أكَّد سماحة الشَّيخ نور الدين خالق نظر، عضو مجلس حكماء المسلمين رئيس إدارة مسلمي أوزبكستان، أنَّ العدل قيمة إنسانيَّة وإسلاميَّة عظيمة، موضحًا أنَّ الله عز وجل أمرنا بالعدل في جميع أحوالنا، فقد أرسل جميع الأنبياء، ونزلت الكتب السماويَّة لإقامة العدل.

قيم إنسانية مع الحكماء

وقال سماحته، في الحلقة الثَّانية من برنامج "قيم إنسانية مع الحكماء"، الذي يُبث للعام الثالث على التَّوالي على صفحات مجلس حكماء المسلمين على مواقع التواصل الاجتماعي، إنَّ العدل أحد المبادئ الأساسية في الدين الإسلامي، فهو اسم من أسماء الله الحسنى، فهو المالك المطلق للعدل، وجميع أفعاله قائمة على العدل، لا يظلم أحدًا، فهو جلَّ وعلا منزَّهٌ عن الظلم، يكلف عباده بما يطيقونَ، ولا يكلفهم بما فوق طاقتهم، ولا يحمل شخصًا ذنبَ غيره، ولا يعاقب أحدًا أكثر مما يستحق، ويعطي كل إنسان حقه دون نقصانٍ.

وأضاف عضو مجلس حكماء المسلمين، أنَّه إذا تحلَّى العبد بصفة العدل وجعلها منهجًا في حياته، فلا يظلم أحدًا، ويعطي كلَّ ذي حق حقَّه، يصبح محبوبًا عند الله، فالعدلُ يجلب التقوى ويبارك الأعمال؛ كما قال الله تعالى: {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة: 8]. وقال النبي صلَّى الله عليه وسلَّم: «لا تزالُ هذه الأمة بخيرٍ، ما إذا قالَت صدقَتْ، وإذا حكمَت عدلت، وإذا استُرحِمَتْ رَحِمَتْ».

وتابع أنَّ العدل له مكانةٌ مهمةٌ في العلوم الشرعيَّة، وخاصَّة في الفقه والحديث، فالعدل يمنع صاحبه من ارتكاب الكبائر، والتَّمادي في الصَّغائر، وارتكاب ما ينافي المروءة، ومن حرم هذه الصفة تسقط عدالتُه، فلا تقبل شهادتُه، ولا يُؤخذُ عنه، والعدل فضيلة عظيمة تحمي الإنسان من الشرور، وتقوده إلى الخير، به تتعزَّز الروابطُ الأسريَّة والاجتماعيَّة، وينظم الحقوق بين الآباء والأبناء، والأزواج، وبين القادة والموظفين، وبين الدولة والمواطنين.

ولفت سماحته إلى أن الإنسان العادل لا يكون عادلًا مع البشر فقط، بل حتَّى مع الحيوانات والجماد، فهو يتعامل مع كل شيءٍ بعدلٍ وإنصافٍ، فقد أمر الله تعالى بالعدل في جميع الأمور؛ حيث يقول جل جلاله {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: 90]، و قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن هذه الآية: إنها جمعَت كل خير يجب فعلُه، وكل شر يجب اجتنابه، سائلين الله تبارك وتعالى، أن يوفقنا جميعًا للعدل في كافة أمورنا الأخروية منها والدنيوية، والاستقامة عليه إلى آخر لحظات حياتنا.