ماذا تعرف عن مخيم جنين المستهدف من الاحتلال و”السلطة”؟

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف
أمن السلطة

السبيل – خاص

مخيم جنين في شمال الضفة الغربية، الذي لطالما كان رمزًا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي، يشهد منذ 14 ديسمبر الماضي؛ حملة أمنية شنتها سلطة محمود عباس، لملاحقة شبان المقاومة الذين وصفتهم بـ”الخارجين على القانون”.

وقد تسببت هذه الحملة في تصعيد الاشتباكات بين قوات الأمن وفصائل المقاومة المسلحة، ما أثار غضب العديد من أهالي المخيم الذين اتهموا أجهزة الأمن الفلسطينية بإضرام الحرائق وتدمير البنية التحتية للمخيم.

نبذة عن المخيم

تأسس مخيم جنين عام 1953 لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين الذين فروا من قراهم أثناء النكبة الفلسطينية في 1948. ومنذ ذلك الحين؛ أصبح المخيم نقطة تجمع للعديد من الفصائل الفلسطينية، ليشكل جزءًا من نضال طويل ضد الاحتلال الإسرائيلي.

ويمتد المخيم على مساحة صغيرة نسبياً، لكنه يضم أعدادًا كبيرة من السكان الذين يقاربون 20 ألف نسمة، ويعتبر من أكثر المخيمات كثافة سكانية في الضفة الغربية، ومعظم السكان هم من اللاجئين الذين لم يتمكنوا من العودة إلى قراهم في الداخل الفلسطيني، وهو ما يجعل المخيم يعكس مأساة الشتات الفلسطيني بشكلٍ حي.

بالإضافة إلى ذلك؛ يضم المخيم العديد من العائلات التي تأثرت بالنكبة بشكل مباشر، ولهذا يحمل في طياته تاريخًا طويلًا من الصراع والنضال المستمر ضد الاحتلال.

ويعاني المخيم من ظروف معيشية صعبة نتيجة الحصار المستمر والتوسع الاستيطاني في المنطقة، حيث يعاني السكان من نسبة عالية من البطالة ونقص في الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم والمياه.

ويُعد المخيم من أكثر الأماكن التي تعاني من أزمة المياه في الضفة الغربية، حيث يتم قطع المياه بشكل دوري عنه، ما يزيد من معاناة سكانه.

وأصبح مخيم جنين معروفًا دوليًا بعد معركة جنين في أبريل 2002، حيث خاضت الفصائل الفلسطينية معركة شرسة ضد جيش الاحتلال في عملية “الدرع الواقي” التي قُتل فيها العديد من المدنيين الفلسطينيين، ودُمرت البنية التحتية للمخيم، ما جعله رمزا للمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال.

وتعتبر معركة جنين واحدة من أبرز معارك الانتفاضة الثانية، إذ كانت شاهدًا على صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الآلة العسكرية الإسرائيلية. وبعد تلك المعركة؛ تم تكريس المخيم كرمز عالمي للمقاومة، وزاد عدد الشباب الفلسطينيين الذين يرون فيه معقلًا للمقاومة ضد الاحتلال.

استهداف مُركب

ومنذ نحو شهر؛ تشن الأجهزة الأمنية الفلسطينية حملة ضد فصائل المقاومة، قتلت خلالها عددًا من المدنيين، وأضرمت الحرائق داخل المخيم، وفرضت عليه حصارًا مشددًا. كما يتهم الأهالي أفراد الأجهزة الأمنية بإطلاق النار على المحولات الكهربائية الرئيسية، ما أدى إلى احتراقها وتدمير مصادر الكهرباء في المخيم.

علاوة على ذلك؛ فقد أصدرت قوات أمن السلطة الفلسطينية تعليمات لمحطات تعبئة الوقود في المنطقة بعدم تزويد مخيم جنين بأي كميات من الوقود، مما يزيد من معاناة الأهالي في المخيم الذين يواجهون حصارًا خانقًا.

ولا يتوقف المخيم عن مواجهة تحديات عديدة، فإلى جانب الحملة الأمنية الفلسطينية، يواجه مخيم جنين أيضاً استهدافًا مباشرًا من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، حيث تعرض للاجتياح أكثر من مرة في سنوات الانتفاضة الثانية. كما لا يزال الاحتلال يستهدفه بشكل مستمر عبر مداهمات واعتقالات، إضافة إلى استهداف البنية التحتية المدنية والمرافق الأساسية مثل شبكات الكهرباء والمياه.

وفي الوقت الذي تتزايد فيه الضغوط الداخلية على المخيم، تزداد أيضًا الهجمات العسكرية الإسرائيلية على نقاط المقاومة فيه، بهدف إضعاف البنية العسكرية للفصائل الفلسطينية ومحاصرة النشاطات النضالية.

ولكن رغم كل هذه الضغوط من جميع الجهات، يظل مخيم جنين معقلًا للنضال الفلسطيني، وصوتًا قويًا في وجه الاحتلال، حيث يواصل الشباب فيه مقاومتهم للاحتلال في أوقات تصاعد الأزمات، مما يجعله رمزًا للمثابرة والمقاومة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق