هل يحقق تدريب المعلم وتطوير مهاراته مخرجات تسهم بالتنمية والارتقاء بالمجتمع؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان – في وقت تخطط فيه وزارة التربية والتعليم، لتدريب 8 آلاف معلم ومعلمة خلال خدمتهم سنويا، وصولا لتدريب 40 ألفا خلال 5 اعوام مقبلة، و26 ألفا قبل الخدمة، أكد خبراء في التربية، أن الاستثمار بتدريب المعلمين، يحقق مخرجات تعليمية عالية الجودة، تضمن إعداد جيل قادر على الإبداع والتفكير النقدي، والمساهمة الفعالة بتطوير المجتمع وتنميته. اضافة اعلان
وبينوا في أحاديث منفصلة لـ"الغد"، ان استخدام استراتيجيات تدريس حديثة، يرسخ التفاعل والتفكير والابداع والبحث عند الطلبة، ويزيد قدرات المعلمين على الملاحظة والتقييم والتعامل مع المشاكل في الميدان. فالتدريب ليس مجرد أداة لتحسين أدائهم في البيئة التعليمية فقط، بل وخطوة استراتيجية لبناء مسار مهني متقدم، يسهم بتحسين أدائهم ومكانتهم التعليمية وجودة التعليم.
وكان وزير التربية والتعليم د. عزمي محافظة قال في كلمة له خلال الملتقى التربوي الأول لمديري التربية والتعليم، الذي نظمته الجمعية الأردنية للعلوم التربوية بالتعاون مع وزارة التربية بعنوان "أفكار لقضايا في التعليم العام بالأردن" مؤخرا، ان الوزارة تخطط ابتداء من العام الدراسي الحالي لتدريب 8 آلاف معلم ومعلمة خلال الخدمة سنويا، وتدريب 40 ألفا في الاعوام الخمس المقبلة، و26 ألفا قبل الخدمة، ما يجعل أكثر من 80 % من الطاقم التعليمي بالوزارة، من حملة دبلوم إعداد المعلمين.
وأوضح محافظة حينها، أن الوزارة خطت خطوات رائدة لتمكين المعلمين وتدريبهم على أداء رسالتهم بما يحقق أهدافها، إذ توسعت بتطبيق برنامج دبلوم المعلمين قبل الخدمة، بالتعاون مع 4 جامعات رسمية، بينما حددت معايير لاختيار المعلمين للتعيين بالمدارس الحكومية، تضمن الكفاءة والفاعلية، وربط ترقية المعلم برتب أعلى، بناء على إنجازاته السنوية.
الخبير في التربية د. محمد أبو غزلة، قال إن تدريب المعلمين عنصر أساس لترسيخ المسار المهني للمعلمين وتحسين المنظومة التعليمية، لمساهمته بتطوير مهاراتهم الأكاديمية والتربوية والشخصية، ويمهد الطريق لهم للسعي نحو أفاق جديدة للنمو المهني عبر برامج تدريبية منتظمة، سيلتحقون بها ويكتسبون عن طريقها معارف ومهارات متقدمة بأساليب التدريس الحديثة، للتعامل مع المحتوى الأكاديمي وانماط التعلم.
وبين أبوغزلة ان تدريب المعلمين ليس فقط أداة لتحسين أدائهم في البيئة التعليمية، بل وخطوة استراتيجية لبناء مسار مهني متقدم، يسهم بتحسين أدائهم ومكانتهم التعليمية وجودة التعليم.
وأوضح ابو غزلة، أن تنفيذ خطط الوزارة لتدريب وتنمية المعلمين، وردت في مبادرات الرؤية الاقتصادية ضمن محور الريادة والابداع بمجال التعليم، انطلاقا من أن التعليم محرك رئيس لتنمية الموارد البشرية والنهوض بالقدرة التنافسية للاقتصاد الوطني عن طريق تحسين جودته، ما ينعكس على تأهيل جيل من الخريجين للمساهمة في سوق العمل، يمتلكون مهارات ومعارف تنافسية، تتماشى مع احتياجات السوق المحلي والعالمي.
ورأى ان التزام الوزارة بتدريب المعلمين، وإجراءات معايير اختيارهم واستقطابهم وتمكينهم، وربط تدريبهم بمسار التنمية المهنية بالترقية، بالإضافة لما فرضته التطورات التكنولوجية من تحديات، الى جانب ما يواجه النظام التربوي من مشاكل، اكد ضرورة العمل وفق مسارات متعددة لتطوير عناصر النظام التعليمي، وابرزها تنفيذ خطة التدريب، لانه ركيزة أساسية لتحقيق تطور حقيقي في نظام التعليم، وعندما تلتزم الوزارة بتطوير مهارات المعلمين، فإنها لا تسهم فقط بتحسين أداء الطلبة الأكاديمي، بل وينعكس ذلك على جديتها واهتمامها بتطوير النظام التعليمي، وبالتالي، فإن الاستثمار بتدريبهم، خطوة أساسية لتعزيز ثقة الحكومة والمواطنين في فعالية النظام التعليمي وقدرته على مواكبة التحديات المستقبلية.
واعتبر ابو غزلة، ان عدم المضي بتنفيذ خطط التدريب والتنمية المهنية للمعلمين، له تأثير كبير على مخرجات التعليم، اذ سيتسبب بتدني جودته وفقدان الطلبة للكفاءات والمهارات الأساسية التي يحتاجونها لمواجهة تحديات العصر، فالمعلم الذي لا يحصل على التدريب المناسب، سيفتقر لأحدث الأساليب والتقنيات التي تسهم بتحفيز طلبته وتطوير قدراتهم المعرفية والمهارية على التعلم، وبالتالي يصبح من الصعب عليه، توظيف طرق تدريس فعالة، تتناسب مع احتياجات الطلبة، ما يؤدي لضعف تعلمهم ودافعيتهم للتعلم.
وأكد أنه لضمان نجاح جهود الوزارة باستعادة النظام التعليمي لمكانته، يجب تقديم تدريب للمعلمين محدد الأهداف والمحتوى، ومواكب لتطورهم واحتياجاتهم في عملهم، ما يشجعهم على التعلم والمشاركة، كما يتطلب ذلك ان يجري تقديم كل ذلك بأساليب تركز على الجوانب العملية التطبيقية، وتحاكي بيئات التدريس الحقيقية، وأن تنفذ هذه المهام عن طريق مدربين مؤهلين، ليكون أثرها على اداء الطلبة واضحا، وعندها يمكن الحكم على كفاءة هذا التوجه في التدريب، وبغيره لن نلمس أثرا في أداء المعلمين أو الطلبة، ولن يتحسن النظام التعليمي. 
وأكد ابو غزلة، ان الاستثمار بتدريب المعلمين، يضمن إعداد جيل قادر على الإبداع والتفكير النقدي، والمساهمة بتطوير مجتمعه، قادر على الاسهام بالتنمية، لافتا الى ان التدريب سينعكس إيجابا على جميع عناصر العملية التعليمية، بدءا بالمعلم بحيث ستسهم بتحسين عمله عن طريق توظيف استراتيجيات تعليمية مبتكرة تحفز التفكير النقدي، وتطور مهارات الطلبة في التحليل وحل المشاكل، كما سينعكس على قدرتهم بتوظيف استخدام التكنولوجيا لتوسع آفاق طلبتهم وتوفير فرص تعلم متنوعة لهم.
كما أن التدريب، بحسب ابوغزلة، يعزز من قدرة المعلمين على توظيف أساليب تلبي احتياجات الطلبة، لامتلاكهم استراتيجيات تدريس وتقويم متنوعة، ليقيم أداء الطلبة بطرق أكثر دقة وموضوعية، ما يسمح لهم بتحديد نقاط قوة وضعف الطلبة ودعمهم وإدارة المواقف التعليمية، وتقديم المحتوى التعليمي بطرق مرنة تتناسب مع مستويات فهم وقدرات الطلبة.
وأشار الى أن تدريب المعلمين على استخدام التكنولوجيا، يوفر بيئة تعليمية تفاعلية تسهل التعلم. أما على مستوى المناهج الدراسية، فالمعلم المدرب أكثر قدرة على تطوير طرق تدريس تتناسب مع أهداف المناهج واحتياجات الطلبة، وهذا يرفع جودة التعليم، ما يؤدي لتحقيق نتائج أفضل في الأداء الأكاديمي والاجتماعي والشخصي للطلبة، وتحقيق أهداف النظام التعليمي.
بدورها، قالت الخبيرة في التربية د. حنان العمري ان التطورات الحديثة في منظومة التعليم، تتطلب تزويد المعلمين بأحدث الطرق والاساليب والاستراتيجيات، لزيادة تفاعل واندماج الطلبة، مبينة ان برامج  التدريب، تنعكس على الجانب النفسي والشخصي للمعلم، وزيادة ثقته بامكاناته ومهاراته، والاستقرار المهني وتعزيز مكانته الاجتماعية، كما وتحقق استراتيجيات التدريس الحديثة التفاعل والتفكير والابداع والبحث لدى الطلبة، وتزيد قدرة المعلم على الملاحظة والتقييم والتعامل مع مشاكل الطلبة، لافتة الى ان ذلك كله يحسن جودة التعليم.
من ناحيته، قال الخبير في التربية عايش النوايسة، إن العملية التعليمية، شهدت تحولاً جذرياً في فلسفة ومناهج وطرق وأساليب وأنماط التعليم ومجالاته، وهذا يستدعي الاستجابة لجملة معطيات وتحديات يواجهها التعليم، منها تطور تقنيات التعليم والتدريب باستمرار.
واضاف النوايسة، أن التدريب يغير الممارسات المرتبطة بدورالمعلم، ما ينعكس بالتالي على أداء الطلبة في مجال تحقيق نتاجات التعلم، عن طريق المعطيات التي يقدمها التدريب للمعلم وهي: المهارات والخبرات والتقنيات والاتجاهات والمعارف والقيم، اذ يعد التدريب مهما كونه الوسيلة الأكثر فاعلية وتأثيرا بصقل وتنمية المعلمين.
وبين أن التدريب، من السبل المهمة لتطوير قدرات المعلمين وتحسين مخرجات التعليم، إذ يسهم بمواكبة المتطلبات المستجدة في عملية التعليم، كتطوير المهارات والقدرات وتغيير السلوك والاتجاهات ايجابيا، ما يرتقي بمستوى الأداء والكفاءة.
وأشار إلى أن التدريب، يرتبط بإيجاد نظام إجازة التعليم، الهادف لضمان جودة التعليم، وينعكس إيجابا على المعلمين أنفسهم، برفع مستوى كفاءتهم ودورهم عبر إيجاد مسارات مهنية خاصة بهم، لإيجاد نظام لتنمية المهنية المستدامة، وتحسين فاعلية التعلم وضمان جودته، وبهذا، فالهدف من إجازة التعليم، بحسبه، تأكيد مكانة مهنة التعليم والمعلم في المجتمع، وتشجيع الإقبال عليها، وضمان عدم تسرب ذوي الكفاءات منها، وتحسين اداء المعلم وتشجيعه على اكتساب معارف وخبرات جديدة تؤهله للقيام بواجبه وهذا يتطلب منح المعلم حوافز مادية ومعنوية مبنية على الكفاءة والإنتاجية، وتحديد مسارات مهنية وقيادية متخصصة للمهنة وتقييم وتصنيف المعلمين.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق