التجربة المصرية فى مكافحة الإرهاب هى نموذج يحتذى به على المستويين الإقليمى والدولى، حيث أثبتت مصر قدرتها على مواجهة هذا التحدى الخطير، وحماية أمن واستقرار المنطقة.
هذه هى رؤية بلدنا الثاقبة لأمن واستقرار المنطقة والإقليم، لكن المجتمع الدولى- وعلى رأسه أمريكا- لا يضطلع بدوره فى هذا الشأن.
0 تعليق