أقيمت ندوة مميزة ضمن "ملتقى الإبداع الشعري" لمناقشة ديوان "كلب بخط وحيد تظنه الأمل" للشاعر أحمد سعيد، الذي صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب ضمن سلسلة الإبداع الشعري، وذلك ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56.
وقد أدارت المناقشة الشاعرة والناقدة عبير عبدالوهاب، التي بدأت بالإشارة إلى أن الشاعر أحمد سعيد يعرض في ديوانه كيف يتفاعل الأطفال مع انعكاسهم في المرايا لأول مرة، مشيرة إلى أن سعيد أطلق على هذه المرحلة "مرحلة المرآة"، وهي مرحلة التطور النفسي للطفل عند بدء التعرف على شبهه. وأوضحت أن الأطفال يتفاعلون مع المرايا بسرور، وأن هذا التفاعل يعد جزءًا من عملية تشكيل الهوية.
وتساءلت عبدالوهاب: هل ما أراه هو نفسه الذي يراه الآخرون عندما يروني؟ وهنا يأتي دور الشعر في تعبير الشاعر أحمد سعيد عن رؤيته من خلال المرايا التي يعكسها النص، إذ يخلق الشاعر عالمًا متعدد الأبعاد رغم أنه يمتلك مرآة واحدة.
رؤى مختلفة
وأضافت عبير عبدالوهاب أن ديوان أحمد سعيد يحمل العديد من الرؤى المختلفة، وهو يتسم بالعفوية والفنية الطاغية التي تجعل من النص سلسًا ورقيقًا رغم تركيبته المعقدة. وأشارت إلى أن الشاعر لديه حب شديد للصور والتشكيلات، حيث لا تكاد قصيدته على صفحاته في الفيسبوك تخلو من صور أو رسومات، مما يعزز الإبداع الفني للنصوص ويقرب القارئ من عالم الشاعر.
كما أوضحت الناقدة أن أحمد سعيد يمتلك القدرة على التحكم في الخطوط بشكل دقيق، وهو ما يعكس في نصوصه المترابطة والمتشابكة، مما يذكرها بمنهج الفنان بهجوري في الرسم الذي لا يرفع ريشته حتى يكتمل العمل. وأشارت إلى أن عناوين قصائده، مثل "خط وحيد" و"خط رجعة" و"حبل سري"، تتداخل بشكل يبرز براعة الشاعر في تشكيل متاهات فنية تؤثر على القارئ وتثير تساؤلاته.
من جانبه، أكد الشاعر والناقد محمود الزيات على إيمانه بالشاعر أحمد سعيد، مشيرًا إلى أن شعره يتسم بالذكاء في استخدام اللغة ودلالاتها، حيث يخلق إشارات ويدعو القارئ لإعادة تعريف المستوطنات الداخلية للإنسان. وأوضح الزيات أن سعيد يصف في قصائده لوحات تشكيلية ويحاول الهروب من الغموض، مستخدمًا مفردات غير معتادة في اللغة الشعرية.
وفي ختام الندوة، قدم الشاعر أحمد سعيد قصيدة بعنوان "متنزه" لاقت إعجاب الحضور، حيث عبرت عن أسلوبه الشعري المميز وقدرته على خلق عالم متكامل من الكلمات والصور.
0 تعليق