قدمت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) قصص النجاح الملهمة للمرأة في مجال العلوم خلال عمرها الممتد لـ 15 عامًا؛ وذلك منذ تأسيسها في عام 2009؛ ممن قدمن أدوارًا قيادية في قطاع الأعمال والقطاعات والحكومية والأكاديمية؛ داخل المملكة وعلى مستوى العالم؛ كونها من أبرز المؤسسات الأكاديمية التي تدعم المرأة في البحث والابتكار والابداع العلمي والمعرفي؛ كما دخلن عالم الأعمال بصفتهن رائدات أعمال، وأسسن شركات تقنية جديدة تسهم في جذب الاستثمارات إلى المملكة.
وقوّت الجامعة من مكانتها في بناء هذا الجيل على أعلى المستويات؛ عبر مجموعة من البرامج المساندة لتعزيز العلوم والابتكار في المملكة مثل: برنامج جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين "KGSP"؛ وهو برنامج ابتعاث رائد يمول بالكامل دراسة الطلبة السعوديين الموهوبين؛ بما في ذلك 166 طالبة سعودية في الجامعات الأمريكية، وبرنامج زمالة ابن رشد لما بعد الدكتوراه؛ الذي يهدف إلى جذب العلماء السعوديين الموهوبين لإجراء بحوث خارجية، مع التركيز على تأهيلهم للعمل في المملكة كأعضاء هيئة تدريس، ومركز "كاوست" لريادة الأعمال؛ الملتزم بمساعدة الأفكار الريادية، وزرع بذور "النظام الإيكولوجي للابتكار" في المملكة.
وتُعد البروفيسورة نيفين خشاب إحدى قصص النجاح الملهمة للمرأة في مجال العلوم في "كاوست"؛ التي أسهمت بصفتها باحثة تفي تحقيق اكتشافات علمية، وإشراف على تدريب الجيل الجديد من قادة العلوم، وتبني الموهوبات السعوديات أو الأجنبيات، اللاتي انضممن إلى "كاوست" لتحقيق إنجازات رائعة، سواء في مجالات العلوم أو توفير المعرفة والمواهب المتميزة التي تُسخر هذه العلوم، وتحول المبادرات إلى واقع ملموس، إضافة لتدريب الكوادر الوطنية واستقطاب الأفكار الطموحة واستمرارها.
كما انضمت الدكتورة جواهر المطلق إلى "كاوست" كأستاذة مساعدة ضمن برنامج زمالة ابن رشد، لقيادة مختبر الفوتونات الكمية الجديد؛ مما أسهم عملها في الدوائر الضوئية المتكاملة وأشباه الموصلات المعدنية المؤكسدة التكميلية في تعزيز مكانة "كاوست" في الأبحاث المتعلقة بالحوسبة الكمية، والتصوير الطبي، وتقنية الاتصالات؛ في حين تعود علاقة جواهر بـ "وكاوست" إلى عام 2011 عندما انضمت إلى برنامج جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين "KGSP" في عام 2011؛ وحصولها على درجة الهندسة من جامعة ولاية بنسلفانيا حيث أكملت درجة الدكتوراه في أثناء إجرائها أبحاثًا حول البصريات الكمية، وعملها بعد ذلك في معهد ماساتشوستس للتقنية "MIT" باحثةً ضمن زمالة ابن رشد؛ قبل أن تعود إلى "كاوست" أستاذةّ ضمن البرنامج نفسه.
فيما حققت الطالبة بتول البار؛ نجاحًا ملموسًا عقب استفادتها من برنامج جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية للطلبة الموهوبين "KGSP"؛ حيث درست في جامعة كاليفورنيا في ديفيس، ثم التحقت بعد ذلك بالجامعة طالبة دكتوراه، وتعمل الآن في مختبر البروفيسور المشارك هيمانشو ميشرًا على دراسة المواد التي تعزز نمو النبات في البيئات الصحراوية، وبالتوازي مع دراستها تشغل بتول منصب المدير العام لشركة تيراكسي "Terraxy"؛ وهي شركة ناشئة في "كاوست" واحدةً من 374 شركة ناشئة دعمتها الجامعة من خلال برامجها المتعددة لريادة الأعمال؛ مما جعلها متمكنة من تحويل أبحاثها إلى حلول قابلة للتطوير وإحداث تأثير إيجابي.
وتعد الدكتورة لينة عيوني؛ أول سعودية تحصل على الدكتوراه في علم المحيطات الفيزيائي؛ التي أثبتت كفاءتها خبيرةً بارزة في مجالات التيارات المحيطية ودوران المياه في البحر الأحمر؛ حيث تشغل منصب مدير أول للجودة البيئية والمراقبة في شركة البحر الأحمر الدولية؛ محققة استفادة كبيرة من مهاراتها في علم المحيطات الفيزيائي التي اكتسبتها من "كاوست" لتطوير برامج مراقبة بيئية لمشروعات البحر الأحمر وأمالا العملاقة؛ كما أن البيانات التي تجمعها لا تقتصر على الرصد فحسب؛ بل تسهم أيضًا في وضع السياسات والاستراتيجيات لحماية الشعاب المرجانية، ومراقبة المياه، وأولويات الاستدامة الأخرى.
وتشكل جهود لينة أساسًا اقتصاديًا سياحيًا مستدامًا يحافظ على التنوع البيولوجي الغني للمملكة، ويوفر فرص عمل للسكان المحليين؛ فقد اختيرت في العام الماضي؛ أول ممثل للسعودية في فريق الخبراء المعني بتنمية وتطوير القدرات التابع للجنة الدولية الحكومية لعلوم المحيطات في اليونيسكو، وتنسق هذه اللجنة التعاون بين 150 دولة عضو في مجالات علوم المحيطات ومراقبتها وتطويرها؛ مسلطة الضوء على الأبحاث العلمية البحرية المتميزة في المملكة على الساحة العالمية.
ومن خريجات "كاوست" البارزات أيضًا الدكتورة مها الجهني؛ التي أسهمت بخبرتها في دعم الجهود البيئية للمملكة؛ والتي تتولة حاليًا منصب مديرة الشراكات البحثية والابتكار في وزارة البيئة والمياه والزراعة، ويركز عملها إلى حد بعيد على ربط الأبحاث الأكاديمية بالصناعة لضمان الاستخدام المستدام لموارد المياه والغذاء في المملكة؛ فيما تناولت أبحاثها في "كاوست" تصميم محفزات جديدة تعتمد على النيتروجين، والتي تحمل تطبيقات مهمة في مجالي الزراعة والصناعات الدوائية؛ وقد تم إدراجها في ديسمبر الماضي؛ في قائمة "20 مبتكرًا تحت سن 35" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا التي يصدرها معهد ماساتشوستس للتقنية.
0 تعليق