هكذا عادت قردة الأسد الذهبي من حافة الانقراض في البرازيل - الأول نيوز

cnn 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قد لا يبدو قرد الأسد الذهبي غريبًا داخل قصة خيالية بفضل شعره البرتقالي الحريري، وعينيه الواسعتين.

في الواقع، وصف أحد المستكشفين وهو أنطونيو بيجافيتا، في أول رحلة ناجحة حول الأرض في عام 1519، قرود الأسد الذهبي، التي تعيش شرق البرازيل، بكونها "قرديات الشكل جميلة، وتبدو مثل أسود صغيرة".

وأصبحت هذه القرود مشهورة مع ظهورها على طابع بريد برازيلي، وأوراق نقدية بقيمة 20 ريالًا برازيليًا.

هكذا عادت قردة الأسد الذهبي من حافة الانقراض في البرازيل
يتميّز قرد الأسد الذهبي بفروه البرتقالي.Credit: Luiz Thiago de Jesus/AMLD

رُغم شعبيته، إلا أنّ هذا النوع مهدد بالانقراض، فقد تقلص موطنه الأصلي، الموجود في الغابة المطيرة الأطلسية في ولاية ريو دي جانيرو، إلى ما يزيد قليلاً عن 7% من حجمه الأصلي.

وضمن تلك المساحة الصغيرة، تُعتَبَر 80% من موائل هذه القرود مُجزّأة للغاية، مع كون غالبية الرقعات أصغر من أن تستطيع دعم مجموعات صحية لقردة الأسد الذهبي.

إلى جانب صيدها من أجل تجارة الحيوانات الأليفة، أصبح هذا النوع على حافة الانقراض، وبحلول سبعينيات القرن العشرين، لم يتبق سوى 200 فرد في البرية.

هكذا عادت قردة الأسد الذهبي من حافة الانقراض في البرازيل
يتغذى قرد الأسد الذهبي على الفاكهة والحشرات بشكلٍ أساسي. Credit: Antonio Lacerda/EPA-EFE/Shutterstock

لكن من خلال برامج إعادة التوطين المنسقة، وبرامج التطعيم، والمبادرات الخاصة لإعادة ربط الموائل المُجزَّأة، حقق قرد الأسد الذهبي عودة مثيرة للإعجاب.

في عام 2023، غيّر الاتحاد الدولي لصون الطبيعة (IUCN) وضعه من حيوان مهدد بالانقراض بشدّة إلى مهدد بالانقراض.

هكذا عادت قردة الأسد الذهبي من حافة الانقراض في البرازيل
يمكن العثور على هذه القردة شرق البرازيل.Credit: Luiz Thiago de Jesus/AMLD

وصلت أعداد هذا الحيوان إلى 4،800 قرد بري، وفقًا لأحدث تعداد.

واستجابة للمخاوف المتزايدة بشأن انخفاض أعداد قردة الأسد الذهبي، تم إنشاء محمية " Poço das Antas"، وهي أول محمية بيولوجية بالبرازيل، في عام 1974 لحماية ما تبقى منها.

وافتُتِحت محمية فيدرالية ثانية تُدعى "União Biological Reserve" في عام 1998، ومن ثم توسيعها في عام 2017.

كما تم إنشاء العديد من المحميات على الأراضي الخاصة، حيث ينظر العديد من أصحاب الأرض الآن إلى وجود قردة الأسد الذهبي كرمز للمكانة الاجتماعية.

في عام 1973، أنشأت 43 من حدائق الحيوانات ومراكز الإكثار في ثلاث قارات برنامجًا لتكاثر قردة الأسد الذهبي للمساعدة في إنشاء مجموعة أسيرة تتم إدارتها.

من ثم أُعيد 146 قردًا مولودًا في الأسر من هذه المؤسسات إلى محميات الحياة البرية البيولوجية بين عامي 1984 و2001.

وكانت المشاريع المبكرة ناجحة بشكلٍ كبير، مع تعزيزها لأعداد قردة الأسد الذهبي البرية إلى حوالي 3،700 قرد في عام 2014.

ومع ذلك، في نهاية عام 2016، تعرضت القردة لضربة مدمرة، إذ تسبّب تفشي الحمى الصفراء في البرازيل منذ 80 عامًا في انهيار أعداد هذه الحيوانات، مع انخفاضها بنسبة 32%، لتصل إلى ما يقدر بنحو 2،500 قرد بحلول عام 2018.

هكذا عادت قردة الأسد الذهبي من حافة الانقراض في البرازيل
صورة لقرد يتلقى تطعيمًا.Credit: Luiz Thiago de Jesus/AMLD

تعاونت جمعية قردة الأسد الذهبي (AMLD) مع العديد من مؤسسات البحث الأخرى لتطوير لقاح طارئ للحمى الصفراء يناسب هذه القردة.

تم تطعيم أول قرد بري في عام 2020، وبحلول أكتوبر/تشرين الأول من عام 2024، نجح الفريق في تطعيم 500 حيوان تقريبًا.

باغت القردة تهديد آخر في عام 2018، يتمثل بتوسيع طريق رئيسي كان سيؤدي إلى عزل قردة الأسد الذهبي في محميات الغابات الخاصة المُجزَّأة من جهة عن تلك الموجودة في محمية " Poço das Antas Biological Reserve" البيولوجية من جهة أخرى.

في أعقاب الضغوط القانونية من جمعية "AMLD"، اضطرت الشركة المسؤولة عن توسيع الطريق إلى بناء أول جسر حرجي فوق طريق سريع فيدرالي، حيث افتُتح الجسر في عام 2020.

كما بَنَت الشركة سلسلة من الأنفاق والممرات الموجودة فوق قمم الأشجار لتحسين الترابط بين الحياة البرية.

واستخدمت دراسة أُجريت في عام 2019 النمذجة الحاسوبية لتقترح أنه يجب أن يعيش ما لا يقل عن ألفي من قردة الأسد الذهبي في مساحة لا تقل عن 25 ألف هكتار من الغابات المتصلة والمحمية للتمكن من تصنيفها كفصيلة قادرة على الاستمرار.

بناءً على ذلك، ينبغي أن يكون عدد القردة وموائلها الحالية كافيًا لتمكين هذا النوع من الاكتفاء الذاتي.
ولكن أشارت الورقة البحثية إلى أن الكثير من مواطن هذه القردة لا تزال غير متصلة بشكلٍ جيد للغاية.

وتُواصل جمعية "AMLD" وغيرها من الجمعيات الخيرية العمل على ربط البقع المُجزَّأة لتقليل خطر الانقراض المحلي، والحد من التزاوج الداخلي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق