الإرهابي نتنياهو المحشور

السبيل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يناير 14, 2025 7:11 م

عبد الله المجالي

يبدو الإرهابي نتنياهو اليوم محشورا أكثر من أي يوم مضى منذ هجوم طوفان الأقصى، فمستقبله السياسي على المحك.

نتنياهو يُجرّ جرًّا إلى صفقة كان يرفضها لأسباب عديدة، لكن أهم تلك الأسباب كانت شخصية بامتياز.

الإرهابي المطلوب للجنائية الدولية محشور اليوم بين المتطرفين بن غفير وسموتريتش من جهة، وترامب الذي صلى لقدومه إلى البيت الأبيض من جهة أخرى.

كان الإرهابي نتنياهو يستخدم بن غفير وسموتريتش للمناورة وللتملص كلما ضاقت عليه الحلقات، وكان يستغل صهيونية بايدن ووزير خارجيته بلينكن، وعطفهما الشديد على الكيان، لكنه اليوم يواجه الدب الأهوج الذي أحضره إلى كَرْمه!!

للطرافة والمفارقة فإن الإرهابي نتنياهو يبذل جهودا لإقناع بن غفير وسموتريتش للموافقة على الصفقة، وعلى الأقل أن لا ينسحبا من الحكومة مع معارضتهما لها، وهو بذلك يقدم وعودا بتقديم الضفة الغربية على طبق من ذهب لسموتريتش (بالمناسبة ما يزال عباس في المقاطعة في رام الله منشغلًا بـ”الخارجين عن القانون”!! في مخيم جنين).

للعلم فإن الإرهابي نتنياهو يعتقد أن عهد ترامب سيكون عهدا ذهبيا لمخططاته سواء لجهة ابتلاع وضم الضفة الغربية، أو لجهة جلب التطبيع السعودي ومن ورائه التطبيع الباكستاني والإندونيسي، أو لجهة تصفية الحساب النهائي مع إيران وتدمير منشآتها النووية، ومع ذلك فهو الآن يقامر بمستقبله السياسي بالكامل تحت ضغوط ترامب بإنهاء الحرب والتوترات بالمنطقة.

الأسئلة بدأت تنهال على رأس نتنياهو، وهي أسئلة تشكك بنواياه منذ البداية تجاه الصفقة وحياة الأسرى الصهاينة في غزة؛ ومن بينها: لماذا قبلت بصفقة تشبه إلى حد بعيد الصفقة التي طرحت في شهر أيار 2024، وكان بإمكانك القبول بها وإنقاذ حياة جميع الأسرى الذين قتلوا منذ ذلك التاريخ؟ ولماذا تقبل الآن بالانسحاب من محور فيلادلفيا وقد كنت تتحدث عنه وكأنه الأساس في حماية الكيان؟ وإذا لم يكن كذلك فلماذا كل تلك المماطلة التي أدت إلى مزيد من القتلى في صفوف الجنود، وأدت إلى مزيد من العزلة السياسية، لا بل أدت إلى أن تكون مطاردا من العدالة الدولية؟

باختصار، الهدوء على جبهة غزة سيفجر جبهة على رأس نتنياهو، وسيوفر مزيدا من الذخيرة لمعارضيه، وهناك مؤشرات لا بأس بها بأنه لن ينجو منها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق