Local

-OneArabia

تتأثر المباني التراثية في الباحة بشكل كبير بالبيئة الطبيعية، حيث يعتبر البناء بالحجارة حرفة تقليدية، وقد مارستها الأجيال منذ القدم، مستغلة تنوع أحجار وأشجار المنطقة. وتعتبر هذه الحرفة جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية للباحة، وتتواصل الجهود لتحديثها لمواجهة التحديات الحالية.

العم محمد بن سالم الغامدي، 75 عاماً، من سكان منطقة الباحة، تحدث عن هذه الحرفة، وأوضح أن بناء هذه المباني يتطلب جهداً كبيراً من فريق مكون من بناة ومركبين ومشاركين آخرين، وتختلف مدة البناء حسب تصميم المنزل ومساحته وارتفاعه.

تخدم الأحجار المختلفة أغراضًا محددة في البناء. توضع أحجار الزاوية في زوايا الغرفة، بينما تربط الأحجار الطويلة، المعروفة باسم "الرابط"، أحجارًا أخرى. تشكل الأحجار "الصلبة" أو "الخلفية" بنية الغرفة، وتملأ أحجار "اللازا" الفجوات بين الأحجار الأكبر لضمان عدم بقاء أي فتحات.

يصف صالح الزهراني، أحد المشاركين في عملية البناء، المهام التي تتم بعد البناء. فبعد الانتهاء من البناء، يعطي الجص الطيني للداخلية لونًا ترابيًا. ويستخدم البناؤون أشجار العرعر للأبواب والنوافذ ويصنعون قواعد وأعمدة تسمى "الظفر" لدعم الأسقف. وغالبًا ما يتم نقش هذه العناصر بتصاميم زخرفية.

تشتهر المباني الحجرية القديمة في الباحة بقوتها وقدرتها على مقاومة برد الشتاء، ويحرص البناؤون على الحفاظ على حماستهم من خلال الهتافات المتوارثة أثناء البناء، كما تزين أحجار الرخام الأبيض الأبواب والنوافذ كسمات مميزة بسبب لونها.

تتميز قرى الباحة بتصميمات معمارية متشابهة حيث تتجاور المباني وتحيط الشوارع الضيقة بساحة مركزية، ويدعم هذا التصميم العديد من الوظائف الاجتماعية مع إبراز الجمال الطبيعي والتراث الثقافي للمنطقة.

الأهمية الثقافية للبناء الحجري

لا تعكس حرفة البناء بالحجارة تاريخ المنطقة فحسب، بل تربط أيضًا بين الأجيال من خلال التقاليد المشتركة. إنها تجسد الحنين إلى أسلوب حياة قديم مع التكيف مع الاحتياجات المعاصرة.

تمثل هذه الهياكل أكثر من مجرد منازل؛ فهي ترمز إلى ارتباط عميق بين السكان السابقين والحاليين الذين يعتزون بتراثهم الثقافي الغني.

With inputs from SPA

Story first published: Wednesday, March 5, 2025, 3:28 [GST]