قوة الضعف

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
بقلم: بن – درور يميني  5/1/2025

حماس لا تريد اتفاق لاستعادة المخطوفين. الإدارة الأميركية تقول هذا المرة تلو الأخرى. وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن، قال مرة أخرى يوم الخميس الماضي، في مقابلة مع "نيويورك تايمز": كلما اقتربنا من الاتفاق، "كانت حماس تتراجع عن الموافقة على وقف النار وتحرير المخطوفين". ونحن نرفض الاستماع. هذا لا يعني أن نتنياهو يريد الاتفاق. واكثر من هذا، عندما يهدد بأن الحرب ستستمر حتى بعد الاتفاق – فانه لا يهدد حماس. هو يخدم حماس لأنه منذ أشهر عديدة وحماس توجد في مرحلة "قوة الضعف". ليس لها ما تخسره. الدمار والخراب هائلان. ما الذي يمكن عمله لحماس اكثر مما فعلناه حتى الآن؟اضافة اعلان
  لقد أوقعت حكومة نتنياهو ضررا تاريخيا لمليونين من سكان غزة. أوقعت بهم الكارثة الأكبر منذ النكبة.  ففي العقود الأخيرة تلقت حماس عروضا للإعمار والمساعدة ولرفع الحصار، مقابل تجريد القطاع. ولم تعرف حماس إلا جوابا واحدا. لا.
الخراب ليس نتيجة صدفة. العكس هو الصحيح. لأن إحساس الضحية هو جزء من الهوية الفلسطينية. في السياق الإستراتيجي، إحساس الضحية هو الورقة المظفرة للفلسطينيين. هو الذي يمنحهم القوة الدولية. هو الذي يخرج مئات الآلاف إلى الشوارع في كل مدن الغرب وفي الجامعات. كلما ارتفع إحساس الضحية إلى مستويات أعلى جديدة، هكذا يكون وضع إسرائيل أسوأ. ما الذي يمكن لإسرائيل ان تفعله بالضبط في المرحلة الحالية؟ ان تقتل عشرة آخرين من حماس كل يوم؟ ان تهدم عشرة مبان أخرى؟ ان تمنع عبور شاحنات الغذاء؟ هذا بالضبط ما تريده حماس. إحساس الضحية. المذبحة الوحشية لعبت دورا ما بعد 7 أكتوبر. هذا انتهى. الآن الكلمات الأساس هي الإبادة الجماعية، التجويع، التطهير العرقي والاستعمار. هذه أكاذيب. لكن دعاية الأكاذيب، كما يجدر بالذكر هي لاعب مركزي في لوحة الشطرنج الاستراتيجية. استراتيجية نتنياهو فشلت قبل 7 أكتوبر. هي فشل مطلق أيضا منذ 7 أكتوبر. هذه استراتيجية حرب بلا توقف. الثمن الداخلي والدولي الذي تدفعه إسرائيل آخذ في التصاعد. في الداخل هذا هجرة عكسية من البلاد. هذا استقطاب. هذا انشقاق. هذا إحباط متزايد ومتعاظم على ترك المخطوفين لمصيرهم. هذا امتثال متضائل لخدمة الاحتياط. هذا الدمار الاقتصادي الذي هو نتيجة لمزيد فمزيد من الميزانيات للوسط المتملص من الخدمة ومن العمل، واقل فاقل ميزانيات للمقاتلين ولحاملي العبء. في المستوى الدولي يدور الحديث عن ان إسرائيل تحتل مكان جنوب أفريقيا. هذا ليس حظر السلاح فقط، من قبل العديد من دول الغرب. هذا أيضا المقاطعة الهادئة. تعاون أكاديمي وعلمي وبحثي اقل. استثمارات اقل في إسرائيل. احداث لاسامية اكثر.
لكن نتنياهو يهدد حماس بمواصلة القتال. وكأن هذا يخيفهم كثيرا. المزيد من الشيء ذاته. كل يوم يمر تعد فيه إسرائيل الطرف المعتدي – بالنسبة للحملة المناهضة لإسرائيل يعد انتصارا صغيرا آخر. بالضبط مثلما توجد حماس في مرحلة قوة الضعف، إسرائيل توجد في مرحلة ضعف القوة. الخلاص لن يأتي من إدارة ترامب. هذا بالتأكيد مشجع أن يتلقى التقدميين في الولايات المتحدة ضربة في الانتخابات للرئاسة، لكنهم يواصلون العمل. يحتمل أيضا ان أغلبية السكان في الدول الغربية ليسوا كارهي إسرائيل أو أن النزاع لا يقلقهم حقا. لكن المشكلة هي مع النخب التي تسيطر على وسائل الاعلام، الاكاديمية والثقافة. وهي اكثر تأثيرا بكثير.
قوة الضعف تميز أيضا الحوثيين. ليس لهم ما يخسرونه. مثل حماس. اليمن على أي حال توجد في المرتبة الـ126 في جدول المجاعة العالمية، من اصل 127 دولة في هذا التصنيف. بالضبط مثل حماس، ليس للحوثيين أي مشكلة مع مزيد فمزيد من الضحايا البشرية و المعاناة الإنسانية و المس بالبنى التحتية التي بصعوبة توجد. السعودية قاتلت الحوثيين. سنوات من القصف. هذا لن يجدي نفعا. والآن هذه إسرائيل، واساسا حيال حماس، بعد 457 يوما من القصف، هل توجد اهداف أخرى ستغير شيئا ما؟ صفينا محمد ضيف ويحيى السنوار. ما الذي تبقى؟
في الظروف الناشئة فإن وقف النار هو مصلحة قومية عليا. مرغوب فيه بالطبع مع اتفاق مخطوفين. لانه يجب تقليص الضرر. كل يوم يمر بدون وقف نار، يزيد الضرر فقط. بالطبع وقف النار الذي يؤدي إلى اتفاق استراتيجي مع السعودية، سيحسن الوضع. لكن صحيح حتى الآن نحن في خسارة متزايدة. جنود يقتلون، مخطوفون يذوون. إسرائيل تصبح منبوذة اكثر فأكثر. هكذا نحن نحتاج إلى وقف النار. لا كاستسلام لمطالب حماس بل العكس. هذا هو الطريق الأفضل للمس بحماس.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق