التوضيح من الجهات الحكومية فـي أسرع وقت يضع الحقيقة الكاملة أمام الرأي العام ولا يترك مجالاً للتأويل أو لتضخيم القصص التي قد تكبر ككرة الثلج، وهذا أمر مهم على المعنيين الأخذ به والانتباه إليه.

فالمواطن شريك فـي التنمية ويتابع المشاريع اليومية التي يعلن عن تنفـيذها ويسعد بالتقدم الذي يتحقق فـيها، ليضاف ذلك إلى رصيد الإنجازات التي انطلقت منذ 55 عاماً فـي النهضتين الحديثة والمتجددة والتي لن تتوقف بمشيئة الله.

لكن التدخل فـي الوقت المناسب لتوضيح العديد من النقاط أصبح فـي غاية الأهمية لمعرفة حقائق الأمور و حتى لا يُترك الأمر للآخرين من العامة ليقوموا بالتوضيح دون دليل.

فمثلا مشروع وصلة الطريق الرابط بين جسر الغبرة فـي مسقط والمجمع التجاري الذي بجواره، توقف لأكثر من عام وهو لا يتجاوز طوله بضع مئات من الأمتار بعد أن نفذت منه المراحل الأساسية.

كما أن هناك مشاريع أخرى ذات حيوية ولنا معها تجارب متعددة، فعدد منها بقي لسنوات تجاوزت مدة عقد تنفـيذه بسبب خلافات بين الأطراف المنفذة للمشروع كالاستشاري والمقاول، وبعضها لقلة السيولة المالية لدى المقاول، وبعضها بسبب تأخر تسلم الدفعات المالية من الجهات المعنية، كلها أخذت من رصيد الوقت، وكلها شكلت عقبة فـي إتمام المشروع، ثم عالجنا الأمر بمبالغ مضاعفة ليتم إنجازها، وهذه أمور كانت تحتاج إلى إيضاح للعامة.

التوضيح من خلال بيان للجهة الحكومية المعنية بإنجاز المشروع فـي الوقت المناسب، يعطي صورة أوضح للرأي العام ويقدم لهم حقيقة الواقع ولماذا لم يتم، ومثل هذه الحالات تحدث فـي كثير من دول العالم لكن أفراد المجتمع بحاجة إلى معرفة الأسباب الحقيقية لأن الجهة المنفذة هي المرجع النهائي.

لدينا فـي المرحلة المقبلة العديد من المشاريع التي ستضخ فـي البنية الأساسية من طرق ومرافق ومدن حديثة وتطوير عمراني وتنفـيذ خطط خمسية توصلنا إلى تحقيق الأهداف والغايات الوطنية المنشودة لاستكمال رؤية عمان 2040، وكلها تتطلب متابعة تنفـيذ مراحلها، بل تنفـيذها قبل مواعيدها، والتي يجب أن يرافقها حضور للمعلومة حول مسار وخطوات إنجازها فـي جميع مراحلها، كما يجب التدخل الفوري لإتمامها فـي حالة تعثرها لأي من الأسباب حتى لا نعود من جديد فـي طرح مناقصات لإكمالها بأضعاف مالية أخرى.

هذه الخطوات المرافقة من متابعات وتوضيحات ومعالجات كلها ستوفر الوقت وتبين الملابسات وتدحض الشائعات وتنقلنا إلى مشاريع أخرى تتطلبها العقود القادمة، فالتنمية لن تتوقف عند زمن معين بل هي مستمرة وذات ديمومة موجهة للأجيال القادمة التي ستكمل ما بناه المؤسسون لعمان التاريخ والحضارة.