«نيسان» تترنّح

مصدرك 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

د. رامي كمال النسور *

قبل أيام نشرت «الفاينانشال تايمز» مقالاً بعنوان «نيسان شركة تبحث عن مستثمر رئيسي لمساعدتها في تجاوز اثني عشر شهراً حاسمة، وجاء هذا المقال بعد ما أظهرت الأخبار الواردة أن شركة «نيسان» تترنّح وأنها تحتاج إلى من ينقذها خاصة بعد عرض شركة «رينو» لحصتها فيها للبيع بعد شراكة استمرت 25 سنة منذ العام 1999عندما تدخلت رينو لإنقاذها.
وتنظر نيسان على كل من تويوتا أو هوندا لإنقاذها علماً أن السبب الرئيسي لهذا التراجع في مبيعاتها هو الشركات الكهربائية الصينية التي تخلفت كثيراً نيسان عن اللحاق بها مع أنها كانت المبادرة في هذا المجال عندما صنعت أول شركة كهربائية وهي» نيسان ليف».
لقد أدى صعود السيارات الكهربائية إلى تحويل صناعة السيارات على مستوى العالم، وكانت الشركات الصينية في طليعة هذه الثورة. اكتسبت شركات مثل«BYD» و«NIO» و«XPeng» حصة سوقية كبيرة في مجال السيارات الكهربائية، ليس فقط في الصين ولكن أيضاً في الأسواق الدولية. لم يعطل هذا النمو السريع شركات صناعة السيارات التقليدية فحسب، بل قدم لها أيضاً تحديات وفرصاً جديدة. تواجه نيسان، وهي لاعب بارز في صناعة السيارات، تأثير المنافسة الصينية للسيارات الكهربائية على استراتيجياتها التجارية وموقعها في السوق.
أحد التحديات الأساسية التي تواجه نيسان نتيجة للمنافسة الصينية للسيارات الكهربائية هو الضغط المتزايد للابتكار والتكيف بسرعة. كانت شركات تصنيع السيارات الكهربائية الصينية عدوانية في إطلاق المركبات المتقدمة تقنياً بأسعار تنافسية، مما يشكل تهديداً لحصة نيسان في السوق. دفعت المنافسة نيسان إلى تسريع تطوير سياراتها الكهربائية والاستثمار بشكل أكبر في البحث والتطوير للبقاء ذات صلة بالسوق سريعة التطور.
وعلاوة على ذلك، حظيت شركات السيارات الكهربائية الصينية بدعم من الحوافز والإعانات الحكومية السخية، مما منحها ميزة الكلفة على شركات صناعة السيارات العالمية مثل نيسان. وقد جعل هذا من الصعب على نيسان المنافسة على جبهة التسعير والحفاظ على هوامش الربح. كما فرضت المنافسة المتزايدة من السيارات الكهربائية الصينية ضغوطاً على مركبات محرك الاحتراق الداخلي التقليدية من نيسان، حيث يتحول المستهلكون نحو البدائل الكهربائية.
وعلى الرغم من التحديات التي يفرضها التنافس بين السيارات الكهربائية الصينية، إلا أن هناك أيضاً فرصاً لنيسان للاستفادة من هذا القطاع المتنامي من السوق. يمكن أن توفر الشراكات مع شركات السيارات الكهربائية الصينية لنيسان إمكانية الوصول إلى التقنيات والأسواق والقدرات التصنيعية الجديدة. من خلال تشكيل تحالفات استراتيجية، يمكن لنيسان تعزيز مكانتها في سوق السيارات الكهربائية والاستفادة من النمو السريع للصناعة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الطلب المتزايد على السيارات الكهربائية عالمياً يمنح نيسان فرصة لتوسيع تشكيلة سياراتها الكهربائية وتقديم مجموعة متنوعة من الخيارات للمستهلكين. يمكن أن تساعد خبرة نيسان في التصنيع والتسويق في التمييز بين عروض السيارات الكهربائية وجذب جمهور أوسع. من خلال التركيز على الابتكار والاستدامة وتفضيلات العملاء، يمكن لشركة نيسان أن تضع نفسها كلاعب رئيسي في المشهد المتطور للسيارات الكهربائية.
إن المنافسة الصينية للسيارات الكهربائية تقدم تحديات وفرصاً لشركة نيسان وهي تتنقل في المشهد المتغير للسيارات. يجب على الشركة أن تتبنّى الابتكار، وتستثمر في البحث والتطوير، وتشكل شراكات استراتيجية للبقاء قادرة على المنافسة في سوق السيارات الكهربائية المتنامية. من خلال الاستفادة من نقاط قوتها ومعالجة احتياجات المستهلكين المتطورة، يمكن لشركة نيسان التغلب على التحديات التي تفرضها المنافسة الصينية للسيارات الكهربائية والظهور كقائد في قطاع السيارات الكهربائي حتى لا يحدث لها ما حدث لشركة «فولكس فاجن» الألمانية.
* مستشار الأسواق المالية والاستدامة

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق