العلاقات البحرينية العمانية علاقات متأصلة الجذور، ولها من الامتداد التاريخي الكثير، سواء عبر مختلف الحضارات أو حتى خلال التاريخ المعاصر، حيث لا تخلوا منطقة من مناطق البحرين من وجود الأخوة من سلطنة عمان الشقيقة إن كانوا مستثمرين أو عاملين في مختلف القطاعات الخاصة، فكانت العلاقة ولا زالت علاقة أهلية وودية حميمة ترعرع من خلالها العديد من أهل عمان الحبيبة بين جنبات أحيائنا السكنية فغمرونا بطيبة أخلاقهم وحسن معشرهم ودماثة أخلاقهم، فمنهم من آثر البقاء في البحرين وكون له أسرة ومنهم من ترك أثراً طيباً وعلاقات مستمرة حتى بعد عودته إلى السلطنة الحبيبة.

إنه لمن حسن الطالع أن نستذكر الأخلاق الرفيعة من أهل عمان الكرام خلال الأيام القليلة الماضية التي أسدل الستار من خلالها على بطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم والتي كانت مباراتها الأخيرة بين البحرين وعمان، لتنبري تلك الأخلاق عبر مسيرات الفرح التي عمت الوطن وشارك فيها الأخوة من سلطنة عمان من المقيمين والزوار الكرام، حيث تجلت تلك الروح ذات الطيبة الغامرة والأخلاق الرفيعة عبر تهانيهم وأفراحهم التي أكدوا من خلالها أن فوز منتخبنا الوطني هو فوز لعمان ولا خاسر بين المنتخبين.

الزيارة الكريمة التي يجريها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم لأخيه صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان الشقيقة تؤكد على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وتفعل من اتفاقيات التعاون المشترك في ظل القاعدة الصلبة من العلاقات والأواصر، وعمان اليوم تشهد نهضة شاملة في كافة المجالات السياحية والرياضية والثقافية والاقتصادية والسياسية، واستثمار تلك النهضة عبر عدد من اتفاقيات التعاون المشترك يصب في صالح البلدين وشعبيهما، وبلا شك بأن التعاون الاقتصادي بين الفعاليات التجارية في البلدين سيأتي ثماره بناء على ماض عريق من التبادلات والاتفاقيات التجارية التي كانت ولازالت منذ قديم الأزل.

لعمان الحبيبة كل المحبة والتقدير، ولشعبها الكريم المكانة الغالية في قلوبنا جميعا كبحرينيين، واستهلال العام الجديد بهذه الزيارة الأخوية الكريمة تبشر بتعاونات أكبر على مختلف الصعد تؤتي ثمارها في مسيرة قرون من النجاح بين مملكة البحرين وسلطنة عمان الشقيقة.