“فشلنا في القضاء عليها”.. تحذيرات إسرائيلية من تشابه تجربتي حماس وطالبان

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
القسام

السبيل – خاص

تشهد الساحة الإسرائيلية تزايداً في التشكيك بقدرة الاحتلال على القضاء على سلطة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، رغم العدوان المكثف والمستمر منذ نحو 15 شهراً.

فبحسب الخبير الإسرائيلي آيال عوفر، في مقالة نشرها موقع القناة 12 العبرية؛ فإن “إسرائيل” فشلت حتى الآن في تحقيق هدفها المعلن منذ سنوات بإسقاط حكم حماس.

ورغم أن نتنياهو لطالما دعا إلى تحقيق هذا الهدف، إلا أن المحاولات العسكرية الأخيرة لم تؤد إلى انهيار الحركة أو قدراتها الحكومية، وفق عوفر الذي يرى أن “تمرير العصا” في غزة عبر استبدال حكم حماس قد يُنتج أضراراً سياسية ودولية، حيث يُنظر لإسرائيل كقوة احتلال، ما يجعل البدائل المطروحة أسوأ بكثير.

ويشير طرح عوفر إلى أن حركة حماس ليست مجرد جهة حاكمة، بل شجرة متجذرة في النسيج الاجتماعي والسياسي لغزة، ما يجعل أي محاولة لإزاحتها بالقوة العسكرية مغامرة محفوفة بالمخاطر.

استنساخ النموذج الأفغاني

ولفت عوفر إلى تجربة الولايات المتحدة في أفغانستان كنموذج يجب أن تتعلم إسرائيل منه. فقد فشلت أمريكا في القضاء على حركة طالبان رغم تفوقها العسكري، لتعود الحركة إلى الحكم مجدداً.

وقارن الخبير الإسرائيلي بين قادة طالبان وقادة المقاومة الفلسطينية، مثل محمد الضيف ويحيى السنوار، مؤكداً أن الإطاحة بحماس لن تنهي وجودها، بل قد تؤدي إلى صعودها مجددا، وزيادة تعقيد الوضع في غزة والمنطقة.

ويقول في هذا الصدد: “في السابع من أكتوبر 2001 بالضبط، بدأت القوات العسكرية الأمريكية عملية عسكرية ضخمة ناجحة للإطاحة بحكم طالبان، ورغم اغتيال الملا داد الله القائد العسكري الأسطوري لطالبان، وهو نسخة “محمد ضيف” لحماس، وأسامة بن لادن، سنوار القاعدة، فإن النتيجة اليوم في 2024، أن طالبان تحكم أفغانستان مرة أخرى، وهنا يجب أن نتعلم من التاريخ، مع أن ذلك ليس المثال الوحيد للفشل في تغيير الحكم”.

وتبرز هذه المقارنة قوة “حماس” في مواجهة الاحتلال، حيث تُظهر قدرة المقاومة على إعادة ترتيب أوراقها والبقاء في قلب المشهد رغم الهجمات المكثفة. إضافة إلى ذلك؛ فإن استمرار سيطرة حماس على الخدمات الحيوية والمؤسسات الحكومية في القطاع يعزز من تجذرها ويُصعّب إزاحتها.

صمود المقاومة ومأزق “إسرائيل”

وفي السياق ذاته؛ تحدث عاموس هرئيل في صحيفة “هآرتس” عن تعثر المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى بين “حماس” و”إسرائيل”.

وأشار هرئيل إلى أن الخلافات بين الطرفين عميقة، حيث تطالب “حماس” بالتزامات إسرائيلية واضحة بشأن الانسحاب من غزة والإفراج عن آلاف الأسرى، بينما تطالب “إسرائيل” بمعلومات دقيقة حول حالة الجنود المختطفين.

ويعكس هذا المشهد قوة موقف المقاومة الفلسطينية في المفاوضات، حيث تواصل فرض شروطها رغم الضغوط العسكرية والسياسية. ويُظهر ذلك أيضاً قدرة “حماس” على استغلال نقاط ضعف الاحتلال وتحقيق مكاسب استراتيجية، رغم الوضع الميداني الصعب.

من خلال التحليلين اللذين قدمهما كل من عوفر وهرئيل؛ يتضح أن “إسرائيل” تواجه أزمة حقيقية في تعاملها مع حماس، القادرة على الصمود والمرونة أمام جميع محاولات الإضعاف والإقصاء، فيما يعاني الاحتلال من فشل استراتيجي واضح في تحقيق أهدافه، سواء على المستوى العسكري أو السياسي.

وختاما؛ يؤكد التشكيك الإسرائيلي في إمكانية القضاء على “حماس” أن المقاومة الفلسطينية باتت رقماً صعباً في معادلة الصراع، وقادرة على الاستمرار في تحدي الاحتلال، رغم كل محاولات الأخير تغيير الواقع في غزة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق