تاريخ وآثار السودان.. الضحية الأكبر لانتهاكات وجرائم الدعم السريع

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أكد تقرير بريطاني أن تاريخ وتراث السودان مهدد بالمحو من الوجود بسبب الحرب المستمرة منذ أبريل 2023 على إثر تمرد ميليشيا الدعم السريع ضد القوات المسلحة السودانية.

وأوضحت شبكة "سكاي نيوز" البريطانية، في تقرير لها اليوم، أن تاريخ السودان استغرق قرونًا حتى تم الاعتراف به وضمه على قوائم التراث العالمية، إلا أنه يواجه المحو مرة أخرى، مشيرة إلى أن السودان موطن للعديد من الكنوز والمعالم التاريخية، لكن السياحة توقفت وتمت مداهمة وسرقة الآثار في متحفها الوطني وبيعها من قبل الدعم السريع.

تاريخ السودان مهدد بالاندثار بسبب الحرب

وقال التقرير إن صحراء السودان موطن لأهرامات أكثر من أي دولة أخرى في العالم، فقد تم بناء هذه الأهرامات من قبل حكام الحضارة النوبية، منافسة مصر القديمة، في وادي النيل الأعلى، لكن لعقود من الزمن، قللت عنصرية علماء الآثار الأوائل من مجد النوبة القديمة، كذلك اليوم تضاءل هذا المجد بسبب الحرب المميتة التي عمت جميع أنحاء السودان.

وأشار التقرير البريطاني إلى أنه في الجنوب من مجمع هرم طهارقة في نوري، شمال السودان، تشكل مجموعة أخرى من الأهرامات موقع مروي للتراث العالمي لليونسكو، موضحًا أنه تم إعادة بناء بعض أهرامات السودان، ولكن الموقع خالٍ من الزوار.

وحسب "سكاي نيوز"، فإنه تم بناء آخر عاصمة لمملكة كوش النوبية في عام 590 قبل الميلاد، والتي حكمها بشكل ملحوظ سلسلة من الملكات المحاربات المعروفات باسم "الكنداكات"، وهى الآن هادئة وخالية، إلا أن الكثبان الرملية ابتلعت الآن مبنى المدخل وأزالت أي أثر للزوار السابقين بسبب توقف حركة السياحة جراء الحرب المستمرة والتي اقتربت من عامها الثاني.

وقال المرشد السياحي عبدالمجيد، في حديثه للشبكة، إن السياحة توقفت تمامًا ولم يحصل على رواتب منذ أشهر، مشيرًا إلى أن لديه ثمانية أطفال يحتاجون للطعام، كما توقفت المحلات التي يقترض منها الطعام عن مساعدته بسبب عدم سداد ديونه.

الدعم السريع ينهب ويدمر آثار السودان

وفضلا عن ذلك يقترن نقص الدخل بالخوف من انتشار الصراع إلى قريتهم المجاورة للأهرامات، فعلى بعد 124 ميلًا فقط في العاصمة التي مزقتها الحرب الخرطوم، يعد المتحف الوطني للسودان قاعدة لقوات الدعم السريع التي نهبت منازل الملايين وباعت الآثار القديمة التي كانت تملأ المتحف ذات يوم.

وقال عبدالمجيد: "سمعنا عن المتحف، وتم أخذ الكثير منه، فقد تم تدميره ونهبه تمامًا كما حدث لهذه الأهرامات ذات يوم"، فقد تم هدم قمم أهرامات مروي وتفجيرها بواسطة صائد كنوز في ثلاثينيات القرن التاسع عشر.

وأشارت الشبكة إلى أن قمم أهرامات مروي تم تفجيرها بالديناميت في ثلاثينيات القرن التاسع عشر بواسطة جوزيبي فيرلين، وهو مستكشف إيطالي يبحث عن الكنوز.

وأكد عبدالمجيد أن تاريخ السودان استغرق قرونًا حتى تم التعرف عليه ويواجه المحو مرة أخرى، فقد دُفن ذات يوم تحت غطاء من العنصرية والفقر، والآن، غمره جشع الحرب وتآكل بسبب الإهمال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق