الخيرى عم حمدى.. 50 عامًا من توزيع الطعام مجانًا بمساجد نجع حمادى

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

فى فجر كل جمعة، تبدأ الرحلة من قرية «هو» الصغيرة، التابعة لمركز نجع حمادى شمال محافظة قنا، حيث يبدأ حمدى محمد عبادى، ٧٢ عامًا، يومه بطقس اعتاده منذ نصف قرن، إذ يستيقظ مبكرًا، ويجمع مكونات المأكولات التى ينوى إعدادها، ويبدأ عمله بجد واجتهاد وكأنه يستعد لمأدبة كبيرة.

المأدبة، التى يحضر لها «عم حمدى»، كما يناديه الجميع، ليست لعائلته، بل هى صدقة خصصها لله، وطقس يلتزم به منذ خمسين عامًا دون انقطاع، يجوب فيه الشوارع كل يوم جمعة بعد صلاة الفجر حاملًا أوعية الطعام التى أعدها، ليطوف على المساجد المختلفة، موزعًا كرمه على المصلين.

«عم حمدى» ليس رجلًا ثريًا، ولا يملك مصادر دخل ضخمة، لكنه يرى أن العطاء هو سر البركة، ويقول: «العمل ده كله لله، دى صدقة أنا عوّدت نفسى عليها ومقدرش أبطلها».

الخيرى عم حمدى
الخيرى عم حمدى

قصة الرجل الذى تجاوز السبعين عامًا، بدأت منذ سن الشباب، حين قرر توزيع ما يستطيع من طعام بسيط على المصلين فى مساجد قريته، ومع الوقت، أصبحت عادته المعروفة، وبدأت رحلته تتوسع لتشمل مساجد مدينة نجع حمادى بأكملها.

وفى كل أسبوع، يختار «عم حمدى» مسجدًا مختلفًا، يحمل إليه الطعام بنفسه، موزعًا أكياسًا تحوى أحيانًا بعض الحمص الساخن أو الفول النابت أو غيرهما من المأكولات على المصلين، دون أن يطلب أجرًا، ولا حتى كلمة شكر.

وعن سبب اختيار يوم الجمعة، يقول: «ده يوم البركة، والناس كلها بتكون فى المساجد، عايز اللى أعمله يوصل لأكبر عدد ممكن».

ما يفعله «عم حمدى»، بالنسبة لأهل قريته، جعله أكثر من مجرد شخص عادى، بل حالة مختلفة لرجل آمن أن البساطة والعطاء هما سر السعادة.

«عم حمدى هو خير الناس»، هكذا يقول أحد المصلين، من الذين يعتبرونه رمزًا للكرم والبركة، ونموذجًا لشخص يطوف الشوارع لإسعاد الآخرين. 

وحتى الآن، ورغم أن عمره تجاوز السبعين، ينتظر أبناء نجع حمادى كل يوم جمعة سماع صوت خطوات «عم حمدى»، التى تحمل الطعام والبركة منذ أكثر من نصف قرن إلى شوارع المدينة، ضاربين به المثل فى المنح والعطاء وحب الخير.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق