"الخدر العاطفي".. حينما تغرق المشاعر في سكون عميق

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
 المشاعر هي وسيلة التعبير عن حالاتنا الداخلية من فرح أو حزن، قلق أو خوف، اندفاع أو استسلام.
 في أحيان كثيرة، تمر بالإنسان ظروف تؤدي إلى ما يعرف بـ"الخدر العاطفي" أو "الموت العاطفي" المؤقت، حيث يفقد القدرة على التعبير عن مشاعره أو الاستجابة لما حوله أو حتى التفاعل مع المحيط.اضافة اعلان
قد تكون هذه الحالة مؤقتة نتيجة ضغوط الحياة ومتاعبها، لكنها أحيانا تستمر لفترة طويلة، مما يجعلها مرهقة إلى حد كبير إذا لم يتم معالجتها والالتفات لها. والخدر العاطفي بعدم القدرة على الإحساس بالمشاعر الإيجابية أو السلبية، وفقدان الاهتمام بما يحدث في الحياة وكل ما فيها من تفاصيل، والشعور المستمر بالتعب واللامبالاة.
غالبا ما يصاحب ذلك الانفصال عن الواقع، فقدان الاستمتاع بالأنشطة والفعاليات المعتادة، وتفضيل العزلة وجلوس الشخص بمفرده.
 يصف البعض هذه الحالة بالفراغ أو اليأس والكآبة، بينما يشعر آخرون بالعزلة أو كأن هناك حاجزا يمنعهم من التواصل مع الآخرين أو الانضمام في مشاريع وأنشطة مشتركة.
وعلى الرغم من أن الشعور بالخدر العاطفي قد يكون مؤقتا عند التعرض لموقف معين أو المرور بفترة صعبة، إلا أنه قد يصبح بالنسبة للبعض إستراتيجية لحماية أنفسهم من الألم العاطفي أو الجسدي، مما قد يتسبب بعواقب نفسية وعقلية طويلة الأمد. 
ويعني هذا أن الشخص غير قادر على اختبار مشاعره بشكل كامل وصحيح وبدلا من ذلك قد يشعر وكأنه معزول عن عواطفه وفقا لموقع medical news today، والذي يشير لبعض علامات وأعراض ترتبط بالخدر العاطفي وهي الشعور بالانفصال عن الجسد أو الأفكار، الشعور بالانفصال عن العالم الخارجي، إحساس مشوش بالوقت، صعوبة التواصل مع الآخرين، انخفاض القدرة على الإحساس والاستجابة للعواطف والإشارات الجسدية، المعاناة من عدم القدرة على المشاركة الكاملة في الحياة، صعوبة في تجربة المشاعر الإيجابية مثل السعادة، فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كنت تستمتع بها، تفضيل العزلة على مخالطة الناس.
ويمكن أن يحدث الشعور بالخدر العاطفي نتيجة للألم الجسدي أو العاطفي، ففي محاولة لحماية النفس من التعرض للأذى مرة أخرى، قد يقوم البعض بفصل أو تخدير المشاعر المتعلقة بالموقف. عندما يحدث هذا قد يشعر الشخص براحة مؤقتة، لكن مع مرور الوقت تصبح وسيلة الدفاع هذه سببا في عرقلة التواصل مع الآخر.
من جهتها ترى خبيرة علم الاجتماع فاديا إبراهيم أن الخدر العاطفي هو حالة شعورية بعدم الإحساس أو التفاعل أو التجاوب مع الأحداث والمؤثرات الخارجية الحسية والعاطفية والاجتماعية، فيصبح الشخص وكأنه يعيش بالفراغ ولا يشعر بشيء فلم يعد يفرح أو يحزن فهو غير قادر على تحديد مشاعره وعواطفه وبناء عليه يتغير تفكيره وسلوكه تجاه الأشخاص والأشياء.  
من أهم أسباب الخدر العاطفي وفق إبراهيم، التعرض لصدمات نفسية مثل التعرض للفقد أو صدمات عاطفية كالطلاق أو مشكلات اجتماعية كالخلافات الأسرية والزوجية، أو مشكلات مهنية كفقدان الوظيفة أو ظروف العمل الصعبة أو الفشل في الدراسة. 
أيضا، الحالات الشعورية السلبية بدرجات عالية كالتوتر الزائد والخوف والقلق وكثرة الضغوطات النفسية وإهمال الاكتئاب وعدم علاجه قد يوصل أصحابه لحالة من الخدر العاطفي.  
وتلفت إبراهيم إلى أن فقدان الشغف والأمل والدافع، وعدم التواصل والتفاعل الاجتماعي والابتعاد عن الآخرين قد يؤدي إلى تراجع الشعور العاطفي والحسي تدريجيا. 
أيضا؛ التعرض للإجهاد والتعب النفسي والجسدي والعيش في بيئة مليئة بالمشكلات والضغوط المستمرة، الإدمان وتناول بعض الأدوية والتعرض لبعض الأمراض. أيضا يؤدي للخدر العاطفي وعدم الشعور، والعلاقات السامة والمؤذية التي تقتل روح الحياة لدى الآخرين، وفق إبراهيم.
ومن أبرز طرق علاج الخدر العاطفي المعروفة العلاج السلوكي المعرفي الذي يساعد على التعبير عن المشاعر وفهمها وفحص مصادر الاستجابة العاطفية، كما أن تغيير نمط الحياة قد يساعد في تخطي هذه المشكلة، لذا يجب اتباع نظام غذائي صحي إلى جانب النوم الكافي.
 إلى ذلك، ممارسة الرياضة ومحاولة الابتعاد عن مسببات التوتر وممارسة الهوايات، والتقرب من الأشخاص الإيجابيين، كذلك اتباع عوامل النظام الصحي للحياة اليومية كأن نكون واعين لحاجتنا إلى الراحة والحصول على قسط من الهدوء والسكون التام والابتعاد عن المشوشات، وأخذ فرصة الاستماع لأفكارنا وفهم مشاعرنا.
 وفي بعض الحالات يمكن الاستعانة ببعض أدوية الاكتئاب والقلق بوصفة من الطبيب المختص.
وتبين مدربة المهارات الحياتية نور العامري أن الخدر العاطفي هو حالة نفسية يشعر بسببها الشخص بتبلد المشاعر والعواطف، حيث يصبح غير قادر على التفاعل العاطفي مع الأحداث أو الأشخاص من حوله يمكن أن يشعر الشخص بحالة من الانفصال أو البرود تجاه المواقف التي تتطلب استجابة عاطفية سواء كانت إيجابية أو سلبية. 
وبحسب العامري؛ فان أسباب الخدر العاطفي تتمثل بـالتعرض للصدمة مثل الحوادث، والصدمات النفسية أو الأحداث المؤلمة، والإرهاق النفسي نتيجة ضغوط الحياة المستمرة أو الإجهاد العاطفي المزمن، والاكتئاب يعد الخدر العاطفي عرضا شائعا في حالات القلق المزمن قد يؤدي إلى شعور الشخص بالانفصال عن عواطفه، واستخدام بعض الأدوية مثل مضادات الاكتئاب أو المسكنات القوية، واضطرابات ما بعد الصدمة وغالبا ما يعاني المصابون بهذه الاضطرابات من الخدر العاطفي.  
الأعراض تبدأ بالشعور بالفراغ الداخلي، غياب المتعة في الأنشطة التي كانت ممتعة سابقا، وصعوبة في التعبير عن المشاعر، والشعور بالانفصال عن الذات أو الواقع، وفقدان الاهتمام بالأشخاص أو الأشياء المهمة. 
وتنوه العامري، أن العلاج النفسي يتمثل بالعلاج السلوكي المعرفي أو العلاج بالتعرض لتقنيات الاسترخاء كاليوغا التأمل والتنفس العميق، والتواصل مع الآخرين، وبناء شبكات دعم اجتماعية قوية، وتغيير نمط الحياة كتحسين النوم وممارسة الرياضية والتغذية الصحية، واستشارة طبيب نفسي في حال استمرار الأعراض أو تفاقمها، وإذا كنت تعاني من خدر عاطفي من المهم أن تتحدث مع مختص نفسي للحصول على الدعم المناسب.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق