"مسفاة العبريين" وجهة سياحية رائعة تتطلب التطوير في البنية الأساسية

صحيفة عمان 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تستقبل بلدة مسفاة العبريين بولاية الحمراء في الفترة الحالية أعدادًا متزايدة من الزوار والسياح، الذين تستقطبهم مقوماتها السياحية الفريدة وطبيعتها الجغرافية المتنوعة، وتتميز البلدة ببيوتها التراثية القديمة التي تنسجم انسجامًا فريدًا مع البيئة الجبلية المحيطة، مما يشكل مشهدًا بديعًا يجمع بين المدرجات الزراعية الخضراء والحارات الحصينة، ويجعل البلدة واحدة من الوجهات السياحية الأبرز في سلطنة عمان.

وخلال زيارة "عُمان" للمسفاة، برزت ملاحظة تزايد أعداد الزوار القادمين من مختلف ولايات سلطنة عمان وخارجها، حيث يفضل العديد منهم الإقامة في النزل السياحية المجددة بعناية، التي تقدم تجربة تجمع بين الراحة والأصالة، حيث إن الجهود التطويرية حولت مسفاة العبريين إلى وجهة سياحية يومية نابضة بالحياة، تاركة أثرًا إيجابيًا في نفوس الزوار الذين أشادوا بجمالها وتفردها، وبما توفره من تجربة تمزج بين عبق التاريخ وسحر الطبيعة.

وشهدت البلدة تنفيذ عدد من المشروعات الجاذبة، شملت ترميم بيوت أثرية مثل بيت البيتين، وبيت الحصن، وبيت المراح، التي أصبحت نُزلًا ومقاهي تُدار بأيادٍ عمانية، ويتميز العمل الفندقي فيها بتقديم وجبات محلية تُعد بالطريقة التقليدية العمانية، مما يلاقي إقبالًا كبيرًا من السياح الباحثين عن تجربة أصيلة وصحية بإشراف الأهالي.

وقال عبدالرحمن بن صالح العبري، مستثمر ومتخصص في المجال السياحي بولاية الحمراء: "لقد بدأ الموسم السياحي في البلدة مع بداية أكتوبر 2024م"، مؤكدًا أن مسفاة العبريين شهدت إقبالًا متزايدًا مع دخول فصل الشتاء، مضيفًا إن مع دخول شهر نوفمبر زادت الحركة السياحية تناميًا، خصوصًا خلال إجازة العيد الوطني (18 نوفمبر الماضي)، وأكد أن عدد الزوار بلغ خلال الذروة أكثر من 34,000 زائر خلال أربعة أيام فقط، مشيرًا إلى أن الإجازات أسهمت في زيادة الحجوزات الفندقية ورفع معدلات الإقامة اليومية في نزل القرية، بالإضافة إلى الإقبال الكبير على متحف مسفاة العبريين والمقاهي والمطاعم المحلية.

كما أشار العبري إلى أن عدد زوار مسفاة العبريين منذ بداية فصل الشتاء بلغ حوالي 115,000 زائر، مع تفاوت أعدادهم بين الأيام العادية والإجازات، حيث تراوح المتوسط اليومي بين 800 و1,000 زائر في الأيام العادية، وتجاوز 5,000 زائر خلال الإجازات الرسمية، وأوضح أن النزل السياحية سجلت إقامة حوالي 22,000 نزيل، وبلغت نسبة الإشغال 100% خلال إجازة العيد الوطني.

واختتم قائلًا: إن الزوار العُمانيين والإماراتيين شكلوا النسبة الأكبر من إجمالي الزوار بنسبة 45%، تلاهم سياح من دول أوروبا وآسيا بنسبة 40%، و15% من الجنسيات الأخرى، مما يعكس جاذبية مسفاة العبريين كوجهة سياحية متميزة تجمع بين الأصالة والطبيعة الخلابة.

الأثر الاقتصادي

وأكد العبري أن الزيادة الملحوظة في عدد الزوار أسهمت بشكل كبير في دعم الأنشطة السياحية والتجارية المحلية، مثل أنشطة المغامرات المختلفة، والمقاهي والمطاعم التقليدية، والحرف اليدوية، إلى جانب ارتفاع عدد زوار متحف مسفاة العبريين، ومع استمرار الطقس الشتوي المعتدل وهدوء الأوضاع، توقع العبري استمرار الزخم السياحي، مشيرًا إلى استهداف الوصول إلى 500,000 زائر بنهاية الموسم.

من جانبه، لاحظ الزائر سالم البلوشي خلال زيارته لمسفاة العبريين زيادة كبيرة وغير مسبوقة في أعداد الزوار، وازدحامًا في النزل القديمة والطريق المؤدية إلى عين الفلج، مشيرًا إلى أن الاهتمام والمتابعة يعكسان الجهود المبذولة من الأهالي لدعم الحركة السياحية، مؤكدًا أن هناك تغيرًا ملحوظًا خلال زيارته الحالية مقارنة بزيارته السابقة، حيث أشار إلى أن المسفاة تغيرت كثيرًا وأصبحت أكثر حيوية، خاصة خلال الإجازات.

وأضاف: إن أكثر ما شد انتباهه توافر المقاهي السياحية المميزة، مثل "حلوى كافيه" ببيت الحصن، و"روغان كافيه"، و"مقهى الإستروميريا"، التي أضفت طابعًا مميزًا لتجربة الزوار في البلدة.

لافتًا إلى أن البلدة تتطلب إعادة تخطيط وتأهيل للطريق المؤدي إليها، حيث يعاني الطريق من غياب الأكتاف ووجود الحفر على مساراته، خاصة بالقرب من مدخل البلدة، كما أن البلدة بحاجة إلى توفير مساحة مخصصة لمواقف السيارات لتلبية احتياجات الأعداد المتزايدة من الزوار والسياح، مما يعزز من تجربة الزائرين ويخفف من التحديات المتعلقة بالوصول والتنقل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق