غزة والجهد الشعبي المطلوب

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عبد الله المجالي

تكشّف حجم الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة جراء حرب الإبادة التي استمرت أكثر من 470 يوما.

برغم توقف إطلاق النار، إلا أن العودة إلى المدن والأحياء والمخيمات تبدو صعبة جدا في ظل تدمير المنازل والبنية التحتية والصحية.

لقد تعمد الكيان تدمير كل مقومات الحياة أملا منه في إرغام الغزيين على الهروب، لكن الغزيين تحدوه وأفشلوا مخططاته، ومع ذلك فإن معركة الغزيين لم تنته بعد، وقد بدأ الجزء الأصعب منها.

لا بيوت ولا طرقات ولا مستشفيات ولا مدارس ولا أسواق ولا مساجد، وإعادة الإعمار سيف مسلط على رقابهم، وهي الخطة (ب) للكيان، فهو يستميت إلى تحقيق ما فشل عن تحقيقه عسكريا بأساليب أخرى على رأسها استمرار حصار غزة ومنع إعادة إعمارها.

لا أشك أن اعتقاد الشعوب العربية والإسلامية أنها أدت دورها فيما قدمته من مساعدات مالية أو مواقف سياسية أو مسيرات احتجاجية، والتوقف عن كل ذلك الجهد بحجة أن إطلاق النار والمجازر الوحشية قد توقفت، سيسهم في نجاح جهود العدو في خنق غزة وحصارها والنيل منها ومن مقاومتها.

المعركة القادمة حساسة ودقيقة، وستخاض من دون قنابل وصواريخ، وستقتل أهالي غزة لكن بدون إسالة دماء أو هدم بيوت حتى لا يهيج الرأي العام، وستستهدف المعركة رأس مال غزة ومصدر عزتها وكرامتها، وربما التجهيز لمعاقبتها لاحقا.

هذا يستدعي عدم توقف جميع الجهود الشعبية التي رافقت العدوان منذ 15 شهرا، فالوقت ليس وقت الاستراحة أو التراخي.

وهذا يستدعي أن لا تبقى الجهود الشعبية العالمية متفرقة ومبعثرة، بل يجب أن تنتظم وتؤطر في إطار مؤسسي بالتعاون مع جهات شعبية داخل قطاع غزة مع تعذر التعاون مع السلطات هناك بسبب رفض كل العالم بما فيه الدول العربية وعلى رأسها السلطة الفلسطينية في رام الله لذلك.

يمكن أن تكون هناك مبادرات تتنافس فيها الشعوب العربية والإسلامية؛ لإعادة بناء جزء من القطاع الطبي، والقطاع التعليمي، بما فيه المدارس والجامعات، وإعمار المساجد، والمساعدة في تأهيل قطاع المياه والكهرباء والنقل والطرق.

بالتأكيد هناك عقبات كأداء أمام تلك المشاريع وعلى رأسها أن الكيان الذي لا زال هو الذي يتحكم في مصير غزة ويرفض رفع الحصار عنها، وهذا يحتاج أن يتزايد الضغط الشعبي والإعلامي عربيا وإسلاميا وعالميا على الدول العربية لاتخاذ قرار تنفيذي بأن تعلن رفع الحصار المفروض على غزة (لا الدعوة لرفع الحصار فقط كما هي صيغة جميع القرارات السابقة)، وتطوير معبر رفح الفلسطيني المصري لاستقبال كافة مستلزمات الإعمار، وإعلان أنه لن يغلق أبدا.

على الحملات الشعبية والإعلامية أن لا تتوقف، وأن تعمل بكل طاقتها وبجميع الوسائل المتاحة للضغط من أجل ذلك، وأن تعمل على إحراج الأنظمة التي ترفض ذلك تحت أي حجة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق