المزاعم الصهيونية بحقوق تاريخية في المنطقة العربية تكشف هشاشة سردية الوجود الإسرائيلي

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

عمان - لم يتوقف الكيان الصهيوني منذ احتلاله لفلسطين التاريخية في العام 1948 وحتى اليوم، عن اختلاق مزاعم، يدعي فيها بأنه صاحب "حق تاريخي" في الأرض العربية، وليس في فلسطين وحدها، فقد ذهب الصهيوني المتطرف والمنظر الصهيوني جابوتينسكي في ثلاثينيات القرن الماضي، أن تطلعات الصهاينة، يجب ألا تتوقف عند احتلال فلسطين، بل وأن "تمتد الدولة اليهودية إلى حدودها التوراتية"، موضحا ذلك بقوله "لنهر الأردن ضفتان، هذه لنا، وتلك أيضا". 
وتكشف هذه المزاعم الصهيونية، هشاشة سردية الوجود الإسرائيلي في المنطقة، وبرغم ذلك يستميت الصهاينة في البحث عن أصول لهم فيها، برغم انعدام أي آثار أو تاريخ لهم فيها، وبرغم ذلك يخترع سرديات دينية تزيف الحقيقة، وتزعم امتلاكها، بوثيقة لا تمتلك أي مواصفات علمية، تثبت فيها أنها تقول الحقيقة، فالتاريخ لا ينبني على المزاعم الخرافية، ووفق خبراء في الآثار، وسياسيين ودبلوماسيين أردنيين.
فمن جابوتنسكي وغيره من المتطرفين الصهاينة، يستمد عتاتهم اليوم، مثل سموترتيتش وبين غفير تطلعاتهم لتوسعة "الدولة اليهودية" من منظور توراتي، يحتمي بمقولات ذات طبيعة خرافية، تزيف الواقع، وتشتط في الادعاء بما تسميه الحقوق اليهودي في المنطقة.
ففي شريط وثائقي لشبكة "ذا ورد" بعنوان "الخلاص المقدس"، تقول ابنة التيار الصهيوني الديني والمسؤولة عن حركة الاستيطان في الضفة، المتطرفة دانييلا فايس "إن حدود دولة اليهود، هي الحدود التي وعد الرب بها إبراهيم، من الفرات إلى النيل".
وتضيف فايس، في مقابلة معها في البرنامج الذي انتجته شركة تركية حول تجنيد مليشيات من غلاة المستوطنين المتطرفين في الضفة، يدعون "فتية التلال" للسطو على الأراضي الفلسطينية، بأن حدود أراضي إسرائيل يجب أن "تشمل أراضي من دول أخرى، كما ينص كتابنا المقدس، وهو الوثيقة الوحيدة التي نحتاجها"، مشيرة في هذا الجانب، إلى نص توراتي في سفر التكوين (15: 18)، يقول فيه إن إله اليهود قدم وعدا لإبراهيم نصه "لنسلك أُعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير نهر الفرات".
لا ينتهي الأمر عند فايس حسب، فهذه عينة مختارة لما يراه غلاتهم، الذين يطلقون مقولات، ثبت بالبرهان القاطع في حرب إسرائيل الوحشية على قطاع غزة، حجم ما تحتشد فيه من ترهات.
 فوزير المالية الصهيوني المتطرف وزعيم تيار الصهيونيّة الدينية وأحد زعماء "إسرائيل إلى الأبد" بتسلئيل سموتريتش، ظهر في شريط فيديو خلال آذار (مارس) 2023 خلال وجوده بالعاصمة الفرنسية باريس، أثناء مشاركته بتأبين يهودي فرنسي، يتحدث من على منصة تحمل صورة لشعار استخدمته منظمة الأرغون الصهيونية الإرهابية خلال ارتكابها مجازر في فلسطين المحتلة قبل عام 1948 كدير ياسين وكفر قاسم، يحمل رسما لخريطة الأردن وفلسطين معا، مع الشمعدان اليهودي، وعبارة "إسرائيل إلى الأبد"، واتبع ذلك بتصريحات متطرفة حول مزاعم حقوق إسرائيل بأراض في المنطقة.
أما الشريط الوثائقي الذي حمل عنوان "إسرائيل: وزراء الفوضى" وعرض في أيلول (سبتمبر) الماضي، أجاب سموترتيتش على سؤال حول رغبته بدولة يهودية كاملة، وما إذا كانت السيادة اليهودية في نظره، ينبغي أن تمتد على كامل المنطقة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، بقوله "نعم، في الوقت الحالي"، ما حدا بالمذيع لأن يستوضح منه، فيما إذ كانت السيادة اليهودية في نظره، ستمتد إلى شرق نهر الأردن، فقال "في نصوصنا المقدسة، ورد أن القدس وحدها ستمتد إلى دمشق".
وهذا يعيدنا أيضا إلى صور لجنود احتلال من أتباع "الصهيونية الدينية"، التيار الذي يتزعمه سموتريتش وبن غفير، وهم يتحركون فوق ركام أبنية غزية مدمرة، مرتدين قمصانا عسكرية عليها شعار يظهر فيه رسم لخريطة يزعمون بأنها "إسرائيل الكبرى"، إذ تمتد خطوط حدود الرسم فيها بين الفرات والنيل، وهي مرفقة بعبارة "أرض إسرائيل الموعودة"، مظهرة أراضي من مصر وفلسطين والأردن ولبنان وسورية والعراق والسعودية.اضافة اعلان

 


Image1_120258224632264439376.jpg

بقايا آثار موقع تلول الذهب الذي يزعم الإسرائيليون بأنه عبري - (من المصدر) 

 

 وقبل أيام، نشر حساب رسمي يتبع لوزارة خارجية الاحتلال الصهيوني، خريطة قال إنها تمثل "إسرائيل التاريخية"، تحت عنوان "هل تعلم بأن مملكة إسرائيل كانت قائمة منذ 3000 سنة؟"، يدعي فيها أن حدود "إسرائيل"، تشمل وفق الرسم أراضي من الأردن ولبنان وسورية وفلسطين، ما أثار ردود فعل أردنية وعربية، نددت بهذا الرسم والحساب وهذه المزاعم، مستنكرة محتوى المنشور، وما ينم عنه من سلوك متطرف، يزيف الحقائق، التي لا يمكن أن تدحضها مقولات خرافية. 
خبراء في الآثار وسياسيون ودبلوماسيون، بينوا أن الاحتلال، ولأجل تحقيق أهدافه، يحاول اختلاق ما يزعم بأنها حقائق تاريخية ودلائل آثارية، لتحقيق مآرب سياسية وتوسعية، مستخدما تفسيرات يقدمها سياسيون وباحثون لديه، يرتكزون فيها على تأويل نصوص توراتية لصالحهم، ولكن ذلك كله لا يستند على أي حقيقة تاريخية، ولا يحكمه أي منهج علمي أو بحثي، بل هي تصورات لأشخاص مرضى بالتطرف والخرافات والتزييف.
واستعرض هذا الحساب، ما زعم بأنه تاريخ "مملكتي إسرائيل ويهوذا" حتى القرن السادس قبل الميلاد، وسقوط المملكة الأخيرة بيد الملك البابلي نبوخذ نصر، إذ يعلق مدونوه على ذلك بالقول "إن الشعب اليهودي في الشتات، ظل يتطلع إلى نهضة قواه وقدراته، وإعادة بناء دولته التي أعلن عنها في دولة إسرائيل في العام 1948".
وتزامن نشر الحساب لهذه الخريطة، مع تصريحات لسموتريتش، يدعو فيها لضم الضفة، وإنشاء مستوطنات في غزة، في خطوة اعتبرتها الأردن، تصعيدية وتحريضية، كما بينت مصادر في الاحتلال أن المتطرف سموتريتش، أصدر في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، تعليمات لإدارة الاستيطان والإدارة المدنية، تدعو للبدء بإعداد البنية التحتية لتطبيق ما أسماه "السيادة" على الضفة، وهو ما أكدت عليه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، من أن هذا الوزير المتطرف "تعهد بجعل العام 2025 عام السيادة الإسرائيلية على الضفة"، بينما نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن رئيس الوزراء المتطرف أيضا بنيامين نتنياهو عزمه "إدراج قضية ضم الضفة، ضمن جدول أعمال حكومته".
وتأتي هذه التطورات، في وقت تدعو فيه جماعات وناشطون من اليمين الإسرائيلي المتطرف لإقامة ما يسمونه بـ"إسرائيل الكبرى" وتمتد بين نهري النيل والفرات، وفق مزاعمهم التوراتية.
وحاول الحساب الإسرائيلي تبرير نشر الخريطة، عن طريق سرد روايات يزعم بأنها "تاريخية"، تدعي بوجود "مملكة إسرائيل" منذ 3000 عام، متحدثاً عن فترات حكم ملوك يهود مثل: شاؤول وداود وسليمان، في محاولة لإضفاء شرعية على ادعاءاته التوسعية.
فكيف حوّل الصهاينة خريطة متخيلة إلى أرض ذات حدود؟، يقول رئيس جامعة اليرموك السابق والباحث المستقل في الآثار أ.د. زيدان كفافي، "انشغل الناس في الأيام  والأشهر الماضية، بخرائط للأرض التي وعدها الإله اليهودي يهوه لبني إسرائيل، ورفع رئيس وزراء المستعمرة إسرائيل، نتنياهو دون خجل، خريطة للمنطقة الممتدة بين النيل والفرات، زاعماً بأنها حدود "دولة إسرائيل". 
وأضاف كفافي، "بدا لي وكأن أهلنا يسمعون أو يقرأون هذه المعلومة للمرة الأولى، علماً بأن علم دولة إسرائيل" يوضح هذا، كذلك صدر في السابع من تشرين الأول (أكتوبر) في العام 2018 بمجلة “Global Journal of Archaeology and Anthropology” مقالة عنوانها: “When Map Becomes Territory: Finding Ancient Israel in the Modern Age”، ووجدت بعد قراءتها، والتمعن في مضمونها، بأن المعلومات المذكورة فيها تنسحب على ما تفعله إسرائيل هذه الأيام، من ضم بغير حق لأراضي فلسطين التاريخية، وذلك اعتماداً على قوتها العسكرية، وضعف وتمزق العالم العربي".
وأتم "كما وأنها - أي إسرائيل- ولتحقيق أهدافها، تُطوع الحقائق التاريخية والدلائل الآثارية لتحقيق مآربها السياسية وتوسعها الجغرافي، باستخدام تفسيرات يقدمها باحثون يرتكزون في تفسيراتهم على ما ذكر في النصوص التوراتية". 
واستكمل "إن أفضل مثال على هذا، أنهم نشروا وزعموا بأنهم عثروا على قصر إسرائيلي في موقع تلول الذهب الواقع في مجرى نهر الزرقاء، ويبعد حوالي 8 كم إلى الشرق من بلدة دير علا، من دون الارتكاز على نتائج الحفريات الآثارية، بل استخدموا الوصف الجغرافي والمكاني التوراتي، مع أن أقدم المكتشفات التي عثر عليها في الموقع، تعود إلى القرن التاسع الثامن قبل الميلاد (وهي قليلة)، وتخالف الادعاء التوراتي الذي يزعم بأنها كانت في زمن يعقوب، وبناها يربعام في القرن العاشر، كما أن الموقع قد ازدهر في الفترة الهيللينسينة (حوالي 332 – 63 قبل الميلاد)، علماً بأنه عثر على مبان وتحصينات وشبائح حجرية منحوتة، لكنها جميعاً لا تشير أو تثبت أنها إسرائيلية". 
وأضاف كفافي "إن العمونيين هم من أسسوا هذا الموقع لمراقبة الطريق التجاري الذي ربط فلسطين والأغوار مع مناطق شرقي النهر، وقد رافقت مساعد مدير دائرة الآثار العامة للموقع قبل أيام، ووجدنا بأن بقايا المبنى لا تشير إلى ضخامة مبنى بمستوى قصر، حتى أن بعض الأبواب كانت قد أغلقت في العصور القديمة، ما يدل على أنه لم يكن ذا قيمة كبيرة".
وقال "إن الناظر للخريطة التي نشرها التوراتيون الإسرائيليون هذه الأيام، طبعوا عليها، ما يريدون قوله بأن حدود دولة إسرائيل تعدت نهر الأردن إلى شرقيه، وأبعدت حدود الدولة العمونية إلى المنطقة الجبلية شرقاً، وهذا الأمر غير صحيح، إذ إنني أشرفت وشاركت على الحفريات في مواقع تغطي المنطقة الواقعة للغرب من موقع تلول الذهب، فمثلا: تل الحمة، تل دير علا، وتل داميا، وفيها عثرنا في كل هذه المواقع آثاراً عمونية، ما يثبت أن حدود مملكة عمون وصلت إلى نهر الأردن".
وبخصوص الخريطة المزعومة، أوضح كفافي، أنه منذ تأسيس المدارس الآثارية التوراتية، وكان أولها في العام 1860 ميلادية، جاء الآثاريون الغربيون إلى بلادنا يحملون التوراة بيد والمعول بالأخرى Bible and Spade، لإثبات صحة ما جاء فيها من معلومات عن إسرائيل وأهلها القدماء، أي بكلمة أخرى، البحث عن مواقع وبقايا آثارية، يمكن نسبتها إلى الإسرائيليين القدماء منذ خروجهم من مصر في نهاية الألف الثاني قبل الميلاد، حتى يبنى فوق هذه الآثار إسرائيل جديدة، ترفع علم أجدادهم الأوائل. 
وقال "بعد أن تحققت مآرب التوراتيين بإنشاء دولة إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية، وجب عليهم الآن تثبيت حدود هذه الدولة. ولتحقيق هذاه المآرب، غيروا منهجهم البحثي في القرن الحادي والعشرين، فانتقلوا من البحث عن المواقع الآثارية التي يعدونها إسرائيلية وتثبيتها على الخرائط، إلى رسم الحدود السياسية، أي وضع الخريطة السياسية، ولكي يتحقق لهم هذا، وضعوا التوراة جانباً، وذهبوا للبحث عن مكان يثبّتون فيه علم إسرائيل القديمة، أي انتقلوا من التوراة والمعول (Bible and Spade) إلى العلم والمعول (Flag and Spade)".
وأضاف كفافي، "لكن في نظرنا، كان من الأولى على الباحثين المتصهينين قبل أن يرسموا حدود إسرائيل الحالية، أن يعرّفوا لنا أولاً اسمي العلم والمكان (إسرائيل) حيثما ورد"، مضيفا "على الرغم من وجود هذا الاسم وكثرة تردده في الكتابات المعاصرة، إلا أن أحداً من الباحثين لم يقدم لنا حتى الآن تعريفاً مقنعاً Substantive definition، فقد صب الباحثون التوراتيون جلّ اهتمامهم في دراسة الآثار الإسرائيلية على أمرين: الأول، العثور على مواقع تؤرخ للقرنين الثاني عشر والحادي عشر قبل الميلاد، وثانيا، تحول المجتمع الإسرائيلي من مجتمع قبلي إلى آخر متحضر ومتمدن". 
وأوضح "وكما نعلم، فإن هذين الأمرين هما من أهم المسائل التي يحاول الباحثون فك عقدتهما، لخدمة تاريخ وأرض إسرائيل التوراتية، وحتى نخرج من هذا المأزق، فإنه لا بد لنا من تغيير منهج بحثنا وتفكيرنا حول هذا الموضوع خاصة، ودراسة آثار بلاد الشام، عامة". 
وبرأي كفافي، "فإن الاعتماد على ما ورد في الكتاب المقدس من معلومات فقط، يسبب إشكالية علمية كبيرة، تتجاوز مجرد التفسير الخاطئ لبعض الآثار المكتشفة. وبرأينا فإن مثل هذه الدراسة يجب ألا توصف بأنها أثرية أو أنثروبولوجية، وإنما عقائدية مشتقة من أجندة دينية. وينبغي أن نؤكد أن هذا المنهج في تفسير الآثار، لا يساعد على الإجابة على الأسئلة التي يطرحها الباحثون، بل على تحقيق الأجندات. 
وأضاف، "إن من واجبنا كآثاريين ودارسي ثقافات عالمية، ومفسرين لما كانت عليه الحياة في العصور القديمة، أن نعتمد على شواهد حقيقية، وليست على أمنيات أيديولوجية وتفسيرات دينية، يكتشف بها إسرائيل فنكلشتاين موقع إسرائيل على الأرض، قبل أن يرسمها على الخريطة".
وكان المتطرف نتنياهو، قد حمل الخريطة نفسها خلال مشاركته في الجمعية العامة للأمم المتحدة العام الماضي، في خطوة اعتبرت بمنزلة ترويج لسياسات التوسع الإقليمي لإسرائيل على حساب الأراضي العربية.
وزير الاتصال الحكومي السابق د. مهند مبيضين، وصف ما يطرحه الإسرائيليون حول أطماعهم في المنطقة، وبخاصة ما قدموه مؤخرا، بأنه "جزء من حراك داخل السردية التوراتية التي تتخيلها وتعيش عليها دولة الكيان الصهيوني، وهي سردية هشة"، مضيفا "عادة، ترى الدول المحتلة أو المستعمرة، بأنها قلقة من جهة التاريخ، لأنه لا يمنحها شرعية في مكانها الذي تحتله، لذلك تختلق سرديات متخيلة".
وأضاف المبيضين، إن مرجعية السردية الصهيوينة، متخيلة، وقائمة على وعد أرض الميعاد، وهي أرض لا حدود لها، وتتمدد، وهذا أمر خرافي أقنع الصهاينة أنفسهم به، ويعيشون عليه، برغم أنه لا أساس علميا له".
وقال إن "الدول عادة تبني سرديتها المشروعة حول حرب استقلال أو ثورة أو حدث سياسي مهم في تاريخها التكويني، مثل الثورة الأميركية والثورة الفرنسية، أو مثل قيام السلطنة العثمانية عند الأتراك. هذه سردية تاريخية العثمانية، أما عند الإسرائيليين فلا يوجد مثل هذا الأمر، لأنهم للأسف، عبارة عن لقطاء اجتمعوا في مكان، وصنعوا حول تاريخهم هذه السردية المخترعة أو المتخيلة".
وفي هذا النطاق، دانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين بأشد العبارات، ما نشرته الحسابات الرسمية الإسرائيلية على منصات التواصل الاجتماعي لخرائط للمنطقة، تزعم بأنها تاريخية لإسرائيل. وتشمل الخرائط أجزاء من الأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن ولبنان وسورية.
وأكد الناطق الرسمي باسمها د. سفيان القضاة، رفض المملكة المطلق لهذه السياسات والتصريحات التحريضية، التي تستهدف إنكار حق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة وذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، مشدداً على أنّ هذه الأفعال لا تنال من الأردن ولا تنتقص من الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وشدد على أن هذه الادعاءات والأوهام التي يتبناها المتطرفون في الحكومة الإسرائيلية ويروجون لها، والتي تشجع على استمرار دوامات العنف والصراع، تشكل خرقاً صارخاً للأعراف والقوانين الدولية، ما يستوجب موقفاً دولياً واضحاً بإدانتها والتحذير من عواقبها الوخيمة على أمن المنطقة واستقرارها.
وطالب القضاة، الحكومة الإسرائيلية بوقف هذه التصرفات التحريضية فوراً، ووقف التصريحات المستفزة التي يدلي بها مسؤولون إسرائيليون، والتي لا مكان لها إلا في أذهان المتطرفين، والتي تسهم في تأجيج الصراعات وتعد تهديداً للأمن والسلم الدوليين.
وفي هذا النطاق، لقيت هذه المزاعم الصهيونية إدانة ورفضا من النواب والأعيان، فقد أكد رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي، أن ما نشرته الحسابات الصهيونية، من خرائط تزعم بأنها تاريخية للكيان، وتشمل أجزاء من المملكة، والأراضي الفلسطينية المحتلة، ولبنان وسورية، يعبر عن عقلية إجرامية وأطماع خبيثة لا يمكن التغافل عنها، ولا يمكن السكوت عليها.
وأضاف الصفدي في مستهل جلسة النواب أمس، إن كانت هذه المنشورات الصهيونية المتطرفة "تخرج من أجل جس النبض أو لأوهام وأحلام بائسة، فإنا نقول بصوت ووجدان الأردنيين جميعا: الأردن فيه قيادة وجيش وأجهزة أمنية، وشعب أصيل، يعرفون كيف يردون كيد العدو لنحره".
وشدد على أن المجلس، سيخاطب البرلمانات الدولية لاتخاذ مواقف مساندة للحق الفلسطيني، وتعرية هذا الاحتلال الغاشم، ونطالب الحكومة بالتحرك، باتخاذ مواقف رادعة للمحتل عبر القنوات الدبلوماسية والقانونية، مؤكدا "أن الأردن كان وسيبقى عربيا، عصيا بقيادته المظفرة على كل طامع جبان، وفلسطين كانت وستبقى عربية، وسورية عربية، ولبنان عربية، ونحن باقون، واحتلالهم الغاشم إلى زوال مهما طال الزمن".
كما قال رئيس لجنة فلسطين النيابية سليمان السعود، إن ما نشرته حسابات الاحتلال من خرائط زائفة للمنطقة، يبرهن على الأطماع والبرامج الخبيثة التي يحاول الاحتلال تسويقها، مؤكدا أن هذه التصريحات جزء من سلسلة تعديات على حقوق الشعب الفلسطيني، التي لن تسقط بالتقادم، بل ستظل حية في ذاكرة الأجيال حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه في الحرية والتحرر من الاحتلال.
ودعا لأن تتخذ الحكومة الأردنية، مزيدا من الخطوات مع المجتمع الدولي لضمان مواقف جادة لردع الاحتلال.
كما دانت لجنة فلسطين في مجلس الأعيان نشر هذه الحسابات، التي يديرها اليمين الإسرائيلي المتطرف،  وتتضمن افتراءات ورسومات وخرائط، مؤكدا أنها اعتداء سافر وتزييف لحقائق التاريخ والجغرافيا لفلسطين والأراضي العربية الأردنية والسورية واللبنانية.
وجددت رفضها المطلق وإدانتها الشديدة لمثل هذه التصرفات الاستفزازية، التي تصدر بين الحين والآخر عن اليمين المتطرف، مؤكدة حق الشعب العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، مشددة على رفض الاعتداءات المتكررة على الأراضي العربية والتصرفات الاستفزازية، التي تظهر الوجه الحقيقي لليمين الإسرائيلي المتطرف، وتطيح بفرص تحقيق السلام الشامل، وتسهم بزيادة حالة الاحتقان وعدم الاستقرار في المنطقة، وتعيدها إلى دوامة العنف وزيادة الاحتقان.
وطالبت الإدارة الأميركية والأمم المتحدة والمنظمات الدولية والشعوب المحبة للسلام، باتخاذ الخطوات اللازمة الكفيلة بوقف الممارسات العدوانية الإسرائيلية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق