كشفت شبكة “دويتش فيله” الألمانية ن التوترات السياسية والطائفية في لبنان تتصاعد مع انتهاء الحرب الإسرائيلية على لبننا، إذ يتصاعد الخطاب التحريضي بين الفصائل المتعارضة، وذلك وسط أزمات متعددة، أولها النفوذ الإيراني المتزايد عبر حزب الله، إلى الانقسامات الداخلية بين القوى السنية والمسيحية.
وبينت القناة أن البلاد يبدو أنها على وشك دخول مرحلة جديدة من الصراعات الإقليمية والمحلية التي تهدد استقرارها الهش.
وأثارت تصريحات ريشارد قيومجيان، رئيس العلاقات الخارجية للقوات اللبنانية، مؤخرًا غضبًا واسعًا من حزب الله.
فقد ندد حزب الله في بيان بـ "الافتراء الخطير" الذي وجهه قيومجيان إلى المسلمين الشيعة ومعتقداتهم، ووصف لغته بأنها تدل على "التراجع الفكري والثقافي". وأكد حزب الله أن مثل هذه التصريحات تتجاوز حدود الحضارة وتؤجج الفتنة الطائفية في البلاد.
ويلاحظ المراقبون أن رد فعل حزب الله يعكس القلق المتزايد بشأن تراجع الدعم الشعبي والانتقادات الداخلية والدولية المتزايدة لدوره كفاعل عسكري وسياسي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمصالح الإيرانية.
كشف اجتماع عقده رئيس الوزراء نجيب ميقاتي لجمع النواب السنة عن انقسامات حادة بشأن سلاح حزب الله والنفوذ الإيراني في لبنان.
واندلعت مناقشات حادة، لا سيما بين النائبين أشرف ريفي وجهاد الصمد. دعا ريفي إلى نزع سلاح حزب الله، ووصفه بأنه "ذراع إيراني"، وشدد على أهمية تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 لإنهاء ديناميكية "الدولة داخل الدولة".
في المقابل، جادل الصمد بأن المناخ الحالي، خاصة مع التصعيد العدواني الإسرائيلي، يجعل الدعوات لنزع السلاح غير عملية. ويبرز هذا النقاش الانقسامات العميقة داخل الكتلة السنية بين من يدعون إلى سيادة الدولة الكاملة ومن يعتبرون المقاومة ضرورية لمعالجة التحديات الإقليمية.
ولفتت القناة إلى أن الخطاب الطائفي ليس جديدًا في لبنان، لكن مخاطرها تتضاعف في الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة الحالية. تعكس تصريحات كويومجيان ورد فعل حزب الله، إلى جانب الانقسامات بين النواب السنة، حالة من الفوضى والتشظي التي تهدد بإشعال صراعات جديدة في بلد يعاني بالفعل من نظام سياسي هش.
الخطاب الطائفي ليس جديدًا في لبنان، لكن مخاطرها تتضاعف في الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة الحالية. تعكس تصريحات كويومجيان ورد فعل حزب الله، إلى جانب الانقسامات بين النواب السنة، حالة من الفوضى والتشظي التي تهدد بإشعال صراعات جديدة في بلد يعاني بالفعل من نظام سياسي هش.
مع تصاعد التوترات، دعا القادة السياسيون والدينيون إلى ضبط النفس وإنهاء التصريحات الاستفزازية التي تؤجج الانقسامات. هناك حاجة ملحة لإعادة ترتيب الأولويات الوطنية والتركيز على استعادة سيادة الدولة وتعزيز التوافق الداخلي لتحقيق الاستقرار في لبنان.
واختتم التقرير بالقول إن لبنان يواجه مرحلة حرجة، حيث تتقاطع الأزمات الداخلية مع الضغوط الإقليمية، ويهدد الخطاب الطائفي المستمر وتعمر الانقسامات السياسية مستقبل لبلاد.
0 تعليق