أبو زهرة تترجم الأفكار والمواقف بريشة واقعية رمزية

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
مادبا- تترجم الفنانة التشكيلية الأردنية طرب أبو زهرة، ما يدور في مخيلتها من أفكار عبر استعمالها الريشة والألوان لتشكيل أعمالها الفنية، إذ ترى أن اللوحة لغة فنية تخاطب المشاهدين والمتذوقين داخل المجتمع باختلاف مستوياتهم الفكرية والثقافية.اضافة اعلان
تجيد أبو زهرة الرسم بالأسلوب الواقعي الرمزي، ما أكسبها أسلوباً خاصاً بها، وفق ما أكدته في سياق حديثها لـ"الغد".
توضح أبو زهرة بأن الهدوء والتركيز متطلبات ركيزة للسمو بأفكارها، مشيرة إلى أنها تجاوزت مرحلة الموهبة إلى الإبداع في الفن التشكيلي الواقعي الرمزي واتقنته، لكنها لا زالت تعتبر نفسها في البداية، وبخاصة في الفن التشكيلي التجريدي.
وتؤكد أن الفنان التشكيلي يجب أن يكون له بصمته فى أعماله، وأعمالها دائما تتجه للمدرسة الواقعية الرمزية المصحوبة بالتجريدية الحرة، بحسبها، "أعمالي مستوحاة من رؤيتي للواقع.. ونجرد التفاصيل الدقيقة عبر اللون والريشة بطريقة تتسم بالمرونة والحيوية".
تتلمذت أبو زهرة على يد أمهر الفنانين التشكيليين وهم: محمود أسعد، الذي علمها أبجديات الفن التشكيلي الواقعي، محمد صبيح ومهند داود، اللذان أعطوها دورات مكثفة في الفن التشكيلي، ونظمت معرضها الشخصي بعنوان "حكاية صمت"، كما شاركت في العديد من المعارض الجماعية داخل الأردن وخارجه. مع الفنانين التشكيليين الأردنيين امثال محمد الهزيمة ومرام الحسن. 
وحول معرضها الشخصي الأول "حكاية صمت" الذي أقيم في عمان، وتم عرض فيه (25 لوحة فنية)، فقد أكدت أنها طرحت الموضوعات التي تحمل في طياتها رسائلاً عدة توجهها للمرأة في جميع حالاتها من حب وسعادة وظلم وقهر واستبداد، متبعة الأسلوب الواقعي الرمزي، ومستخدمة الألوان الزيتية، إذ تبدع في طرح القضايا بأسلوب التكوين اللوني واستخدام الريشة لتبرهن قدرتها على التعبير باللغة التشكيلية. 
وتحكم التشكيلية أبو زهرة في بعض الأحيان الفكرة بألوان معينة، وأحياناً أخرى تجد اللون هو الذي يحدد ملامح اللوحة، حتى اختيار العنوان لا يتم إلا بعد الانتهاء منها، موضحة أن اللون يلعب دوراً حيوياً في التعبير عن المشاعر والمفاهيم، فبحسبها، "إن العلاقة بين اللون والتلوين تعتمد على كيفية استخدام تدرجات اللون والتباينات بينهما لتحقيق تأثيرات مختلفة في التلوين، وجعل اللوحة تنبض بالحياة".
وتصف الفنانة بأن لوحاتها تمثل تسلسلاً لأفكارها، مبينة ضرورة أن يكون للفنان حرية كاملة للتعبير عن رؤيته التي يراها أو يتصورها في مخيلته.
وتقول: "أستمد أعمالي من خلال ما يجول في نفسي وما أشعر به؛ فالرسم هو الوسيلة للتعبير عما في ذاكرتي وتفاعلي مع قضايا المجتمع"، معتبرة أن الرسم هو فن مرئي وهو تعبير عن الأشياء بواسطة الخط أو بقع فنية أو أداة، وهو شكل من أشكال الفنون التشكيلية.
وترى في الفن التشكيلي فناً بصرياً يضع الفنان فيه تجربته البصرية المحفزة من خلاله، كما يعكس تأثير الشعور لديه، مضيفة: "أحب الحياة بأشكالها وألوانها واعيشها بكل حالاتها، لتحقيق الأهداف والطموح، وهذه الأشياء تتحول إلى إبداع، عندما تكون في مؤثراتها الإنسانية، وأقوم بإعادة تكوينها بشكل فني وفق الفكرة والموضوع".
وتشير التشكيلية أبو زهرة إلى أهمية الطبيعة في التكوين الفني بأشكالها ومكوناتها وعناصرها فهي تتشكل فنياً حسب المدرسة التي تأثر بها الفنان، مبينة أن مواضيع المرأة مهمة بكل حالاتها فهي الأم والأخت والابنة والعطاء والقوة والحنان، ورمز الحب الحقيقي، أي هي جزء لا يتجزأ من الإنسان.
أما عن دراسة التصميم الداخلي فقالت: "أحببت مزج دراسة التصميم الداخلي مع موهبة الرسم، بحيث يكون هناك توافق للشكل مع الألوان، ما يجعل التصاميم أكثر إبداعاً وتميزاً من حيث الجمالية والترتيب والتذوق واللون".
حصلت التشكيلية على دبلوم في العلاج بالفن من شبكة الدولية للفنون التشكيلية بالتعاون جامعة إربد الأهلية، وأيضا على رخصة مهن للعلاج بالفن وهو من المهن الصحية.
أطلقت أبو زهرة مبادرة "ألوان" الفنية، بالتعاون مع الشبكة الدولية للفنون التشكيلية والتي تم توجيهها إلى فئة كبار السن، وقدمت في دارة "سمير شما"، وإقامت العديد من الفعاليات والورشات المتعلقة بـ "العلاج بالفن"، مع المدارس والمؤسسات المعنية بهذا الموضوع وكما طورت تحاليل وترجمة الرسوم للأطفال والرجال لإثبات تطورها بالفن.
وتقول الفنانة بأنها تسعى للاستمرار في مجال تطوير العلاج الفن، واكتشاف المواهب والطاقات المخزونة، والتعاطي مع أفكار جمالية فيها الكثير من الابتكار والابداعية، وأعمالاً فنية تحيلنا إلى أعماقنا وذواتنا من حميمة الفن وجماله وبراءته ورقية. 
وتتمنى خلال العام الحالي أقامة معرض شخصي، استكمالاً لمعرضها الشخصي الذي حمل عنوان "حكاية صمت"، والذي ستتناول فيه قضايا المرأة، ولكن برؤية جديدة وأفكار مختلفة. وتختتم التشكيلية أبو زهرة حديثها بالقول: "تشهد الساحة التشكيلية المحلية ازدهاراً على مستوى إقامة المعارض الجماعية والشخصية، ما يساهم ذلك في ترقية الذائقة الفنية والجمالية في المجتمع، ولاستمرار ذلك يجب أن يلاقي الفنان التشكيلي الدعم ليستمر في إبداعه التشكيلي".
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق