مباحثات أكثر من سياسية في أنقرة

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عبد الله المجالي

لا تقتصر أهمية زيارة وزير الخارجية إلى تركيا على دلالاتها السياسية، بل تتعدى إلى دلالات عسكرية وأمنية تظهرها طبيعة الوفد المرافق للسيد أيمن الصفدي، حيث رافقه كل من رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف الحنيطي ومدير دائرة المخابرات العامة اللواء أحمد حسني حاتوقاي.

الزيارة ركزت على ملفين إقليميين هما العدوان على غزة والوضع في سوريا، لكن المرجح أن يكون الملف السوري هو الذي هيمن على المباحثات، خصوصا أن الزيارة تأتي بعد الزيارة التي قام بها الصفدي إلى دمشق كأول وزير خارجية عربي، ولقائه قائد العمليات هناك أحمد الشرع.

طبيعة الوفد المرافق تشير إلى أن الأردن يدرك مدى النفوذ التركي في سوريا في هذه المرحلة، لذلك لم ينتظر كثيرا، بعكس ما كان عليه الوضع إبان النفوذ الإيراني الكبير في سوريا، وذلك لعدة أسباب لعل أهمها: طبيعة الموقف الأردني وحلفائه العرب والغربيين من طهران، ولعدم إعطاء شرعية للتواجد الإيراني في سوريا. ويمكن الإشارة هنا إلى أن الأردن ذهب إلى موسكو للتباحث في الملف السوري.

من هنا نفهم تصريح الصفدي حول زيادة وتيرة التعاون بين الأردن وتركيا في مواجهة التحديات التي تواجهها المنطقة هذه الفترة؛ ما يعني أن العلاقات مع تركيا قد تأخذ طابعا تصاعديا وفي كل المجالات السياسية والدفاعية والأمنية.

في المقابل يبدو أن هناك إدراكًا تركيًّا كذلك لأهمية الأردن في المساعدة في استقرار سوريا، ولذلك فهي تأمل بدعم أردني قوي للإدارة الجديدة الممثلة بهيئة تحرير الشام وقائدها أحمد الشرع.

الملفات المقلقة للأردن لم تتغير، فهي تتلخص في خطر الإرهاب وتهريب المخدرات والأسلحة وعودة اللاجئين، وهو ما ركز عليه الصفدي في مباحثاته في أنقرة. ويبدو أن الجانب التركي أظهر تفهمًا لها.

صحيفة “حرييت” التركية توقعت أن يناقش الطرفان التعاون في مجالات الدفاع ومكافحة الإرهاب والصناعة الدفاعية.

وقالت إنه من المتوقع أن يقيم الجانبان الخطوات الملموسة المحتملة للمساهمة في إقامة عملية انتقالية منتظمة وشاملة في سوريا، الجارة المشتركة لتركيا والأردن.

وقالت إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيبحث مع الوفد الأردني سبل تعزيز التنسيق والتعاون بين تركيا والأردن في إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة دون انقطاع.

بقي أن نقول إننا نتمنى أن يكون التعاون الأردني التركي على مستوى طموح وآمال الشعب الأردني، وأن يكون متينا وراسخا، خصوصا أن الإعلام الصهيوني يصر على التعامل مع النفوذ التركي في سوريا كما كان يتعامل مع النفوذ الإيراني، ونلمح من خلال عشرات التقارير الصحفية الصهيونية بأن هناك رغبة باستبدال الخطر التركي بالإيراني، خصوصا فيما يتعلق بالأردن، حيث بات مصطلح “التنظيمات السنية المتطرفة المدعومة من تركيا” يحل محل “المليشيات المدعومة إيرانياً”!! وباتت الصحافة الصهيونية تتبرع بتحذير الأردن من هذه التنظيمات واقترابها من حدودها!!

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق