عواصم- يرى محللون أن الاحتلال يدرك أن القيادة السورية الجديدة وسورية عموما خرجت للتو من أتون حرب طاحنة اشتركت فيها عدة بلدان، ودمرت مقدرات البلاد، وتعاني بالتالي من أوجاع على جميع الصعد، خاصة الاقتصادية، وجيش ما يزال محل ترميم بعد الإطاحة بنظام بشار الأسد من قبل المعارضة السورية، لذلك تستغل هذه الاوضاع لفرض واقع احتلالي استفزازي جديد، تعلم أنه لن يجد رد فعل مقاوم من قبل سورية، اقلها في الوقت الراهن.اضافة اعلان
الادارة السورية الجديدة أبدت صراحة أنها لا ترغب في خوض حروب جديدة، وانما تركيز جل جهودها على إعادة الاعمار وبلسمة الجراح لحرب استمرت 14 عاما، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين المشتتين بمختلف أصقاع الارض بظروف معيشية سيئة.
ولم يكتف الاحتلال باستغلال سقوط النظام في سورية بفرض سيطرتها على المنطقة العازلة القائمة بموجب اتفاقيات وقف النار بعد حرب تشرين الأول (أكتوبر) في هضبة الجولان، بل سعت إلى توسيع وجودها في منطقة عازلة كبرى تصل إلى حدود الأردن. ولم تقصر الأمر على مجرد وجود وإعلان أنه مؤقت إلى أن تستقر أوضاع سورية لكنها صارت تعلن أن احتلالها لبعض المناطق سيبقى دائما.
والأدهى أنها صارت تتطلع إلى إنشاء نوع من الإدارة المدنية العسكرية في مناطق احتلالها الجديدة وتنظيم حياة الناس فيها بربطهم باقتصادها من خلال فتح آفاق تشغيل. وتفاقمت الرؤية الاحتلالية من خلال اللعب على التنوع الطائفي بالجنوب السوري وخصوصا ادعاء حماية الدروز في السويداء وقراها.
وما كان كل ذلك ليحدث قبل أن تدمر دولة الاحتلال القدرات العسكرية للجيش السوري بتدمير المطارات والطائرات والموانئ والسفن الحربية والمخازن الإستراتيجية ومراكز الأبحاث والعلوم. وكانت تعتقد أن كل ذلك يمكن أن يمر من دون ردود فعل سورية مناسبة ارتكازا إلى واقع انكباب السوريين على إعادة ترتيب أوضاعهم والنهج الذي أعلنوه بعدم الرغبة في التصادم مع القوى المحيطة.
ولكن عنفوان الشعب السوري وتاريخه والتصاقه بوطنه ومعرفته لعدوه لم تترك للاحتلال فرصة. فقد انطلقت مظاهرات في أغلب المناطق المحتلة حديثا وبدأت الأصوات بالارتفاع مطالبة بتنظيم مقاومة لطرد "العدو" بل واستلهام تجربة قطاع غزة وجنوب لبنان. وهذا ما جرى تحديدا في مظاهرات جابت العاصمة السورية مطالبة بمقاومة الاحتلال للجنوب ومحاولته تقسيم الوطن.
وبالطبع لا يروق هذا للاحتلال، حيث أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يوم الأحد الماضي، خلال حفل تخريج دورة ضباط قتاليين، أن قوات الجيش ستبقى في عدة مواقع بلبنان وسورية، وأكد "نطالب بإخلاء جنوب سورية من قوات النظام الجديد بشكل كامل". وأضاف "كما أننا لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية جنوب سورية".
وأضاف نتنياهو أن "قوات الجيش الإسرائيلي في سورية ستبقى في منطقة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة لفترة زمنية غير محدودة، لحماية بلداتنا وإحباط أي تهديد. ولن نسمح لقوات تنظيم هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بالدخول إلى منطقة جنوب دمشق".
سلسلة الغارات الجوية من الاحتلال على دمشق ودرعا، هي استعراض عضلات جوية في السويداء وتوغلات برية جنوب سورية، بتركيز على محافظتي القنيطرة ودرعا، بهدف معلن وهو منع تحول المنطقة إلى جبهة مقاومة جديدة. وشملت هذه الغارات والتوغلات تدمير ثكنات مهجورة وسرقة آليات ثقيلة، مع تأكيدات بأن الهدف هو إنهاء الوجود المسلح بالجنوب السوري.
وأضاف أن "كل محاولة للجيش السوري الجديد لبناء قدرات عسكرية في الجنوب ستقابل بالنار. لن يسمح الجيش الإسرائيلي لقوات معادية بالتمركز والوجود في المنطقة الأمنية جنوب سورية، من هنا وحتى دمشق، وسنعمل ضد أي تهديد".
وأضاف كاتس "سنعمل على تعزيز العلاقات مع السكان الدروز الذين هم سكان أشقاء لإخواننا الدروز الذين يقاتلون إلى جانبنا في دولة إسرائيل".
وتشير التلميحات من الكيان المحتل على لساني نتنياهو وكاتس إلى خطة قديمة أعلنت بعد حرب 1967 وترمي إلى إنشاء دويلة درزية في المنطقة بين دمشق والحدود الفلسطينية في ما يسمى محور دمشق السويداء. إذ قال كاتس حول هذه المنطقة "سنعزز العلاقات مع السكان الودودين في المنطقة، بحيث سيبقى الجيش الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة لفترة غير محدودة لضمان أمن مستوطنات هضبة الجولان والشمال وجميع سكان دولة إسرائيل". ونشرت صحيفة معاريف العبرية تقريرا يفيد بأن إسرائيل تدعم "وربما تدفع نحو التحرك نحو الحكم الذاتي للدروز، والذي من شأنه أن يشكل حاجزاً بين سورية الكبرى والحدود الإسرائيلية.
وفي وسائل التواصل الاجتماعي الدرزية في سورية، يدور الحديث عن نية أن يوفر الجيش الإسرائيلي المظلة الأمنية ويكون القوة العسكرية بالمنطقة، في حين يتولى الدروز إدارة الأنشطة البلدية اليومية".
وردا على تصريحات وتلميحات نتنياهو وكاتس نظمت في العديد من مناطق جنوب سورية مظاهرات واحتجاجات تستنكر هذه التهديدات بالسيطرة على مناطق جنوب سورية، ونزع السلاح منها، ومنع وجود القوات السورية فيها.
وتركزت المظاهرات في مناطق القنيطرة وبصرى الشام، في ريف درعا وساحة التظاهر في السويداء، وردد المشاركون فيها هتافات تهاجم نتنياهو وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وتطالب بالانسحاب من الجولان المحتل.
ورفض المشاركون تصريحات نتنياهو بشأن تقديم الدعم للطائفة الدرزية، معلنين أن الدروز مكون أساسي من المجتمع السوري، وطالب مشاركون من حراك السويداء الشعبي مشيخة الطائفة الدرزية بالرد على تصريحات نتنياهو بشأن تقديم الحماية لهم.
ومعروف أن الاحتلال خلافا لمعظم دول العالم لم يتقبل الإدارة السورية الجديدة، ولا سعي السوريين لترتيب أوضاعهم بأنفسهم. وعمد منذ اللحظة الأولى لاستغلال الوضع وإعلان رفضه للقيادة السورية الجديدة. ورغم ذلك نظمت القيادة السورية الجديدة لقاءات مع كل أطياف المجتمع السوري، وفق قاعدة أن سورية وطن للجميع وأنها لن تقبل القسمة أبدا. كما أن مؤتمر الحوار الوطني الذي اختتم أعماله في دمشق أول من أمس ركز على مبادئ حماية الأقليات ورفض التقسيم أو الفدرالية.-(وكالات)
الادارة السورية الجديدة أبدت صراحة أنها لا ترغب في خوض حروب جديدة، وانما تركيز جل جهودها على إعادة الاعمار وبلسمة الجراح لحرب استمرت 14 عاما، وتهيئة الظروف لعودة اللاجئين السوريين المشتتين بمختلف أصقاع الارض بظروف معيشية سيئة.
ولم يكتف الاحتلال باستغلال سقوط النظام في سورية بفرض سيطرتها على المنطقة العازلة القائمة بموجب اتفاقيات وقف النار بعد حرب تشرين الأول (أكتوبر) في هضبة الجولان، بل سعت إلى توسيع وجودها في منطقة عازلة كبرى تصل إلى حدود الأردن. ولم تقصر الأمر على مجرد وجود وإعلان أنه مؤقت إلى أن تستقر أوضاع سورية لكنها صارت تعلن أن احتلالها لبعض المناطق سيبقى دائما.
والأدهى أنها صارت تتطلع إلى إنشاء نوع من الإدارة المدنية العسكرية في مناطق احتلالها الجديدة وتنظيم حياة الناس فيها بربطهم باقتصادها من خلال فتح آفاق تشغيل. وتفاقمت الرؤية الاحتلالية من خلال اللعب على التنوع الطائفي بالجنوب السوري وخصوصا ادعاء حماية الدروز في السويداء وقراها.
وما كان كل ذلك ليحدث قبل أن تدمر دولة الاحتلال القدرات العسكرية للجيش السوري بتدمير المطارات والطائرات والموانئ والسفن الحربية والمخازن الإستراتيجية ومراكز الأبحاث والعلوم. وكانت تعتقد أن كل ذلك يمكن أن يمر من دون ردود فعل سورية مناسبة ارتكازا إلى واقع انكباب السوريين على إعادة ترتيب أوضاعهم والنهج الذي أعلنوه بعدم الرغبة في التصادم مع القوى المحيطة.
ولكن عنفوان الشعب السوري وتاريخه والتصاقه بوطنه ومعرفته لعدوه لم تترك للاحتلال فرصة. فقد انطلقت مظاهرات في أغلب المناطق المحتلة حديثا وبدأت الأصوات بالارتفاع مطالبة بتنظيم مقاومة لطرد "العدو" بل واستلهام تجربة قطاع غزة وجنوب لبنان. وهذا ما جرى تحديدا في مظاهرات جابت العاصمة السورية مطالبة بمقاومة الاحتلال للجنوب ومحاولته تقسيم الوطن.
وبالطبع لا يروق هذا للاحتلال، حيث أعلن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يوم الأحد الماضي، خلال حفل تخريج دورة ضباط قتاليين، أن قوات الجيش ستبقى في عدة مواقع بلبنان وسورية، وأكد "نطالب بإخلاء جنوب سورية من قوات النظام الجديد بشكل كامل". وأضاف "كما أننا لن نتسامح مع أي تهديد للطائفة الدرزية جنوب سورية".
وأضاف نتنياهو أن "قوات الجيش الإسرائيلي في سورية ستبقى في منطقة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة لفترة زمنية غير محدودة، لحماية بلداتنا وإحباط أي تهديد. ولن نسمح لقوات تنظيم هيئة تحرير الشام أو الجيش السوري الجديد بالدخول إلى منطقة جنوب دمشق".
سلسلة الغارات الجوية من الاحتلال على دمشق ودرعا، هي استعراض عضلات جوية في السويداء وتوغلات برية جنوب سورية، بتركيز على محافظتي القنيطرة ودرعا، بهدف معلن وهو منع تحول المنطقة إلى جبهة مقاومة جديدة. وشملت هذه الغارات والتوغلات تدمير ثكنات مهجورة وسرقة آليات ثقيلة، مع تأكيدات بأن الهدف هو إنهاء الوجود المسلح بالجنوب السوري.
وأضاف أن "كل محاولة للجيش السوري الجديد لبناء قدرات عسكرية في الجنوب ستقابل بالنار. لن يسمح الجيش الإسرائيلي لقوات معادية بالتمركز والوجود في المنطقة الأمنية جنوب سورية، من هنا وحتى دمشق، وسنعمل ضد أي تهديد".
وأضاف كاتس "سنعمل على تعزيز العلاقات مع السكان الدروز الذين هم سكان أشقاء لإخواننا الدروز الذين يقاتلون إلى جانبنا في دولة إسرائيل".
وتشير التلميحات من الكيان المحتل على لساني نتنياهو وكاتس إلى خطة قديمة أعلنت بعد حرب 1967 وترمي إلى إنشاء دويلة درزية في المنطقة بين دمشق والحدود الفلسطينية في ما يسمى محور دمشق السويداء. إذ قال كاتس حول هذه المنطقة "سنعزز العلاقات مع السكان الودودين في المنطقة، بحيث سيبقى الجيش الإسرائيلي على قمة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة لفترة غير محدودة لضمان أمن مستوطنات هضبة الجولان والشمال وجميع سكان دولة إسرائيل". ونشرت صحيفة معاريف العبرية تقريرا يفيد بأن إسرائيل تدعم "وربما تدفع نحو التحرك نحو الحكم الذاتي للدروز، والذي من شأنه أن يشكل حاجزاً بين سورية الكبرى والحدود الإسرائيلية.
وفي وسائل التواصل الاجتماعي الدرزية في سورية، يدور الحديث عن نية أن يوفر الجيش الإسرائيلي المظلة الأمنية ويكون القوة العسكرية بالمنطقة، في حين يتولى الدروز إدارة الأنشطة البلدية اليومية".
وردا على تصريحات وتلميحات نتنياهو وكاتس نظمت في العديد من مناطق جنوب سورية مظاهرات واحتجاجات تستنكر هذه التهديدات بالسيطرة على مناطق جنوب سورية، ونزع السلاح منها، ومنع وجود القوات السورية فيها.
وتركزت المظاهرات في مناطق القنيطرة وبصرى الشام، في ريف درعا وساحة التظاهر في السويداء، وردد المشاركون فيها هتافات تهاجم نتنياهو وكيان الاحتلال الإسرائيلي، وتطالب بالانسحاب من الجولان المحتل.
ورفض المشاركون تصريحات نتنياهو بشأن تقديم الدعم للطائفة الدرزية، معلنين أن الدروز مكون أساسي من المجتمع السوري، وطالب مشاركون من حراك السويداء الشعبي مشيخة الطائفة الدرزية بالرد على تصريحات نتنياهو بشأن تقديم الحماية لهم.
ومعروف أن الاحتلال خلافا لمعظم دول العالم لم يتقبل الإدارة السورية الجديدة، ولا سعي السوريين لترتيب أوضاعهم بأنفسهم. وعمد منذ اللحظة الأولى لاستغلال الوضع وإعلان رفضه للقيادة السورية الجديدة. ورغم ذلك نظمت القيادة السورية الجديدة لقاءات مع كل أطياف المجتمع السوري، وفق قاعدة أن سورية وطن للجميع وأنها لن تقبل القسمة أبدا. كما أن مؤتمر الحوار الوطني الذي اختتم أعماله في دمشق أول من أمس ركز على مبادئ حماية الأقليات ورفض التقسيم أو الفدرالية.-(وكالات)
0 تعليق