بقلم: ب. ميخائيل 7/1/2025
الخدعة الأكثر استخداما من بين الأكاذيب الكثيرة جدا والحيل والخدع التي تلف هذه الحرب الدنيئة، هي القول القاطع "لا يوجد أشخاص غير متورطين". هذا ما تحرص أبواق الحكومة على إعلانه صبح مساء. وتوضح مرة تلو الأخرى بأن الجميع هناك متورطون. الجميع حماس. جميعهم قتلة. الجميع مغتصبون ونازيون لاساميون.اضافة اعلان
من وراء هذه الخدعة المبتذلة يختفي كل شيء ويتم تبرير كل شيء: القتل بلا هوادة، تقريبا 50 ألف شخص، (لا حاجة إلى القلق، سنصل الى هذا العدد في القريب)، معظمهم من النساء والأطفال. التدمير المطلق لمنظومة الصحة. تدمير شبه كامل للمؤسسات الدينية، الثقافية، التعليمية والصحية. الآن التدمير الممنهج والتسوية بالأرض للبنى التحتية للحياة، ربما من أجل تطهير القطاع من الحثالة غير اليهود، واعداده لمساكن يهودية خالصة فقط، ويفضل أن يكونوا من اليهود المتدينين.
كل ذلك بسبب أن "جميع سكان القطاع متورطين". هذا المبرر المدان، الوقح والمنافق بالأساس، غريب، لا سيما عندما يتم قوله على لسان دولة إسرائيل.
يصعب العثور على أي دولة في العالم، جميع المواطنين فيها والجنود والشرطة والمستوطنين ورجال الصناعة والاعلام والثقافة وكل كيانها، يتم حشدها وتسخيرها للقوات المسلحة فيها، متورطون بشكل فعال في الحرب، الاحتلال، السلب والشر، القول والفعل، بالأجر والتطوع، التجنيد الرسمي بصورة "طلائعية" خاصة. كل شعب إسرائيل متورط منذ الحمل والولادة. منذ يوم العهد وحتى يوم الخروج. يتم تعليمه وترويضه وهو يخضع مثل الدلافين في "نادي الدلافين"، مثل الخيول في السيرك، مثل الجنود في الاستعراض، ومثل دمى الخيوط في مسرح العرائس.
هل على الاقل في كوريا الشمالية يوجد "متورطون مثلنا"؟ لا. هناك لا يوجد. هناك، كما يقولون لنا، كل شيء بالاكراه، الاستبداد، الدعاية، غسل الادمغة. أما عندنا فكل شيء بالارادة الحرة، من خلال الحرية والموافقة، من خلال غسل الدماغ الذاتي، الطوعي، في البيت وفي الصف، مع الأصدقاء، في الاحتياط، في حضن العائلة. في نهاية المطاف كل بيت في إسرائيل، بالفعل في كل بيت (باستثناء المساكن المحمية)، يعيش فيه على الأقل جندي واحد. قرب الباب توجد تجهيزات وسترة واقية، وحقيبة الجيش توجد قرب فناجين القهوة والشمعدان، وهي معدة تماما وتنتظر بصبر اصدار الأمر. شعار "كل الشعب هو جيش"، قمنا بصياغته وتنفيذه. ليس الغزيين هم "المتورطون" أو حماس. هل يوجد في ذلك ما يبرر ما تم فعله بنا؟ أو ما نفعله نحن بجيراننا؟. لا سمح الله. لا يوجد ايضا مكان للمقارنة، لأنه في نهاية المطاف "نحن" يعني نحن، وهم في نهاية المطاف "هم". هم مخربون متورطون، نحن فقط نشارك في حمل النقالة، التي يستلقي فوقها الطفيليون، المدللون، الفاسدون والاشرار. هل عندها يمكن المقارنة؟.
باختصار، هذا لن يساعد من ينشرون هذه الكذبة: بصعوبة 2 في المائة من سكان القطاع هم "متورطون". الباقون، تقريبا 2 مليون، هم لاجئون يريدون فقط العيش بقدر استطاعتهم. نحن قتلنا منهم الآلاف ودمرنا حياتهم بالكامل. هذا الرعب سيبقى موجود على جبيننا الى الأبد.
تحذير لداني كوشمارو. الذي قبل فترة قصيرة تم توثيقه في لبنان، وكان له شرف تفجير منزل ريفي هناك، باشارة باصبعه. لقد ظهر متفاخرا في ذلك الوقت. أنا أنصحه: لا تسافر إلى الخارج في السنة القادمة، لأن هناك احتمالية لاستدعائك الى تحقيق محرج جدا. إذا قلت في الدفاع بأنك مراسل فإن الحرج سيزداد فقط.
0 تعليق