موقع البدية الأثري في عجلون.. هل يستثمر سياحيا بعد انتهاء أعمال التنقيب؟

الغد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
عجلون- يعد موقع البدية الأثري بمحافظة عجلون، من أبرز المواقع الأثرية التي ما تزال بحاجة إلى أعمال التأهيل وإبرازه بشكل كاف، بحيث يمكن بعدها استثماره سياحيا، لا سيما أنه يقع في منطقة ما تزال بحاجة إلى تنميتها، وإيجاد مشاريع سياحية تخدم أبناء المجتمعات المحيطة بها.اضافة اعلان
ويؤكد معنيون، أن أعمال البحث والتنقيب في الموقع، ما تزال دون المطلوب، رغم الأهمية التاريخية لهذا الموقع الذي تعاقبت عليه العديد من الحضارات، لافتين إلى مناسبة الموقع الذي يحتوي على مساحات كافية والعديد من المواقع التي يمكن استثمارها والترويج لها لتكون عامل جذب للسياح المحليين والعرب والأجانب.
ويطالب الناشط حابس عنانبة، بـ"ضرورة زيادة المخصصات لتأهيل عشرات المواقع الأثرية في محافظة عجلون، خصوصا موقع البدية الأثري"، مؤكدا "أن تأهيلها وتحسين البنى التحتية فيها سيسهمان في جذب السياح وتشجيع الاستثمارات السياحية هناك".
وأضاف العنانبة "أن منطقة البدية على طريق عنجرة - راجب بحاجة إلى اهتمام أكثر؛ إذ يمكن استغلال هذه المنطقة التي تضم عشرات الآبار والمنازل المهدمة وذات الجغرافيا الجميلة لأغراض تشجيع السياحة، بالإضافة إلى استصلاح جميع الآبار فيها في الحصاد المائي وتأهيل الطرق المؤدية إليها".
من جهته، يشير الدكتور خليف الغرايبة، إلى أن المحافظة تضم نحو 300 موقع أثري، ما تزال غالبيتها من دون استثمار سياحي، لافتقارها البنى التحتية وحاجتها للتأهيل وإدراجها على الخريطة السياحية.
وطالب الغرايبة، بـ"تأهيل موقع البدية الأثري والتاريخي وحمايته من جميع أشكال العبث والتعدي، الأمر الذي من شأنه الحفاظ على قيمته الحضارية وإبرازه واستغلاله في تشجيع السياحة، وإقامة المشاريع السياحية بمحيطه".
أما المتخصص في علم الآثار، الدكتور محمد الخطاطبة، فتحدث عن "وجود عدد كبير من المواقع التي يمكن تأهيلها واستغلالها للسياحة، كموقع البدية الذي ما يزال ينتظر تأهيله واستثماره سياحيا، مطالبا بالاهتمام بالموقع، وحمايته وتأهيله، وتوفير حراسة، لقيمته التاريخية والأثرية".
وأشار الخطاطبة، إلى أنه "تم في فترة سابقة إجراء عمليات بحث وتنقيب، إلا أنها غير كافية، ما يستدعي من دائرة الآثار العامة الالتفات إليه، وإعادة تأهيله بشكل لائق وبما يمكن السكان المجاورين بمحيطه من الاستفادة عبر إقامة المشاريع السياحية".
إلى ذلك، دعا الدكتور رفعات الزغول، إلى "ضرورة الاعتناء بجميع المواقع الأثرية في المحافظة، من حيث تزويدها بالطرق والحراسة وشمولها بأعمال الترميم"، لافتا إلى أن "منطقتي البدية وسرابيس الأثرية في عنجرة ما تزالان تعانيان من الإهمال وغياب الاستثمار السياحي".
ولفت الزغول، إلى "وجود العشرات من تلك المواقع غير معروفة حتى للسكان المحليين، مثل الكهوف والخرب الصغيرة والقبور التي تدل على استيطان بشري"، مطالبا مجلس المحافظة، بـ"زيادة المخصصات في الموازنات القادمة، لتأهيل الكثير من المواقع الأثرية بالتزامن مع النهضة السياحية التي بدأت تشهدها المحافظة مع تشغيل التلفريك وتضاعف أعداد الزوار".
وكان مسؤولو دائرة الآثار، وخلال زيارات سابقة للمحافظة، أكدوا أن الدائرة تولي جميع المواقع الأثرية والتاريخية، التي تعود لحقب تاريخية مختلفة، اهتماما كبيرا، ووفق إمكاناتها المتوفرة، بحيث تجري عمليات التنقيب والتأهيل وتوفير الحراسة للمواقع البارزة.
وأوضحوا، أن الدائرة تأخذ على عاتقها المسؤولية الكبيرة لحماية المواقع الأثرية، وتنفيذ عمليات التنقيب والصيانة لها وإجراء الدراسات والأبحاث، مشيرين إلى التعاون مع جهات داعمة لحماية التراث الحضاري وتسويق المواقع الأثرية ووضعها على الخريطة السياحية.
من جهتها، تؤكد مصادر مديرية سياحة المحافظة، أن هناك عددا من المواقع الأثرية والتاريخية في المحافظة تحتاج إلى عمليات تنقيب وترميم، موضحة أنه لا يمكن إدراج تلك المواقع ضمن المسارات السياحية وتأهيلها واستثمارها سياحيا إلا بعد أن تتم عمليات الترميم والتنقيب.
وبين رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، أن الموازنة المخصصة لقطاع الآثار العام الحالي تبلغ 160 ألف دينار، نظرا لحجم العمل الكبير الذي تقوم به المديرية سواء في القلعة أو موقع مار إلياس والعديد من المواقع الأثرية الأخرى المنتشرة في المحافظة، مؤكدا أن مواقع أثرية كثيرة في المحافظة ما تزال بحاجة ماسة للكثير من أعمال الصيانة والترميم، وتنتظر إبرازها وترميمها وتأهيلها.
وأقر المومني، بأن قطاع الآثار يستحق المزيد من المخصصات، لافتا إلى أن انخفاض موازنة مجلس المحافظة في سنوات سابقة أساهم في خفض موازنة القطاعات المختلفة في المحافظة، ومنها قطاعا الآثار والسياحة، ما جعل هذه المبالغ لا تكفي لتنفيذ أعمال الصيانة والترميم المطلوبة للمواقع الأثرية كافة.
لكن المومني تعهد بزيادة تلك المخصصات في الموازنات القادمة، مؤكدا أن تحقيق ذلك سيؤدي إلى استثمار السكان لخصوصية المحافظة السياحية والأثرية، وبالتالي توفير فرص العمل والحد من الفقر.
وتشير أرقام مديريتي السياحة والآثار، إلى أن المحافظة تضم أكثر من 300 موقع أثري، أبرزها قلعة عجلون، وتصنف تلك المواقع إلى أربعة أنماط حسب أنواعها السياحية وهي: بيئية وطبيعية، ومغامرة، ونمط ديني، وآخر تاريخي أثري، إضافة إلى التراثي.
ومؤخرا، كشفت مديرية آثار عجلون عن العثور على أرضيات فسيفسائية مميزة في موقع خربة البدية الأثري الذي يقع على بعد 15 كيلومترا جنوب غرب مدينة عجلون، ما يعكس غنى الموقع بالتراث الحضاري المتنوع.
وقال مدير آثار المحافظة، أكرم العتوم، إن الأعمال الأثرية في الموقع تضمنت الكشف عن أرضيات فسيفسائية مميزة، مشيرا إلى أن فريقا أثريا متخصصا قام بتنفيذ أعمال توثيق وتصوير الأرضيات قبل البدء بأعمال تنظيف محيط الكنائس المكتشفة في الموقع.
وأوضح، أن الفريق عمل على إعادة تغطية الأرضيات بعد انتهاء أعمال التنظيف، بهدف حمايتها من تأثيرات العوامل الجوية وتقلبات المناخ، مؤكدا أن هذه الخطوات تأتي ضمن الجهود المبذولة للحفاظ على الإرث الأثري الذي يعود تاريخه إلى الفترات الرومانية والبيزنطية والإسلامية، والذي يعد شاهدا على غنى الموقع التاريخي والأثري.
وأضاف العتوم، أن نتائج الحفريات الأثرية السابقة بالموقع الأثري التي قامت بها كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك ضمن برنامج تدريب طلبة البكالوريوس والماجستير وبالتعاون مع دائرة الآثار العامة بعمليات تنقيب أثري في موقع البدية ضمن ستة مواسم عمل خلال الفترة من العام 1998 إلى العام 2005، كشفت عن مخلفات أثرية من العصور الهلنستية والرومانية والبيزنطية والإسلامية، وضمت بقايا مساكن وكهوف وآبار مياه ومدافن ومرافق أخرى.
وأكد، أن أبرز نتائج الحفريات كانت الكشف عن بقايا ثلاث كنائس، اثنتان منها في الجهة الشمالية الشرقية من الموقع، بحيث بنيتا على النظام البازليكي وأرختا إلى العام 640 م، والكنيسة الثالثة في الجهة الشمالية الغربية تعرضت للتدمير من قبل لصوص الآثار ولم يبق منها سوى أساسات الجدران والكشف عن مجموعة من حجرات الدفن المقطوعة داخل الصخور في الموقع، ويعود تاريخها للعصرين الروماني والبيزنطي، وعثر بداخلها على عظام بشرية وكسر زجاجية وفخارية، وتم الكشف عن بقايا معمارية لمسجد من الفترة الإسلامية المبكرة له محراب في الجدار الجنوبي، ومخطط البناء مربع الشكل ويحتوي على أعمدة في الوسط وبقايا منبر على يمين المحراب، وأعيد استخدام هذا المسجد كمنشأة سكنية في العصر المملوكي وفقًا لكميات الفخار والعملات المعدنية التي كشف عنها.
كما أشار العتوم، إلى أنه تم الكشف عن جدران مبان هلنستية أعيد استخدامها لاحقا والبناء في العصرين الروماني والبيزنطي، والكشف عن معصرة عنب في كهف يقع تحت مستوى أرضية الكنيسة ويحتوي على ثلاث حجرات، وكل حجرة بها أحواض لعصر العنب وتجميعه، والكشف عن مبان سكنية تعود للفترات الأيوبية/ المملوكية ذات حجرات مختلفة القياسات، وبعضها اشتمل على طابون للخبز.
يذكر أن خربة البدية، تقع على بعد 15 كيلومترا جنوب غرب مدينة عجلون، وعلى بعد حوالي 3 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من بلدة كفرنجة، ويرتفع الموقع عن سطح البحر حوالي 900 متر، وتتركز آثار الموقع في قطعة الأرض رقم (703) حوض 7 البدية من أراضي كفرنجة المستملكة لخزينة المملكة الأردنية الهاشمية، والبالغة مساحتها 30 دونما و496 مترا مربعا، ويوجد في المنطقة عين ماء للشرب تقع بين وادي كفرنجة في الشمال ووادي راجب في الجنوب.  
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق