Local
-OneArabia
تستحضر قصص الأجيال الماضية ذكريات عزيزة عن كيفية احتفالهم بقدوم شهر رمضان. فقبل التكنولوجيا الحديثة، كان الناس يعتمدون على بصرهم الحاد لتحديد هلال الشهر الكريم. وقد شارك أبو سالم، وهو من سكان بني مالك بالقرب من الطائف ويبلغ من العمر 104 أعوام، تجاربه مع وكالة الأنباء السعودية (واس)، مستذكراً أيام طفولته التي قضاها في مراقبة الهلال مع والده.
يتذكر أبو سالم تجربته الأولى في عام 1929 عندما ذهب هو ووالده للبحث عن هلال شهر رمضان في أعلى قمة في منطقة الحجلة بمحافظة ميسان، وكانت هذه المنطقة المزدانة بأشجار العرعر والأطم توفر لهم أجواء هادئة لمراقبتهم، وبينما كانوا يراقبون غروب الشمس واقتراب الشفق كانوا ينتظرون بفارغ الصبر رؤية الهلال، الأمر الذي أدخل البهجة والتفاؤل إلى قريتهم.
في تلك الأيام، كان رؤية الهلال حدثًا جماعيًا أشعل شرارة الاحتفالات في جميع أنحاء القرية. وتبادل الناس التهاني، وأطلقوا البارود من البنادق، وأشعلوا المشاعل على قمم الجبال لإبلاغ القرى المجاورة بقدوم شهر رمضان. وعززت هذه التقاليد الشعور بالمجتمع والإثارة حيث تجمعت العائلات للترحيب بالشهر الكريم.
وأعرب أبو سالم عن فخره بما شهده من تطورات تقنية غيرت من طريقة رؤية الهلال اليوم، مشيرا إلى أن التلسكوبات والأدوات الأخرى عززت الدقة في تحديد بداية شهر رمضان، وقال: "هذه نعمة ولله الحمد"، معترفا بالتقدم الذي أحرزناه في هذا المجال، معربا عن اعتزازه بذكريات الماضي.
أكد الدكتور شرف السفياني رئيس جمعية آفاق لعلوم الفلك أن رصد هلال شهر رمضان تطور عبر الزمن، ففي السابق كان الناس يعتمدون على أعينهم فقط، أما الآن فإن التلسكوبات والكاميرات الإلكترونية ترصد الهلال من الفجر حتى غروب الشمس، وتوفر هذه الأدوات بيانات دقيقة عن مراحل القمر طوال اليوم.
وأوضح الدكتور السفياني أن المعطيات الفلكية المحددة تساعد في تحديد وقت الرصد، وأفضل وقت هو قبل أذان المغرب مباشرة وحتى نصف ساعة بعد غروب الشمس، والرصد من المرتفعات هو الأمثل بسبب انخفاض تداخل الغبار في الأفق.
يعكس الانتقال من الأساليب التقليدية إلى التكنولوجيا الحديثة الاستمرارية والتغيير في كيفية احتفال المجتمعات بقدوم شهر رمضان. وفي حين توفر التطورات التكنولوجية الدقة، فإنها تحافظ أيضًا على التراث الثقافي من خلال ربط الممارسات الماضية بالابتكارات الحالية.
With inputs from SPA
English summary
This article explores the historical and modern practices of sighting the Ramadan crescent. It highlights personal stories from elders and advancements in astronomical technology that enhance this cherished tradition.
Story first published: Friday, February 28, 2025, 13:14 [GST]
0 تعليق