كيف تتجنب استحضار الماضي أثناء الخلافات مع الشريك؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان- الغد- غالبًا ما يلجأ الشركاء أثناء النقاشات الحادة إلى استدعاء مشكلات سابقة وشكاوى غير ذات صلة، مما يُشتت الانتباه عن المشكلة الحالية ويُعقّد الحوار. ومع تصاعد التوتر، يصبح استحضار الماضي أكثر شيوعا، مما يُثقل الحاضر ويُضعف فرص تحقيق تفاهم مستقبلي. هذا السلوك يؤدي إلى إرهاق عاطفي وتشويش على المشكلة الأساسية، حيث يشعر أحد الطرفين أو كلاهما بعدم التقدير أو بأنه مُهاجَم، مما يُعيق الحوار البنّاء.اضافة اعلان
لماذا يُستدعى الماضي؟
استحضار مشكلات قديمة أثناء النقاش ينبع غالبًا من مشاعر غير محلولة أو انعدام التفاهم. يحدث ذلك عندما يشعر أحد الشريكين بأن المشكلات السابقة لم تُعالج بشكل كافٍ، أو كرد فعل دفاعي عند مواجهة الانتقاد. تراكم المشاعر السلبية، مثل الغضب أو الإحباط، يمكن أن يدفع إلى استدعاء الماضي للتعبير عن تلك المشاعر. كما يمكن أن يكون نتيجة لضعف الثقة أو الإحساس بالإهمال العاطفي، مما يجعل من الماضي وسيلة للتعبير عن احتياجات غير مُلباة. إذا تُركت هذه القضايا دون حل، فإنها تتحول إلى مصدر دائم للتوتر والصراعات المتكررة، بحسب ما نشر موقع "الجزيرة نت".
استدعاء الماضي يعيق النقاش الصحي والبنّاء، حيث يُشتت الانتباه عن المشكلة الحالية ويُشعل أجواء دفاعية وسوء فهم. كما أن تجاهل القضايا العاطفية وعدم حلها يؤدي إلى تآكل الثقة بين الشريكين ويضعف الحميمية، مما يعقّد التعاون وحل النزاعات المستقبلية.
لحل هذه الإشكالية، من الضروري تخصيص وقت منفصل لمعالجة القضايا القديمة في بيئة هادئة وآمنة. التركيز على الحوار المفتوح والصريح مع الالتزام بالاستماع المتبادل يُساعد على حل المشكلات من جذورها.
كيف تواجه استدعاء الماضي؟
عندما يستدعي شريكك الماضي أثناء النقاش، قد يكون ذلك تحديًا عاطفيًا، ولكن التعامل معه بهدوء ووضوح يمكن أن يحسن مسار الحوار. إليك ما يمكنك فعله عمليًا:
ابق هادئا ومتماسكا
تجنب الرد بسرعة أو بحدة. خذ نفسا عميقا وركز على الحفاظ على هدوئك. وتذكر أن استدعاء الماضي غالبا ما يعكس مشاعر غير محلولة أو إحباطا قديما.
اعترف بالمشاعر دون تصعيد
بدلا من رفض الحديث عن الماضي، اعترف بمشاعر الشريك بعبارات مثل: "أفهم أن ما حدث في الماضي كان صعبًا عليك". هذا لا يعني الاتفاق أو تبرير كل شيء، ولكنه يظهر أنك تستمع وتقدر مشاعره.
أعد الحوار إلى الحاضر
برفق، أعد توجيه النقاش نحو القضية الحالية بقولك: "أنا أقدر أنك تشعر أن هذا الأمر مرتبط بما حدث سابقًا، لكن دعنا نحاول حل ما نواجهه الآن. يمكننا العودة لمناقشة الماضي لاحقا إذا كنت بحاجة لذلك". هذه الطريقة تظهر احترامك للماضي مع التركيز على الحلول الحالية.
 استخدم أسلوب "أنا" لتجنب اللوم
تجنب الصيغ التي قد تزيد التوتر مثل: "أنت دائما تستحضر الماضي!" وبدلا من ذلك، استخدم عبارات مثل: "أشعر أننا بحاجة للتعامل مع هذه المشكلة بشكل مباشر الآن، لأنني أريد حلها بطريقة تريحنا".
حدد وقتا لمناقشة الماضي إذا لزم الأمر
إذا كانت مشكلات الماضي تؤثر بشكل متكرر على النقاشات، اقترح تحديد وقت منفصل للحديث عنها بعمق. مثلا: "يبدو أن هناك أمورا من الماضي ما زالت تؤثر علينا. هل يمكننا تخصيص وقت للحديث عنها لاحقًا؟".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق