رند أبو مازن.. مصورة تبصر بإحساس المبدع لتكتشف زوايا الحياة

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان - تنتقي المصورة رند أبو مازن عبر صورها ملامح جديدة للأمل؛ حيث تعلمت أن ترى الحياة بزوايا مختلفة،  وبإحساس المبدع استطاعت أن تتغلب على ضعف البصر لديها وتكون اسما مميزا في مجال التصوير. اضافة اعلان
 رند سعت لأن تثبت نفسها وتحقق ذلك الحلم الذي لطالما تعبت من أجله، واجتهدت حتى تعانق نجاحات، لم تكن إلا لأنها عرفت كيف تتميز وتكون ما هي عليه اليوم طموحة مثابرة. هي راهنت على ما لديها من صدق وإحساس فنجحت في أن تصنع نفسها بنفسها لم يكن التصوير بالنسبة لرند أمرا عاديا بل كان عالما استثنائيا، تقدس تفاصيله وتشعر بأنها تنتمي إليه، أحبته وقررت أن تحترفه بإحساسها قبل أي شيء آخر. 
حصولها على درجة البكالوريوس من الجامعة الأردنية في تخصص الإرشاد والصحة النفسية وبعدها درجة الماجستير في علم النفس التربوي، لم يبعدها عن أهم أحلامها ولم يبدد ذلك الطموح داخلها، رند احتمت باجتهادها وبتصميمها على الوصول فكان النجاح حليفها.
بقايا بصرية وشغف وإرادة، كل ما لديها ومن هذه الكلمات كانت قصة رند لتلهم كثيرين اختاروا أن يتجردوا من أحلامهم، مبينة أن خطأ طبيا ناتج عن ولادة مبكرة كان السبب وراء خسارتها لإحدى عينيها بالكامل واعتمادها على نسبة ضئيلة في العين الأخرى.
أحبت الرسم وتصميم الأزياء في صغرها أما بدايتها مع التصوير فكانت في العام 2017 وذلك بعد أن لاحظت تعلقها بهذا المجال والسعادة الكبيرة التي تغمرها عندما تمسك بكاميرتها وتبدأ بالتقاط الصور في وقت فراغها وما شجعها في تلك الفترة إطراءات صديقاتها وأخواتها ومدحهن لطريقتها في أخذ الصورة بشكل مميز وخاص. رند سعت بكل طاقتها لتحقق حلمها بالتصوير وتثبت لنفسها وللآخرين أن الأحلام هي من تملؤنا بالحياة لنستمر وأن اللحظات الاستثنائية تلك التي نلمس فيها نجاحاتنا بعد انتظار وتعب، مبينة أنها لم تكف يوما عن المحاولة في تطوير إمكاناتها وما تحتاج من أدوات. 
شغل التصوير جزءا كبيرا من حياتها حتى أفكارها تنصب كلها في عالم مليء بالإبداع والتفاصيل، منوهة أن التصوير مساحة من المتعة والإحساس، وأن صدق اللحظة هو ما يضفي على الصورة سحرا خاصا، فهي عندما تبدأ بالتصوير تعيش اللحظة بكل ما فيها وخاصة أنها عاشقة للتفاصيل.
التقاطها للصورة من مكان قريبة يكسبها خصوصية وتميز، فلكل شخص زاويته التي يرى من خلالها الحياة، وهذا تماما ما يعبر عن شخصيتها واهتمامها بكل ما هو لافت، إضافة إلى أنها تحب توثيق اللحظات الدافئة خلال صورها، فهي تميل جدا لتصوير مشاهد عقد القران والأعراس لما فيها من دفء وحب وأمان. 
وعن احترافها للتصوير تقول في البداية لم تأخذ الموضوع على محمل الجد ولم تفكر أيضا بأن التصوير سيصبح يوما من الأيام مصدر دخل بالنسبة لها هي كانت فقط تستمتع به وتمارسه كهواية تشعرها بالفرح ثم تحول بعد ذلك إلى تحد تبرهن من خلاله على قدرتها على الإبداع، فبالرغم من ضعف بصرها إلا أن لها زاوية مختلفة في التقاط الصور.
 رند تغلبت على مخاوفها لكونها شخصية تبحث عن التميز في كل شيء، لم تقبل بأن تقف عند الكلام الجارح أو الانتقادات الصادرة عن أحكام مسبقة وأيضا لم تسمح بأن تعامل ككائن فضاء وأن ما تفعله خارق للعادة. وتلفت إلى أن الصعوبات موجودة في كل شيء ولا يمكن إنكارها، لكن نستطيع أن نتخطاها إذا آمنا بأننا قادرون فهي كأي شخص آخر اعترضتها بعض العقبات في أول طريقها، لكنها عرفت كيف تحولها إلى نقاط قوة تصل من خلالها لكل ما تحلم به وجود أخواتها إلى جانبها كجزء من مشروعها والعمل كيد واحدة كل ذلك زادها ثقة بنفسها. 
تقول إن دعم العائلة مهم جدا لتحقيق النجاح، عبر إيمانهم بأننا نستحق جرعات حب، نتقوى بها كلما أرهقتنا الحياة، وكانت الرؤية ضبابية بعض الشيء، مبينة أن دعم عائلتها وخاصة والدتها لم يقتصر فقط على الجانب المعنوي بل أيضا كان للجانب المادي الحصة الأكبر في تمكينها وتوفير الأدوات لها كشراء أنواع مختلفة من الكاميرات وبمبالغ كبيرة، إضافة إلى اللابتوب وحتى تحظى بثقة الناس وتقدم عملها بأكمل صورة تحاول رند دائما أن تحدث أدواتها.
 أما عن المرحلة الأهم في عملها، فتشير إلى أن حالة الخوف التي أحدثتها كورونا فتحت أمامها الطريق وأعطتها الفرصة لتنطلق وتحقق ذاتها فتحول التصوير بالنسبة لرند من هواية إلى مصدر دخل ومهنة تحترف أسرارها عن استحقاق. وهنا شعرت أن الحياة بدأت تبتسم لها عوضا عن كل الأيام الثقال التي مرت وكادت أن تفقدها إصرارها لكنها مع ذلك لم تيأس بل ظلت قوية تتحسس الضوء في أحلك نقطة، وفي فترة كورونا زاد الطلب على التصوير وخاصة الأعراس ومن هنا استطاعت رند أن تصنع لها اسما في مجال التصوير رغم أنها بدأت من الصفر. 
وتعد رند عام الـ2024 نقلة نوعية في مشوارها، إذ تمكنت فيه من تطوير خبراتها أكثر، وأدخلت بعض الإضافات على عدتها، مشيرة إلى أن التصوير غير في شخصيتها الكثير فنجحت في أن تكون بارزة ومميزة وقادرة على فهم معظم الشخصيات بحكم أنها تعرفت على الإيجابي والسلبي والمحبط والطيب والحقود وغير ذلك.
وعن الأثر الذي تتركه في صفحاتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي فهو حقيقي ومن القلب ورغم أنها عوالم افتراضية، إلا أنها عرفت كيف تستخدمها بشكل إيجابي، وتكون دائرة كبيرة من المعارف، وأيضا استطاعت بشجاعتها وحبها لذاتها وتقبلها لكل ما في حياتها أن تكون قدوة لأشخاص كثيرين يستمدون منها الطاقة والأمل، كما أن هذه المواقع فتحت لها الباب لتتعلم أسرارا كثيرة عن التصوير وتحديدا اليوتيوب، بالإضافة إلى خضوعها لدورة ساعدتها في صقل خبرتها أكثر. 
لكل شخص في هذه الحياة هدف، هذا ما تؤكده رند التي تقول "استغلوا قدراتكم في ما تحبون، ولا تتجاهلوا أن الدعم هو الأساس في نجاحكم فمهم جدا أن تكون البيئة المحيطة حاضنة لأحلامكم وطموحاتكم.. وأخيرا لا ترضوا بأقل مما تستحقون". 
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق