حين نزل جلالة الملك للملعب ووقف بين اللاعبين وأحاطوا به ووجوهم تضحك يتزاحمون للاقتراب منه، والابتسامة لا تفارق محيا الجميع القائد والفريق، كانت تلك لمحة من ملامح نقطة التجمع التي نقصدها في مقالاتنا، نقطة نتفق على الاجتماع عندها بجميع أطيافنا وكانت من التجليات التاريخية التي نقصدها.
الصورة عبرت عن فرحة حقيقة خالصة صادقة من القلب عند الجميع الملك والمنتخب بجميع أعضائه ولاعبيه، هذا ما نهدف له ونسعى له ونعمل من أجله، هذه الروح التي ننشدها ونبحث عنها لحظة حب صادقة بين الجميع وبينهم وبين ما يجمعهم وهو الوطن برموزه، بقيادته وبعلمه، لا نطلب أكثر من ذلك، هذا هو مسعانا منذ ما قبل الميثاق وأثناء الميثاق وما بعد الميثاق، أن نعزز هذا الشعور وهذه الهوية عند جميع أبناء البحرين لا تهمنا فوارقنا ولا نلتفت لاختلافاتنا فما يجمعنا أكبر وأهم وأشمل، نقطة تجمعنا كانت حب البحرين ورموزها والالتفاف حولها.
أما اختلافاتنا فدعها لخالقها، ولا نحولها لخلاف بيننا، لهذا حين حاول أحد (الخبثاء) نشر صورة حارس المرمى إبراهيم لطف الله وهو في موكب للعزاء ظناً منه أن ذلك سيغير من محبتنا له، كانت ردة فعلنا (كييييفه) لا نبني مواقفنا الوطنية على معتقدات بعضنا بعضاً وأفكارنا، بل نبنيها على ما يجمعنا من هوية وطنية واعتزاز برموزها وحب وولاء لها، ولو كان هذا الحارس لاعباً أجنبياً لما فكرتم بنشر صورته وهو يمارس معتقداته الخاصة، إنما هم الباحثون عن ما يهدم اللحظة وما أخبثهم فاردعوهم.
إبراهيم لطف الله كان ابناً لكل أم بحرينية، كانت قراءة التحصينات والمعوذات له تجري على ألسنة كل الأمهات البحرينيات من شمالها وغربها وجنوبها خوفاً عليه لكثرة التنمر الذي تعرض له، بخرناه ببخورنا وحصناه بالرحمن الذي يجمعنا، دون أن ننظر إلى معتقداته أو لهجته أو موقع سكنه، كان وكنا بحرينيين حتى النخاع ولا نريد من بعضنا بعضا أكثر من ذلك، أن نجتمع في نقطة تذوب فيها فوارقنا، فندعها دون أن نقف عندها، بل نرى قواسمنا ونكبر منها ونعززها ونزيد منها ونعمل على تنميتها وتقوية أواصرها.
الهوية البحرينية الوطنية قادرة أن تكون نقطة تجمعنا، قادرة على إذابة فوارقنا، قادرة على لمنا والتفافنا حولها، لو عرفنا كيف نعززها داخل أعماقنا لا كشكليات بل كغرز حقيقي.
هل رأيتم مشاعرنا وفرحنا وحبنا للمنتخب وللاعبين بكل أطيافهم، كيف نبقيه حياً؟
هل رأيتم كيف زحف البحرينيون من جميع مناطقهم وهم يرفعون علم البحرين ويقبلونه ويضعونه على الرأس، كانت تلك هي الهوية التي نريد أن نقول عنها إننا لا نريد من بعضنا البعض أكثر منها، نطالب أن نحضر جميعاً إلى نقطة التجمع هذه حين تخوض البحرين امتحاناً، نريد هذه المشاعر الصادقة هذا الولاء المطلق، وهذا الإخلاص في العطاء من القلب وهذه الروح القتالية حين يكون رفع علم البحرين في المقدمة هو الهدف.
نزول جلالة الملك ووقوفه بين اللاعبين هي ليست فرحة ملك فحسب بل فرحة أب بنجاح أبنائه، هي فرحة بحريني بعلو علمنا ورفعه في المقدمة هي فرحة قائد بجنوده، هي رسالة يقول فيها لكل البحرينيين كل من موقعه ومكانه وعمله كونوا هكذا دوماً وسأكون هنا معكم دوماً وبينكم.
اللهم أدم أفراح البحرين واجمع شملنا ولا تفرق بيننا وادحر عدونا ومن يريد بنا شراً.
0 تعليق