راسموس هويلوند.. أزمة ثقة وسط دعم الجماهير وتشكيك النقاد

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عمان-الغد- عندما رفع الحكم الرابع لوحته ليلة الأربعاء أمام إبسويتش تاون، وأضاء الرقم 9 باللون الأحمر، وقف مئات من مشجعي مانشستر يونايتد وصفقوا بحماس.
انحنى رأس راسموس هويلوند، كما يفعل عادة عند استبداله من قبل روبن أموريم، وغادر الملعب بعد 67 دقيقة، بينما كانت إحصائياته تشير إلى: 0 أهداف، 0 تمريرات حاسمة، 0 تسديدات، 0 مراوغات ناجحة، 0 التحامات أرضية فاز بها، 0 التحامات هوائية فاز بها، و0 أخطاء حصل عليها.
كانت ليلة أخرى مخيبة لهويلوند، لكنه وجد نفسه متجهًا إلى خط التماس وسط تصفيق جماهيره.
قد يبدو هذا مجرد تفصيل صغير في ليلة شهدت فوز يونايتد المثير 3-2، لكنه كان لحظة مؤثرة بالنسبة لهويلوند في أسبوع تزايدت فيه التقارير عن فقدان المدربين صبرهم معه بعد أن امتد صيامه عن التسجيل إلى 17 مباراة. ومع ذلك، ما يزال العديد من المشجعين يتمنون أن يتمكن من استعادة مستواه وإثبات قدراته.
في مباراة إيفرتون السابقة بالدوري – حيث سجل أرقامًا صفرية أخرى – ترددت إشارات من بعض الجماهير في المدرج الضيف بأن الهتافات التي صاحبت استبداله، والتي شهدت دخول النجم الشاب تشيدو أوبـي البالغ من العمر 17 عامًا، لم تكن ترحيبًا بالوافد الجديد بقدر ما كانت ارتياحًا لخروج هويلوند.
ثقل المسؤولية في خط الهجوم
هويلوند يتعرض للانتقادات من جميع الجهات حاليًا، ولهذا يشعر بعض المسؤولين في يونايتد بالتعاطف معه، إذ لا ينبغي أن يتحمل مهاجم يبلغ من العمر 22 عامًا وحده عبء التهديف في نادٍ بحجم مانشستر يونايتد.
في العصر الذهبي للنادي، كانت هذه المهمة موزعة بين آندي كول، دوايت يورك، أولي جونار سولشاير، وتيدي شيرينجهام. وحتى في السنوات الأخيرة، تقاسم المهمة نجوم مثل واين روني، روبن فان بيرسي، كارلوس تيفيز، ديميتار برباتوف، زلاتان إبراهيموفيتش، وإدينسون كافاني، وجميعهم يمتلكون خبرة كبيرة في أعلى المستويات، وهو ما يفتقر إليه هويلوند بشدة.
تشير مصادر النادي إلى أن هويلوند يبذل جهدًا كبيرًا في التدريبات ولم يتراجع حماسه رغم الجفاف التهديفي، لكن هناك أيضًا حديث عن لاعب تحطمت ثقته تمامًا خلال هذا الموسم الكارثي.
الصحافة الدنماركية لم ترحمه، حيث علّقت صحيفة BT على أدائه ضد إبسويتش مساء الأربعاء قائلة: "لم يسجل في آخر 11 مباراة في الدوري الإنجليزي، ومرة أخرى كان غير مرئي تمامًا. لم يشكل أي خطورة، ولم يساهم في ربط اللعب. أداء ضعيف من الدنماركي، الذي يحتاج قريبًا لإثبات نفسه قبل أن يتجه يونايتد على الأرجح للتعاقد مع مهاجم جديد هذا الصيف".
بصفته أحد أصغر اللاعبين في غرفة الملابس، وشخصًا نشطًا على إنستجرام، من المؤكد أن هويلوند يدرك كل هذه الانتقادات، ما يزيد الضغط النفسي عليه.
الاعتماد الإجباري
المشكلة الكبرى ليونايتد وهويلوند هي أن أموريم لا يملك أي بديل حقيقي يمكنه إخراجه من دائرة الضغط.
يحتل هويولند المركز التاسع في يونايتد من حيث عدد الدقائق التي لعبها هذا الموسم، وحتى نهاية الموسم، سيتعين عليه إيجاد طريقة للتعامل مع مستواه المتراجع والاستمرار حتى يُكتب لهذه العاصفة أن تهدأ.
أسلوب تعامل أموريم معه مثير للاهتمام، فقد بدأ بنهج صارم، لكنه تحول مؤخرًا إلى أسلوب أكثر دعمًا وتشجيعًا.
في الفوز 3-1 على ساوثامبتون، انفجر أموريم غضبًا بسبب لقطة خسر فيها هويلوند التحامًا هوائيًا، ليقرر على الفور استبداله.
المواجهات الهوائية كانت نقطة ضعف بارزة في أداء هويلوند هذا الموسم، حيث اعتاد على الارتكاز على المدافعين، لكنه يخسر الصراعات مرارًا وتكرارًا.
في الواقع، فاز هويلوند بـ 17 من أصل 80 التحامًا هوائيًا (21.25 %)، ما يضعه في المركز 144 بين لاعبي الدوري الإنجليزي هذا الموسم. هذه النسبة هي الأدنى بين جميع المهاجمين الذين لعبوا 900 دقيقة على الأقل.
وعلق ريو فرديناند، مدافع يونايتد السابق، على معاناة هويلوند قائلاً: "لقد فقد ثقته بوضوح. أكثر ما يزعجني عند مشاهدته هو أنه يحاول دائمًا القتال مع المدافعين وخلق التحام جسدي. في بعض الأحيان، عليك أن تتحرر من الالتحامات لتتمكن من استقبال الكرة بحرية والتحرك نحو المساحات التي يمكنك التأثير فيها، داخل الصندوق وبين القائمين".
حصيلة مقلقة من المباريات الأخيرة
في الدوري الإنجليزي منذ بداية 2025، كانت أرقام هويلوند على النحو التالي:
- ليفربول (خارج الأرض): 17 لمسة، 4 في منطقة الجزاء، 1 تسديدة.
- ساوثهامبتون (على أرضه): 17 لمسة، 3 في منطقة الجزاء، 1 تسديدة.
- كبديل أمام برايتون: 2 لمسة، 0 في منطقة الجزاء، 0 تسديدات.
- فولهام (خارج الأرض): 20 لمسة، 1 في منطقة الجزاء، 0 تسديدات.
- كبديل أمام كريستال بالاس: 10 لمسات، 2 في منطقة الجزاء، 1 تسديدة.
- توتنهام (خارج الأرض): 23 لمسة، 5 في منطقة الجزاء، 3 تسديدات.
- إيفرتون (خارج الأرض): 12 لمسة، 3 في منطقة الجزاء، 0 تسديدات.
- إبسويتش (على أرضه): 12 لمسة، 1 في منطقة الجزاء، 0 تسديدات.
خلال 6 مباريات كأساسي، سدد خمس مرات فقط. وللمقارنة، يحتل محمد صلاح صدارة ترتيب اللاعبين الأكثر تسديدًا هذا الموسم بـ 101 تسديدة، أما هويولند، فقد سدد 16 مرة فقط، متأخرًا حتى عن زميله المدافع ليساندرو مارتينيز (17)، ولاعب الوسط كاسيميرو (21)، والجناح أليخاندرو حارناتشو (57)، ليحتل المركز 158 في الترتيب العام.
ما الذي ينتظر هويلوند؟
قال أموريم هذا الأسبوع: "أعتقد أن رسموس لديه إمكانيات كبيرة. إذا حسّنا طريقة لعبنا، سيحصل على فرص أكثر للتسجيل. جاء إلى هنا صغيرًا جدًا، وعندما تكون شابًا وترتدي الرقم 9 وتلعب طوال الوقت، يكون الأمر صعبًا. المشكلة ليست فيه فقط، بل في الفريق ككل".
لكن تبقى الكلمة المفتاحية هنا هي الثقة. في بداية العام 2024، كان هويلوند أحد أكثر المهاجمين تألقًا في الدوري، حتى أنه تُوج بجائزة لاعب الشهر في شباط (فبراير) بعدما سجل 5 أهداف وصنع هدفًا في 4 مباريات.
أما الآن، فقد تحول إلى ظل لذلك اللاعب، وسيحتاج إلى جهد هائل لاستعادة ثقته بعد 17 مباراة متتالية دون هدف.
عندما انضم إلى يونايتد، كان يمتلك موسمًا واحدًا فقط من الخبرة في أحد الدوريات الخمسة الكبرى، حيث سجل 9 أهداف في 32 مباراة مع أتالانتا في الدوري الإيطالي. لذلك، قد يكون هناك تعاطف وصبر، لكنه لن يدوم إلى الأبد.
عند مفترق طرق في مسيرته مع مانشستر يونايتد، ربما يكون أفضل ما يمكن أن يفعله هويلوند هو مشاهدة مقاطع مبارياته قبل عام، ليرى لاعبًا كان يبتسم، لاعبًا كان يتألق، ولاعبًا كان يسجل.. ويدرك أنه ليس الحالة الميئوس منها التي يحاول البعض تصويرها.اضافة اعلان
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق