السبيل – “الليلة غرقنا واحنا نايمين، فاتت علينا المي من كل مكان والخيمة على الفاضي ما بتقي من شي”.
بهذه الكلمات جسدت الطفلة منى بهجة النازحة مع أهلها غربي مدينة غزة، معاناة النازحين، بفعل الأمطار الغزيرة التي غمرت خيامهم.
تنهمر دموع الطفلة الصغيرة ويتحشرج صوتها بالبكاء كلما تذكرت ما حدث معها ليلة أمس وهي تبيت بهناء وسط عائلتها، حتى بدأت الأمطار تهطل بغزارة على خيام النازحين غربي غزة.
مشاعر أكلت قلوب الأطفال الذين كرهوا هطول الأمطار، كونهم تركوا منازلهم مجبرين على النزوح، بسبب العملية العسكرية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي على شمالي القطاع.
ألم وقهر
تقول الطفلة بهجة: “غرقت فرشتي ومخدتي والحرام ما حسينا بشي إلا والخيمة غرقانة والمي بكل مكان، والبرد أكل عظامنا”.
وتضيف “الخيام مش حياة تبهدل حالنا، تجمدنا من البرد والسقعة غير الهواء والرياح التي طيرت كل شي حوالينا”.
وتتابع “العالم مستغرب من وفاة أطفال غزة من البرد، هم مش شايفين الوضع اللي بنعيشه، بطلنا نحس في عظامنا من شدة السقعة والبرد، كمان غرقنا بالمطر”.
وتردف “حتى البطانيات ما حمتنا من المطر، الخيمة طارت من الهواء وقبلها غرقت بمياه الأمطار وضلينا تحت المطر نموت من البرد”.
ولم يختلف الحال عند كل الأطفال النازحين وعائلاتهم، بعد نزوحهم قهرًا من شمالي القطاع إلى وسط مدينة غزة، في خيام أُعدت مسبقًا لهم.
أوضاع قاسية
الطفلة آلاء الفحام (14 عامًا): “كان لنا بيت في جباليا يحمينا من المطر، لكن الآن البيت نسفه الجيش (الاحتلال)، والخيمة طارت مع المطر والرياح”.
وتضيف أن “المطر من أول الليل فات علينا وغرقنا وكل أغراضنا”.
وتتابع “بهيك وقت من كل عام كنا نلتف حول الكانون وندفي حالنا بالنار وبس ينزل المطر نكون نغني ونتفرج عليه من الشبابيك”.
وتكمل حديثها “اليوم ما بنحتاج نتفرج على المطر من الشبابيك، لأنو ببساطة نحنا قاعدين تحت المطر فش حاجز بينا وبينه”.
وتشير الفحام إلى أن ما يحدث في الخيام أوقات الأمطار لا يمكن أن يوصف ولم يُحرك أي أحد ساكنًا، لوقف حرب الإبادة التي يتعرض لها الأطفال في القطاع.
ويوم الثلاثاء، غمرت مياة الأمطار الغزيرة، مئات خيام النازحين وأماكن إيوائهم في قطاع غزة، مما فاقم معاناة النازحين. .
ويواجه النازحون أوضاعًا قاسية تتمثل في غياب وسائل التدفئة والمأوى المناسب، إضافة إلى نقص حاد في الغذاء والدواء.
ومنذ مساء الأحد، يشهد قطاع غزة منخفضًا جويًا شديدًا يحمل أمطارًا وعواصف، تشكل خطرًا على خيام النازحين.
وتلقى الدفاع المدني في قطاع غزة مئات اتصالات الاستغاثة من النازحين الذين غمرت مياه الأمطار خيامهم وأماكن إيوائهم.
وناشد أصحاب الضمائر الحية التداعي لإنقاذ هذه العائلات، ومساعدتها في الانتقال إلى أماكن إيواء مناسبة تقيهم من مياه الأمطار، خاصة النازحين في مخيمات وسط مدينة غزة ومواصي خان يونس ورفح وغربي دير البلح.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفاع عدد الوفيات، بسبب البرد القارص وموجات الصقيع بين النَّازحين في الخيام إلى 7 وفيات.
وأكد أن العدد مُرشح للزيادة، بسبب الظروف المأساوية التي يعيشها النازحون الذين دمر الاحتلال منازلهم وباتوا يسكنون الخيام، منذ بدء جريمة الإبادة الجماعية على قطاع غزة منذ قرابة 15 شهرًا. وكالة “صفا”
0 تعليق