أكد تقرير أمريكي، أن الحكومة الجديدة في سوريا بقيادة هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة تثير الجدل بخطط تغيير مناهج التعليم فقد شملت قائمة تعديلات الكتب المدرسية تعديل في تاريخ سوريا مع إضافة وحذف نصوص وموضوعات مريبة.
وأوضحت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن التغيير المخطط له لمناهج التعليم في سوريا يثير المخاوف بشأن ضمانات الحكومة الجديدة بأنها ستعيد بناء مجتمع شامل، ويدفع البعض إلى التساؤل عما إذا كانت ستسعى إلى فرض نظرة عالمية إسلامية محافظة.
تغيير مناهج التعليم في سوريا يثير مخاوف المواطنين
وتشمل التغييرات، المدرجة في سلسلة من الوثائق التي أصدرتها وزارة التعليم هذا الأسبوع، كل شيء من إسقاط جميع الإشارات إلى الدكتاتور السابق بشار الأسد إلى تغيير المراجع الدينية وإزالة نظرية التطور من الكتب المدرسية وستطبق التغييرات على جميع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و18 عامًا.
وأوضحت "وول ستريت جورنال"، أن القوى الغربية لا تزال حذرة من هيئة تحرير الشام، التي بدأت كفرع من تنظيم القاعدة.
وفي يوم الخميس، سعى وزير التعليم السوري، نذير القادري، إلى التقليل من شأن التغييرات، قائلًا إنها كانت تهدف فقط إلى إزالة الإشارات المجيدة لعهد بشار الأسد وعدم الدقة في مناهج التعليم الإسلامي وقال إن بعض التغييرات فقط سيتم تنفيذها، مشيرا إلى أن المناهج في جميع المدارس السورية ستظل كما هي حتى يتم تشكيل لجان متخصصة لمراجعتها.
تفاصيل تغيير مناهج التعليم في سوريا
وتم تفصيل التغييرات في 12 وثيقة نُشرت على الصفحة الرسمية لوزارة التعليم على فيسبوك يوم الأربعاء وقد تضمنت الوثائق تعديلات على اللغة والموضوعات التي سيتم حذفها، مع تحديد الكتب والصفحات التي سيتم فيها إجراء التغييرات.
وشملت التغييرات استبدال عبارات مثل "التضحية بالحياة دفاعًا عن وطنه" بـ "التضحية بالحياة في سبيل الله" في الكتب المدرسية الدينية وفي تغييرات مماثلة أخرى في الكتب المدرسية الدينية، تم استبدال عبارة "طريق الخير" بـ "الطريق الإسلامي"، وتم تغيير " الذين ضلوا" إلى "اليهود والمسيحيين".
كما تم حذف جميع الإشارات إلى حكم عائلة الأسد لأكثر من خمسة عقود - من الصور والشعارات إلى النشيد الوطني - من الكتب المدرسية وكانت هناك تغييرات تاريخية أخرى، مثل إزالة الإشارات إلى الملكة السورية زنوبيا، وهي زعيمة أسطورية حكمت تدمر ذات يوم في العصر الروماني، قبل الإسلام.
كما بدا أن التغييرات تهدف إلى تقليص الانتقادات للإمبراطورية العثمانية، وإزالة الإشارات إلى الإعدام الجماعي للقوميين العرب في عام 1916 تحت حكم العثمانيين وشملت التعديلات الأخرى إسقاط نظرية التطور من تدريس العلوم.
وقال المطران بطرس قسيس، رئيس أساقفة الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في حلب، إن بعض التغييرات في المناهج الدراسية تشير إلى أن البلاد لا تسير في الاتجاه الصحيح.
وتابع "كانت هناك تغييرات تتعلق بنظام الأسد وهي مفهومة ومع ذلك، كانت هناك أيضًا تعديلات تتداخل مع الإيديولوجية الإسلامية للمجتمع والتعليم".
وسعى وزير التعليم السوري نذير محمد القادري إلى التقليل من أهمية التغييرات، قائلًا إنها كانت تهدف فقط إلى إزالة الأخطاء وتمجيد الإشارات إلى عهد الأسد.
فيما قال حسن أبو هنية، الخبير في الجماعات الإسلامية المقيم في عمان، إن المناهج الدراسية في سوريا من المرجح أن يكون لها تأثير إسلامي في ظل الحكومة الجديدة، مشيرا إلى أن تغييرات مماثلة حدثت في مدارس إدلب تحت حكم هيئة تحرير الشام، وخاصة في العلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية والتعليم الديني.
0 تعليق