سيناريوهات ترمب ونتنياهو بين الرفض والقبول

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يناير 5, 2025 8:01 م

حازم عياد

نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن وزير الثقافة والرياضة، ميكي زوهار، قوله إنه والوزراء من حزب الليكود يؤيدون صفقة تبادل أسرى “التي يقودها رئيس الحكومة نتنياهو”، ودعا باقي الوزراء إلى تأييدها، وأضاف أن “هذا واجبنا الأخلاقي ولا توجد فريضة أهم من افتداء الأسرى”.


تصريحات زوهار تم تداولها على نطاق واسع يوم أمس ولم يخلوا منها تقرير صحفي مكتوب ومصور، ليتبعها اعلان قناة 13 أن نتنياهو عقد اجتماع ضم عدد محدود من الوزراء، من بينهم وزير الحرب يسرائيل كاتس ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش ، وذلك فور الإعلان عن وصول كبير مستشاري الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك إلى الدوحة بالتزامن مع توجه مدير الموساد ديفيد برنياع اليها، لينضم إلى وفود قطرية وتركية مشاركة بالتحضيرات المرتقبة للتعامل مع الرد الذي يحمله مدير الموساد برنياع.


المؤشرات كافة تقول بأن برنياع يحمل ردا ايجابيا للتوقيع على الصفقة، إذ لم يعد أمام نتنياهو تحفظات بعد أن ضمن تماسك ائتلافه الحاكم وبقائه رئيسا للحكومة لعامين على الأقل اذ ينقضي عمر الحكومة والكنيست في نوفمبر من العام 2026، وبعد أن حقق ما يمكن أن يعتبره إنجازات كان آخرها التقاط الصور من اعلى قمة في جبل الشيخ إثر سيطرة قوات خاصة تابعة لجيش الاحتلال عليها ، وبعد اغتياله الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، واغتيال قائد معركة الطوفان يحيى السنوار ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية ، وبعد ان خرجت ايران من سوريا ودخل الاحتلال الى القنيطرة.


صور النصر من وجهة نظر نتنياهو تكاد تكون مثالية الى حد مفرط داخليا وخارجيا ومن الصعب عليه ان يحقق أفضل منها لو طالت الحرب لعامين اخرين ، فهي صورة لا يعيبها سوى ملاحقته من قبل الجنائية الدولية، و هروب جنوده المتواصل من المنتجعات في البرازيل واليونان وقبرص وسيرلانكا خشية الاعتقال والملاحقة الى جانب ضربات الصواريخ الفرط صوتية التي لم ولن يجد لها حلا سريعا، فهي إشكالات لا يمكن التعامل معها إلا بعد وقف إطلاق النار في غزة.


الصورة مكتملة بالنسبة لنتنياهو وتاخير التوقيع على اتفاق الصفقة في مرحلته الأولى سيناريو يقوده إلى صدام مباشر مع إدارة دونالد ترمب التي لا تختلف اولوياتها عن اولويات نتنياهو، اذ يستعد الرئيس الامريكي للمثول أمام المحكمة في مانهاتن بنيويورك يوم الجمعة المقبل فيما عرف بقضية (شراء الصمت).


خيارات نتنياهو تبدو محدودة ولكنها ستكون مكلفة في حال انتظر الى حين تولي ترمب السلطة، ما سيجعل من توقيع الاتفاق اليوم قبل الغد الخيار الأكثر ربحية بتقديم صورة النصر لترمب بشكل يجنبه الصدام مع إدارته المتقلبة المزاج مستقبلا ، فلا قيمة مضافة للتاخير بل تراجع في المكاسب الممكنة للطرفين ترمب ونتنياهو ، ما يجعل من سيناريو القبول اليوم الاقرب للحقيقة منه للخيال.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق