يعد استبدال العظام المفقودة سواء كان بسبب إصابة أو مرض أو عوامل أخرى، أمرا بالغ الصعوبة، ولكن مؤخرا أثبت مجموعة من العلماء أنه يمكن تغيير هذا الواقع باستخدام مادة هلامية جديدة قابلة للحقن.
ووفقًا لما نشرته دورية Biomaterials العلمية فإن المادة الهلامية التي ابتكرها علماء كوريون تتحول إلى مادة قوية لتحويل العظام المفقودة إلى عظام جديدة عند تعرضها للضوء المرئي.
ونشرت دورية "Biomaterials" تفاصيل هذا الابتكار الذي قدم من جامعة بوهانغ للعلوم والتكنولوجيا في كوريا، والذى يعد حلاً واعدًا لمشكلة "عجز العظام"، حيث يصعب عادةً تعويض الأقسام المفقودة من العظام بسبب الإصابات أو الأمراض.
كيف تعمل المادة الهلامية
وعند فقدان أجزاء من العظام، يتم عادةً نقل أنسجة عظمية من جزء آخر من جسم المريض لملء تلك الفراغات، ويعد هذا الإجراء مؤلم للغاية، كما أنه ينقل المشكلة من منطقة إلى أخرى، بالإضافة إلى أن المواد الصناعية المستخدمة حاليًا قد تفشل في الالتصاق بشكل جيد أو تستغرق وقتًا طويلاً لتنضج.
أما عن ألية تلك العملية فتبدا بانتقال الخلايا من أنسجة العظام المجاورة تدريجيًا إلى مثل هذه المادة، والتي تستمر في التكاثر مع تحللها بيولوجيًا بشكل غير ضار، حتي تصل إلي مرحلة، يتم استبدال المادة المزروعة بالكامل بعظم طبيعي جديد.
طباعة ثلاثية الأبعاد
وأشارت دورية "Biomaterials"، أنه في بداية تلك العملية تتم طباعة بعض مواد تجديد العظام التجريبية بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد خارج الجسم، ثم بعد ذلك يتم يتم تثبيتها في منطقة العظام الفارغة باستخدام مادة لاصقة، لكن نجاح ذلك ليس ذات قوة فيمكن أن تفشل مثل هذه المواد اللاصقة في بعض الأحيان.
ويمكن إجراء العملية بطريقة أخري عن طريق حقن المادة مباشرة في منطقة العظام الفارغة، في شكل هلام يتصلب بعد ذلك ليتحول إلى مادة صلبة، ورغم أن هذه التقنية تبدو أفضل، إلا أن بعض المواد أحيانا تستغرق وقتاً طويلاً حتى تنضج، ويكون بعضها غير قابل للتحلل البيولوجي بدرجة كافية.
مكونات المادة الهلامية
تتكون المادة الهلامية المبتكرة من مزيج من أيونات الكالسيوم، وبروتين لاصق من بلح البحر، وجينات مشتقة من الطحالب، بالإضافة إلي عامل تفاعلي مع الضوء، وعند حقنها في منطقة العظام الفارغة وتعرّضها للضوء المرئي، تتحول المادة الهلامية اللزجة إلى مادة صلبة ومسامية تشبه العظام، وتوفر بيئة مثالية لتكاثر الخلايا العظمية المجاورة.
وأكدت دورية "Biomaterials"، أنه حينما قام العلماء الكوريون بتجارب لتلك المادة المبتكرة على الفئران، نجحت في الارتباط بشكل آمن بأنسجة العظام المجاورة، بينما ساعدت في تكوين فوسفات الكالسيوم غير المتبلور، مما عزز نمو عظام جديدة، وتم استبدال المادة الهلامية بالكامل بعظام طبيعية، خلال فترة زمنية قصيرة.
0 تعليق